والسؤال الذي يطرحه اللبنانيون كل دقيقة: الى أين يأخذنا هؤلاء؟ وماذا بعد وصول الدولار الى اكثر من مئة الف ليرة؟ والمرجح ان يتمادى في الارتفاع وفق الخبراء الاقتصاديين، الذين اجمعوا على تحليقه نحو رقم اكبر بكثير، ما دامت الحلول والخطط الاقتصادية مفقودة وغائبة كلياً حتى اليوم، كذلك الامر بالنسبة الى الوضع السياسي المأزوم، والذي يفتح حلّه بعض الابواب الاقتصادية المقفلة.
الدولار سيتخطى المئتيْ الف ليرة…
كل ما قيل عن ارتفاع سعر صرف الدولار الى ارقام خيالية، تحقق على ارض الواقع، وفي هذا الاطار يشير خبير اقتصادي خلال اتصال مع « الديار» الى «انّ الارتفاع المتواصل كان متوقعاً، ما دام لا يوجد اي خطة للتعافي المالي، او اي خطوة اصلاحية او محاولة لجمه او ردعه من قبل المسؤولين»، وقال: «لا نريد إحباط المواطنين اكثر، لكن ما دامت تغيب كل محاولات الاصلاح ووضع الخطط ، فالتحليق سيتواصل ولا نريد ان نكذب على المواطنين، لاننا نتجه فعلياً نحو جهنم الحمراء، وهذه هي الحقيقية الساطعة كالشمس، فالاتجاه نحو المجهول بات عنوان المرحلة الصعبة، ولا نريد ان نقول اكثر من هذا، لذا على المسؤولين والوزراء والنواب ، وكل الافرقاء المعارضين والموالين ان يتحدوا، وينقذوا البلد قبل سقوط الهيكل بمَن فيه»، سائلاً: «ماذا ينتظرون بعد؟ والى متى ستستمر هذه اللامبالاة التي نجدها عند الجميع؟ لبنان يكاد يُمحى عن الخارطة ويتهاوى حتى السقوط المدوي»، ويختم: « لا أستبعد تخطي الدولار المئتي الف ليرة، ما دام لا يوجد اي رادع له، وهذا يعني ان لا بوادر لهبوطه».
ويتزامن هذا الارتفاع، مع اقفال المصارف احتجاجاً على الدعاوى والاحكام القضائية ضدها، وافيد وفق المعلومات بأنّ اتصالات جرت لفك الاضراب قبل سفر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، مقابل ضبط الوضع والتخفيف من الدعاوى ضد المصارف، لكن المحاولات فشلت، وعُقد امس اجتماع لـ «جمعية المصارف»، لم يؤد الى قرار بعد للعودة عن الاضراب، على ان يعقد اجتماع آخر خلال اليومين المقبلين للتباحث والنقاش والوصول الى حل.
المصدر:”الديار – صونيا رزق”
**