كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: مادت الارض تحتنا، في باطنها تكسّرت طبقاتها، وعلى سطحها عواصف مطرية ورعدية وهوائية غير مسبوقة. زلزال قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر، ضرب مجموعة من دول المتوسط ومن ضمنها لبنان الذي ضربته هزّة قوية لامست الـ 5 درجات. وتركّز الزلزال بصورة خاصة في تركيا وسوريا، مخلّفًا مشاهد مخيفة وآلاف الضحايا من قتلى ومصابين ومفقودين ومحتجزين تحت الانقاض، وخرابًا ودمارًا كارثيين.
نكبة الزلزال تمدّدت من تركيا إلى سوريا حاصدة ما يزيد على الـ2000 قتيل والعدد إلى ارتفاع، إضافة إلى آلاف المصابين ودمار وخراب ما فوق الكارثي. تنادت جراءه دول العالم لمدّ يد المساعدات الانسانية والعينية والطبية لتركيا وسوريا، وكان لبنان شريكًا في ذلك، ضمن الإمكانات المقدور عليها.
الدولتان المنكوبتان
وكان زلزال قوي ضرب فجر امس، جنوب تركيا وشمال سوريا، ورفعت السلطات التركية حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، وهو يشمل طلب المساعدة الدولية. وقالت إدارة الطوارئ والكوارث التركية إنّ زلزالًا بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر ضرب ناحية بازارجيك من ولاية كهرمان مرعش جنوب تركيا، على عمق 7 كيلومترات. في حين أفاد المعهد الأميركي للزلازل، بأنّ قوة الهزة الرئيسية بلغت 7.8 درجات. واستمر الزلزال في كهرمان مرعش لنحو دقيقة، وتسبب في دمار عشرات المباني وفي حريق ضخم، وفق مقاطع مصورة بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إنّها سجلت 220 هزة ارتدادية. وبالإضافة إلى كهرمان مرعش، ضرب الزلزال ولايات غازي عنتاب وأضنة وملاطيا وديار بكر وشانلي أورفا وعثمانية، وتسبب في انهيار مئات المباني وحوصر العديد تحت الأنقاض. وأظهرت مقاطع مصورة السكان وهم يهرعون للشوارع وسط أجواء باردة بسبب الثلوج التي تساقطت في الأيام الماضية. وقال رئيس مرصد الزلازل في تركيا، إنّ هذا الزلزال هو الأكبر منذ زلزال آب 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم 1000 في إسطنبول.
اما في سوريا، فقد ضرب الزلزال محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية وطرطوس، وقالت مصادر صحية وفي الدفاع المدني السوري، انّ المئات من المواطنين السوريين لقوا حتفهم جراء الزلزال، إضافة إلى عدد كبير جدًا من المصابين، وأعداد كبيرة ايضًا من العالقين تحت الركام والانقاض. وقالت انّ الوضع صعب جدًا في المحافظات التي ضربها الزلزال، وناشدت المجتمع الدولي توفير المساعدة.
نجا لبنان
بضع ثوانٍ إرتعد فيها كلّ شيء، كانت كافية لتشكّل ما بدا انّه حدّ فاصل بين الحياة والموت، ولكن الله لطف، ونجّا لبنان وخرج مضرّجًا بأضرار في مختلف المناطق. الزلزال اللبناني بلغت قوّته 4.5 درجات على مقياس ريختر، كان على بُعد قريب جدًا من ان يتحوّل إلى تدميري؛ لحظة وقوعه بدت وكانّها من علامات يوم القيامة؛ قرابة الثالثة فجر الاثنين، تحرّك باطن الارض، تمايلت الأبنية، وتأرجح الناس في فراغ منعدم الجاذبية، وضاقت امامهم سبل النجاة، فأخلوا بيوتهم وهرعوا إلى الشوارع والفلا، ليصوغوا بذلك واحدًا من مشاهد الرعب والهلع اللذين فاقا حدود ايّ قياس لهما.