أعلن رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في حديث لبرنامج “بالمباشر” مع الإعلامي رواد ضاهر، أنه “لم أدافع عن رياض سلامة ولكنني ضد التدخل الإنتقائي، والوحيد الذي قلت بأنني مع الوصاية الدولية أو الإقليمية في لبنان لأن الطاقم السياسي الموجود لم يعد بمقدوره القيام بشيء ولا إنتاج شيء، فحتى بواخر الطاقة لم يقوَ على حلها وسيستمر على هذا المنوال، ولكن لست مع وصاية إنتقائية، ولا يمكن القول إن وفداً أوروبياً قادم الى لبنان لمحاكمة رياض سلامة يجب عليهم محاكمة كل مَن تعاطى بالشأن العام والحجر على أموالهم في أوروبا لأن الجميع وضع أمواله في الخارج وبالتحديد في سويسرا وفرنسا وغيرها ولا يجب الإنتقاء، متسائلاً هل رياض سلامة هو الفاسد الوحيد في لبنان؟ إذا تمّ الإدعاء على رياض سلامة المصارف في الخارج التي تتعاطى مع لبنان بالمراسلة ستوقف التعامل معه لعدم وجود حاكم لمصرف لبنان ونائب الحاكم لا يستطيع متابعة أعمال الحاكم وذلك بقرار من الثنائي الشيعي باعتبار أن نائب الحاكم الشيعي لن يكون قائم بأعمال حاكم مصرف لبنان، موضحاً أن كل المشاركين في السلطة الذين يقومون بالنزاعات فيما بينهم مسؤولون عن التعطيل وعن الفراغ الرئاسي وانتخاب حاكم مصرف لبنان، لافتاً الى أنه يتم دفع 40 ألف دولار يومياً ضريبة تأخير بواخر الفيول للكهرباء.
وأضاف قائلاً: “رياض سلامة سعدان والمعاش الذي يعطيني ياه فليسترده، وإذا استفدت شيئاً من رياض سلامة فليستردوه، فأنا لا أستطيع أن أخطو دعسة في المجهول ولست شريك رياض سلامة ما يهمني مصلحة البلد ويكفيكم ذبحاً في الناس”، مؤكداً أن 80% من الشعب اللبناني مشاركين في الفساد، و80% من اللبنانيين صرافون اليوم ويعملون بالصيرفة وبالمنصة والفساد.
ورأى أنه على الأوروبيين أن يكونوا شركاء في إدارة بعض المرافق، وعلى القضاء الأوروبي أن يتحرك جدياً ضد كل مَن تعاطى بالشأن العام في لبنان، متسائلاً لماذا سيكون مع بعض الناس 400 أو 500 مليون دولار في سويسرا دون التحقيق معهم؟ كوليد جنبلاط ونبيه برّي وجبران باسيل والمقربين منهم وكذلك بعض القضاة لديهم اموال في الخارج، وفي أحد المقالات الأجنبية تم الحديث عن مدعي عام تمييز شغل منصه في اصعب الأوقات ويملك مبلغاً كبيراً؟ فليلاحقوا تلك الأرصدة وأصحابها، اضف الى أن وزارء داخلية سابقين يملكون 200 و300 مليون دولار لماذا لا يلاحقون أصحاب تلك الأرصدة ويلاحقون رياض سلامة فقط لأنهم يريدون تعيين غيره؟ وهناك 9 أو 10 مليارات يريدون صرفها؟ فمن يرد محاربة الفساد؟ كلهم فاسدون؟.
واستثنى وهاب من الفساد التيار الوطني الحر بقوله التيار الوطني الحر لديه جمهور شريف ووزراء نواب شرفاء ولكن أسئلة كثيرة تطرح حول تمسكه بوزارة الطاقة 12 سنة يجب الإجابة عليها؟ لافتاً الى أن أميركا تعاقب الوزير جبران باسيل سياسياً ووفق قانون “ماغنسكي” وليس بسبب الفساد في أي ملف من الملفات.
