من جهة ثانية، وعلى جبهة الاستحقاق الرئاسي، يدخل لبنان اعتباراً من اليوم في عطل عدة نتيجة اعياد مسيحية ـ اسلامية، ولكن هذا لا يعني ولا يعفي من أنّ هناك شيئاً ما يتحّرك، والملاحظ ايضاً في هذا المناخ عودة اسماء المرشحين غير المحسوبين على اي فريق سياسي إلى البروز، في ظل مؤشرات تدلّ إلى أنّ موازين القوى الخارحية والداخلية تدفع في اتجاه انتخابات رئاسية تشكّل مدخلاً الى ترتيب البيت اللبناني بالتزامن مع ترتيب المنزل الكبير في المنطقة. وبالتالي فإنّ الانظار تترقّب من الآن فصاعداً، ماهية الخطوة القطرية التالية، كذلك تترقب ايضاً ما قد ينجم عن الترجمات العملية للاتفاق السعودي ـ الايراني في ساحات النزاع. ووسط كل هذا فإنّ القوى السياسية في لبنان ما زالت على موقفها، ولكن الحراك الخارجي في اتجاه لبنان يتكثف، وكأنّ هناك ارادة لتسريع وتيرة الانتخابات الرئاسية في لبنان.
وفي هذا الإطار، توقفت اوساط سياسية امام 3 تطورات حصلت هذا الاسبوع يمكن ان تشكّل دفعاً للاستحقاق الرئاسي:
ـ التطور الاول، هو دخول قطر على الخط الرئاسي السياسي في لبنان من باب التنسيق الكامل مع المملكة العربية السعودية، في محاولة لاستجماع مواقف القوى السياسية وتلخيصها وغربلتها، من اجل محاولة البحث عن مساحات مشتركة للدخول منها نحو مقاربة رئاسية جديدة.
ـ التطور الثاني، هو مشهد الخلوة الروحية في بيت عنيا، حيث نجح البطريرك الماروني في جمع النواب المسيحيين في مشهدية واحدة قد تؤدي إلى كسر حدّة الانقسام وقد تخلق دينامية معينة لا تنتهي مع انتهاء الخلوة الروحية.
ـ التطور الثالث، هو مزيد من ترسيخ الاتفاق السعودي ـ الايراني عبر لقاء وزيري خارجية البلدين في بكين الدولة الراعية، إذ من الواضح انّها تصرّ على دفع الامور قدماً وتسريع وتيرة العلاقة والتواصل بين الجانبين السعودي والايراني، وهذا يعني انّ الامور ذاهبة اكثر فأكثر نحو تسريع الخطوات على مستوى المنطقة، بما ينعكس على الواقع السياسي اللبناني.