من المقرّر أن تنعقد في موسكو، غداً وبعد غد، لقاءات بين مسؤولين من وزارات الخارجية في الدول الأربع: سوريا وتركيا وروسيا وإيران، يُنتظر أن تمهّد لأخرى على مستوى وزراء الخارجية. حتى يوم أمس، استمرّ السوريون في إظهار نوع من «التحفّظ»، في محاولة من قِبلهم، على ما يبدو، لرفع ثمن أيّ خطوة إلى الأمام في المسار التطبيعي مع تركيا، واستحصاله مُسبقاً. ولعلّ ممّا يعزّز ذلك التوجّه لدى دمشق، إدراكها حساسية موقف أنقرة بعد الزلزال وعلى أعتاب الانتخابات، وتقدير الأولى أنها قادرة على كسب المزيد. كذلك، تبدي القيادة السورية حذراً إزاء تسريع هذا المسار، على خلفية مؤشّرات إلى تراجع حتميّة فوز الرئيس رجب طيب إردوغان وحزبه في الانتخابات، ما يردّ الرئيس بشار الأسد وحكومته إلى تحدّي الاستجابة لمطلب أحزاب المعارضة، والمتمثّل في عدم منْح إردوغان «هدية» انتخابية ثمينة.
**