ورأى وهاب أن هناك إنقسام لبنان حول مهمة الوفد القضائي الأوروبي في لبنان والبعض خائف منهم، وقد يتم الإدعاء على رياض سلامة ولكن هذا الإدعاء لا يُصرف في لبنان، لافتاً الى أنه يمكن التجديد لرياض سلامة في حاكمية مصرف لبنان إذا لم يحصل إنتخاب رئيس للجمهورية، موضحاً أن منصور قطيش لن يكون خلفاً لسلامة لأنه محسوب على التيار الوطني الحر وكذلك الأمر بالنسبة لقائد الجيش لا يجب أن يكون محسوباً على أي حزب”.
وحول إمكانية انعقاد جلسة لمجلس الوزراء، أكّد وهاب أن مجلس الوزراء سينعقد، و”حزب الله” سيشارك فيها إذا تمّ إدراج بند الكهرباء، متسائلاً أين التيار وهو الذي استقدم البواخر، مؤكداً أن وزراء التيار علقوا في الفخ، متسائلاً لماذا استعجلوا في استقدام البواخر دون إيجاد المخرج القانوني لها؟ مَن هي شركة “فيتول” البحرينية، مَن جاء بها الى لبنان؟ كاشفاً أن المواصفات تختلف عن المواصفات العالمية وتختلف بـ 100 دولار بالسعر، والمواد التي استقدمتها فيتول تقضي على نصف عمر المعامل، متسائلاً مَن الذي استقدم تلك الشركة؟.
وكشف وهاب عن افتراق حبي بين “حزب الله” والتيار وأن وثيقة التفاهم انتهت بين “حزب الله” والتيار لأن الاثنين لم يعد لديهم مصلحة فيها، وتلك لست قاريها، وكنت ادافع عن تحالف مسيحي – شيعي لأنه يحمي السلم الأهلي في لبنان، مضيفاً الى أن الجميع يأخذون الصراع باتجاه طائفي فهذا يتحدث عن مصالح السنة وآخر يتحدث عن صلاحيات المسيحيين وآخر عن صلاحيات الشيعة، ما هذه التفاهات التي يتحدثون عنها؟ والناس لا تهمها هذه الأمور.
وفي إطار الملف الرئاسي، أعلن وهاب أنه من هنا الى أيار المقبل سيتم انتخاب رئيس للجمهورية، بحسب التسوية في الخارج، لافتاً الى أن الحوار السعودي – الإيراني مازال عالقاً في اليمن، موضحاً الى أن الإيراني لا يقوَ كثيرا أن يمون في اليمن لإيجاد المخرج الذي يناسب السعودي ما يؤدي الى تعليق كل القضايا الأخرى وإذا حُلّت في اليمن كله كرج وسيتم الإتيان برئيس متفق عليه في الخارج لافتاً الى أن الجميع في الداخل اللبناني أدوات صغيرة ويأتون الى الإنتخاب على أذنيهم، مضيفاً هل تصدق أن هؤلاء نواب لديهم كيانهم وقرارهم الحر؟ كاشفاً أن مجلس النواب وصل الى مكان لا يستطيع القيام بشيء، لافتاً الى إمكانية القيام بانتخاب نيابية مبكرة، لافتاً الى أن “إسرائيل” قامت بانتخابات نيابية 5 مرات في العام، لافتاً الى أن الوزير جبران باسيل يقوم في حراك في الخارج إلا أن هذا الحراك لا يوصل الى مكان”، مؤكداً أن حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزف عون متوازية، لافتاً الى أنه قد يكون هناك حظاً للوزير السابق جهاد أزعور ونفى أي حظ لميشال الضاهر.
وحول لقاء باسيل – جنبلاط أعرب وهاب عن ارتياحه لهذا اللقاء لأن “المناقمة” بينهما تنعكس سلباً على ساحة الجبل وما يهمني استقرار الجبل، وهما لا يستطيعان أن يفرضا رئيساً للجمهورية.
