لا جديد داخلياً حول رئاسة الجمهورية، فيما تكثف الحراك الديبلوماسي على اكثر من مستوى، ولاسيما من قِبل السفيرة الاميركية دوروثي شيا، التي كانت لها محطتان بالأمس مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، وفي مقرّ رئاسة المجلس النيابي في عين التينة مع رئيس المجلس نبيه بري.
وعلى المقلب نفسه، انتهت السكرة التي رافقت زيارة رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية إلى باريس، بالتحليلات الواقعية وغير الواقعية او بالتشويشات الانفعالية، فعادت مكونات التعطيل الرئاسي إلى ارض الواقع، وانتقلت من السيناريوهات المتخيّلة وفق الميول الشخصية والمصلحية التي أُحيطت بها زيارة فرنجية، إلى محاولة تلمّس النتائج الحقيقيّة للمحادثات التي اجراها، وخصوصاً انّ الرياح الفرنسية لم تحمل سوى مزيد من الصمت حيال ما دار من مباحثات ونقاشات وطروحات خلف جدران الاليزيه..
وإذا كان المستفَزّون من زيارة فرنجية قد قرأوا في هذا الصمت رسالة سلبية تصبّ في غير مصلحة فرنجية، خلافاً لما ذهب اليه داعموه باعتبار الكتمان علامة ايجابية، وانّ فرنجية ثبّت قدميه فعلاً على الخط الرئاسي، الّا انّه وعلى ما هو مؤكّد، فإنّ عودة فرنجية إلى بيروت ينبغي ان تجيب عن مجموعة كبيرة من الاسئلة طُرحت من جهات مختلفة، تمحورت جميعها حول ما إذا كان الملف الرئاسي قد دخل فعلاً دائرة الحسم النهائي، وما هي الخطوات التالية ربطاً بزيارة فرنجية الباريسية، وهل ثمة ما يؤكّد انّ لبنان اقترب فعلاً من موعد الانتخابات الرئاسية؟
العين على فرنجية
على ما تؤكّد مصادر سياسية موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ «الحراك الخارجي المكثف سواء من الاجتماع الخماسي، او اللقاءات الثنائية الفرنسية- السعودية، وما تلا ذلك من حراكات، يؤشر إلى انّ الملف الرئاسي موضوع على النار الدولية والاقليمية، وانّه وضع على طريق الحسم، وإن استغرق سلوك هذا الطريق بعض الوقت، انما الاكيد ليس وقتاً طويلاً».
واعتبرت المصادر «انّ التخبّط الداخلي هو النتيجة الطبيعية لانعدام الرؤية»، وقالت: «سيمضي وقت طويل قبل ان تستفيق مكونات الداخل من الإرباك الذي سقطت فيه بمجرد الاعلان عن الزيارة الباريسية وتفاقم مع حصولها».