هزة ارضية مساء امس الاول، تسببت بذعر الطرابلسيين الذين هرعوا كالعادة الى باحات ومحيط المعرض، تفاديا لمخاطر الهزة التي تفاقم من زعزغة الابنية المتصدعة والآيلة الى السقوط…
باتت مئات العائلات الطرابلسية ليل امس الاول في سياراتها وفي العراء رغم برودة الطقس، وبلغ الهلع لديها الى درجة وصفت بغير المسبوقة وغير المعتادة، خصوصا مع متابعاتها للخبراء الذين يدلون بدلوهم، دون ان يستطيعوا بث الاطمئنان، بل يزداد مع كل تصريح لواحد من هؤلاء الخبراء منسوب الرعب والهلع، بعد ما شاهدوه على شاشات التلفزة من كوارث نجمت عن الزلازل المدمرة في تركيا وسوريا.
تدافع المواطنون في طرابلس لحظة الهزة، وسارعوا الى اخلاء الابنية والهروب بالسيارات التي ازدحمت في محيط المعرض الدولي، بات المشهد كأنه يوم القيامة، عائلات من التبانة والقبة وابي سمراء والزاهرية، والاسواق الداخلية وشارع المئتين، اتجهت نحو المعرض، فيما اتجه آخرون الى زيتون ابي سمراء، بينما كانت بقية الشوارع التي تحيط بها الابنية خالية. المواطنون رفضوا العودة الى منازلهم، مع بث شائعات متعددة عن احتمال وقوع زلزال قوي، خاصة بعد انتشار تنبؤات العالم الهولندي، وما اعلنه عن زلزال قوي يضرب اسطنبول ولبنان وسوريا وفلسطين في الفترة الممتدة بين ٢٠ و ٢٢ شباط الجاري…
اصحاب الاشتراكات هذه المرة، بادروا الى عدم اطفاء مولّداتهم مساهمة منهم للمشتركين، في ظل الظروف الصعبة الراهنة.
وحسب عدد من اهالي الاحياء الشعبية في طرابلس، ان الهزة الاخيرة فاقمت من تصدع عدد من الابنية، وباتت غير مؤهلة للسكن، وبعضها بدأ يتساقط، وبلغ عددها حوالى عشرين منزلا وبناء بين باب الرمل والتبانة والقبة، ولفتو الى ان عائلات تبلغت ضرورة اخلاء منازلها دون تأمين مأوى بديل، وان نواب وقيادات المدينة وادارتها المحلية غائبون عن السمع، وليس من اجراءات تحمي الناس وتؤمن البديل، او ترميم الابنية المتصدعة، وما يدلي به بعض المسؤولين هو مجرد كلمات لا ترجمة ميدانية لها…
واوضحت مصادر مسؤولة ان العشرين بناء ومنزلا المفترض اخلاؤهم فورا، هم ضمن لائحة ابنية متصدعة مؤلفة من ٧٠٠ بناء ومنزل، وان لجانا محلية ابلغت قاطني العشرين منزلا بالاخلاء، لكن من يؤمّن المأوى البديل، فهي مسؤولية الدولة التي يفترض أن تكون قد وضعت خطة مواجهة الكوارث، وأن تكون حاليا في مرحلة التنفيذ…
مواطنون كثر ابدوا غضبهم لغياب النواب عن السمع، وان هيئة الاغاثة زارت وجالت وعاينت، لكن دون المباشرة بترميم الابنية، او تأمين بدائل إقامة للعائلات، التي معظمها فقيرة في التبانة والقبة وباب الرمل والاسواق الداخلية والزاهرية…
بات لدى هؤلاء قناعة ان طرابلس متروكة لقدرها، تخلت عنها الدولة وليس لديها مرجعية، والقناعة الاكبر ان خيار الطرابلسيين في انتخابات أيار العام الماضي كان خاطئاً مئة في المئة، فما من مرجع يحضن اهلها ويرعاهم، والظروف الحالية كشفت الاقنعة حسب رأيهم…