وأكد وهاب أن لا ارتدادات أو أي مشكلة أمنية في لبنان لأنه لا يوجد قرار بمشكلة أمنية بل على العكس هناك قرار لاستمرار الهدوء في البلد، واي مشكلة أمنية ستبقى محصورة والجيش لديه إمكانياته وقدرته وجهوزيته وجزف عون حاضر ومتابع وموضوع الرئاسي لا يلهيه عن موضوع الأمن”.
وجدد وهاب تأكيده على أن الموضوع الرئاسي خاضع للخارج وسيأتي مع سلة متكاملة تتضمن رئاسة الحكومة في لبنان وكيفية تطور الوضع في سوريا والمفاوضات السورية السعودية والمفاوضات السورية التركية.
وأكّد وهاب أنه مع عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، لأن مغادرة الحريري تركت فراغاً في الساحة السنّية لافتاً الى ضياع في الساحة السنية، لافتاً الى أن الرئيس نجيب ميقاتي بالرغم من علاقاته الدولية والخارجية الجيدة إلا أنه لا يستطيع أن يحل مكان الحريري سُنّيّاً، معرباً أنه مع ترشح فيصل كرامي لرئاسة الحكومة ولكن هل يمكن تأمين الأكثرية له؟.
وإذ اعتبر أن الأسماء المطروحة لا تقدم ولا تؤخر وأن فيصل كرامي على الأقل مع جزء من السُنّة وفريق 8 آذار يصل الى 40 % ولكن الفراغ الذي تركه سعد الحريري لا تسده الأسماء المطروحة لا فؤاد مخزومي ولا غيره، وأنه على السعودي أن يفكر جدياً في هذا الموضوع، رأى وهاب أن السعودي لا يعنيه الموضوع اللبناني.
وتابع وهاب في الملف الرئاسي قائلاً: أي رئيس رئيس سيأتي يجب أن يكون على علاقة مع “حزب الله” وقادر على المناقشة مع “حزب الله” في موضوع الاستراتيجية الدفاعية والحوار مع السوري في ملف النازحين السوريين وما يشكلوه من عبء على لبنان الذي كلفه هذا الملف 36 مليار دولار، نحن بحاجة لرئيس للجمهورية يمكنه الحديث مع الآخرين ومع الأطراف الداخلية والكتل الأخرى ويصنع تركيبة حكم لست سنوات وسليمان فرنجية قادر على القيام بها.
وإذ أوضح أن موضوع الفساد الذي أثاره منذ 17 سنة أصبح لديه فيه تساؤلات كثيرة، رأى وهاب أن أكثرية الشعب اللبناني هو شعب فاسد والتطورات التي تحصل اليوم تظهر ذلك، كاشفاً أننا مازلنا نستورد من الخارج 19 مليار في مقدمتها السيارات وهاتف الأيفون الجديد، مشدداً على أننا شعب فاسد”، وكل الشعب مشارك في الفساد و80 % من الشعب اللبناني يرفضون تطبيق القوانين.
وختم وهاب حديثه بأن لا سقف للدولار وأن الخشية الساسية في لبنان هي مالية ونحن بحاجة الى 3 مليار للنهوض إذا لم يكن هناك سلطة تتناتش المال والنفوذ وإذا كان هناك سلطة تنادي بخطة نهوض اقتصادي.
وناشد وهاب الأوروبيين للتدخل ضد الطاقم السياسي ككل لأن الإنتقاء يعني تدخل سياسي له أهدافه، موضحاً أنه ليس على رئيس دولة أوروبية – في إشارة الى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون – أن يعين حاكم مصرف لبنان لأنهم سيدخلون في مشاريع لمصلحة شركات هذه الدولة كما حصل في المرفأ وغيره، لذلك ينتقون شخصاً لمحاكمته، داعياً استهداف كل الطاقم السياسي.