القطاع التربوي ينتظر ورقة النعي الرسمية مع دخول اضراب المعلمين اسبوعه الثالث دون حلول في الافق، ورغم ذلك فان اجتماع رئيس الحكومة بروابط المعلمين لم يتجاوز الدقيقة ونصف فقط «على الواقف» عند مدخل قصره، ثم اعتذر بعدها متذرعا الدخول الى «التواليت» ولم يعد، كما كشف ممثلي الروابط، وهذا ما استفزهم رافضين استكمال النقاش مع وزير التربية عباس الحلبي الذي «رفع العشرة» رافضا اعطاء المزيد من الوعود في الهواء التي لم تعد تجوز على احد، ممتعضا من تركه وحيدا في مواجهة المعلمين، حتى الحزب الاشتراكي الذي يعتبر الحلبي ممثله في الحكومة انتقد الطريقة التي يدار فيها الملف التربوي واضرابات الاساتذة. وعلم ان ميقاتي يريد تخصيص جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة الملف التربوي وادخاله في المعركة ضد باسيل وتحميله مسؤولية فشل العام الدراسي اذا لم يلتئم المجلس، كون اي زيادة جديدة تحتاج الى مرسوم عن الحكومة.
وحسب المعلومات فان الاجتماع الاخير الذي عقد في السرايا برئاسة ميقاتي وحضور سفراء اوروبيين وممثلين عن الجمعيات المانحة وووزير التربية عباس الحلبي كان عاصفا وتعامل الاوروبيون والجمعيات المانحة مع الملف بوضوح، مطالبين وزارة التربية باصدار كشوفات عن كيفية صرف الاموال المقدمة من الاتحاد الاوروبي والدول المانحة الى وزارة التربية، مع لوائح باعداد المعلمين « دوام بعد الظهر « الى غيرها من الملفات عن المحروقات والبرامج، وقد رد الحلبي بان الوزارة تصدر بيانات مالية على موقعها عن كيفية صرف المساعدات وانجاز البرامج، وستصدر قريبا جدولا يطال المساعدات الاخيرة، وقد تحدث مندوبو الاتحاد الاوروبي عن الفساد والهدر وانهم غير جاهزين للتمويل في هذه الطريقة، وتطرقوا عن ممارسات عنصرية ضد الطلاب السوريين مطالبين بدمجهم مع اللبنانيين وهذا يوفر اموالا طائلة لدفع الحوافز؟ حتى ان سفيرا اوروبيا تحدث بشكل غير دبلوماسي مع الحاضرين واثار موضوع الفساد في كافة الملفات، والهجرة غير الشرعية من لبنان تجاه اوروبا عبر البحر المتوسط وتحميل الدول الاوروبية مسؤولية هذه المآسي، علما ان السفير المذكور كتب على الموقع الالكتروني للسفارة عن الفساد والهدر في ملفات المساعدات الاوروبية، كما تطرق ممثلي الدول المانحة الى اعباء الازمة الاوكرانية، وهذا ما يفرض على لبنان الشفافية في التعامل مع توزيع الاموال، ولم يرد اي مسؤول لبناني حضر الاجتماع على كلام المسؤولين الاوروبيين، والانكى ان وزارة التربية دعت لاحتفال في ٢٥ كانون الثاني حول التغذية المدرسية والمطبخ المدرسي، هذا البرنامج ممول من الوكالة الفرنسية للتنمية وبرنامج التغذية العالمي للامم المتحدة وكلفته باهظة، وسألت مراجع تربوية، اي تغذية للطلاب ومدارسهم مقفلة منذ اكثر من شهر بسبب اوضاع المعلمين الاقتصادية المزرية، ويرفض المانحون تحويل اموال البرنامج الى حوافز للمعلمين متذرعين بالطلاب السوريين، هذا ما يشكل اكبر عملية هدر للاموال باشراف دولي.