أصدر البنك الدولي أخيراً الطبعة الرابعة من تقريره المعنون «مؤشّرات تنظيم الطاقة المستدامة» (RISE-Regulatory Indicators for Sustainable Energy)، الذي يقيّم من خلاله السياسات الوطنية والأطر التنظيميّة للطاقة المستدامة في 140 دولة، أي ما يوازي نحو 98% من سكّان العالم.
ويرتكز هذا التقييم على نحو 30 مؤشّراً ضمن 4 ركائز، تتعلق بالولوج إلى الطاقة الحديثة، وفعاليّة الطاقة، والطاقة المتجدِّدة والطبخ النظيف. تراوح نتيجة المؤشّرات كافة بين الصفر والمئة، كما أنّها تخضع لنفس نِسب التثقيل، ليتمّ بذلك تصنيف البلدان بحسب نتيجتها في كلٍّ من الركائز المذكورة آنفاً تحت 3 ألوانٍ (الأخضر، والأصفر، والأحمر) تمثِّل مدى تطوُّرها في كلّ ركيزة، كالآتي:
– الأخضر: نتيجة 67 إلى 100 – بيئة سياسيّة وتشريعيّة ناضجة؛
– الأصفر: نتيجة 34 إلى 66 – جهود جديّة لتطوير الإطار السياسي والتشريعي؛
– الأحمر: نتيجة 0 إلى 33 – تطبيق السياسات والتشريعات لا يزال في مرحلة مبكرة للغاية.
في هذا السياق، حقّق لبنان نتيجة 69 (الخانة الخضراء) في مؤشّرات تنظيم الطاقة المستدامة في عام 2021. في التفاصيل، سَجَّلَ لبنان نتيجة 100 (الخانة الخضراء) في مؤشِّر الولوج إلى الطاقة الحديثة، ونتيجة 43 (الخانة الخضراء) في مؤشّر فعاليّة الطاقة، ونتيجة 64 (الخانة الخضراء) في مؤشّر الطاقة المتجدّدة. أخيراً أشار التقرير إلى أنّ لبنان قد برز من ضمن أفضل 5 بلدان سجّلت تقدّماً على صعيد الطاقة المتجدّدة في عام 2021.
عالمياً، كَشَفَ التقرير عن تحسُّن بسيط حول العالم في تبنّي الأطُر السياسيّة المتطوِّرة التي تدعم الطاقة المستدامة بحيث زاد عدد الدول التي تطبِّق أطُراً مماثلة من 60 في عام 2019 إلى 68 في عام 2021. وقد لفت البنك الدولي إلى أنّ 80% من الدول التي تمّ استطلاعها قد سجّلت تحسّناً في نتيجتها الإجماليّة وهو ما رفع المعدّل العالمي من 57 في عام 2019 إلى 60 في عام 2021. وسجّلت كلّ المناطق تحسّناً في نتائجها بحيث لم تعد هناك أيّ منطقة (بما فيها منطقة صحراء جنوب أفريقيا) ضمن الخانة الحمراء مع نهاية عام 2021.
وقد أشار التقرير في هذا السياق إلى أنّ التحسّن في النتيجة الإجماليّة خلال الفترة الممتدّة بين عامي 2019 و2021 تمّ بوتيرة أبطأ من التحسّن المسجّل بين عامَي 2017 و2019. وقد لفت البنك الدولي إلى أنّ التحسّن المسجّل خلال الفترة الممتدة بين عامَي 2019 و2021 لم يكن متساوياً عبر المناطق بحيث سجّلت مناطق صحراء جنوب أفريقيا وأميركا الجنوبيّة والكاريبي أفضل نسَب تحسّن.
ولفت التقرير إلى أنه كان لوباء كورونا آثار سلبية وإيجابية على سياسات الطاقة المستدامة بحيث تعذّر توفير بعض الخدمات العامة، إلّا أنّ خطط التعافي تضمّنت سياسات للطاقة المتجدّدة.
أخيراً، أشار البنك الدولي إلى أنّ تداعيات الحرب الأوكرانيّة لم تنعكس في هذا التقرير بحيث انّ هذه الحرب قد اندلعت خلال عام 2022. وقد برزت الدنمارك وألمانيا كالدول الرائدة في العالم من حيث الإطار التنظيمي للطاقة المستدامة بنتيجة 92، تلاهما كوريا الجنوبيّة والمملكة المتّحدة (النتيجة الإجماليّة: 91)، وكل من المجر وإيرلندا والبرتغال (النتيجة الإجماليّة: 89 لكلٍّ منها)، للذكر لا الحصر.
**