رأى رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب أن “الحاج قاسم سليماني بنى الإمبراطورية السياسية في إيران، موضحاً ان “إيران اليوم ليست دولة عادية في المنطقة وفي العالم، بل دولة إمبراطورية في السياسة، وصحيح لديها مشاكل اقتصادية وهذا أمر طبيعي في ظل الحصار الأميركي عليها وفي ظل الضغط الأميركي عليها لتقديم تنازلات، ولكن إيران اليوم دولة إمبراطورية وهذا جزء من الخطة التي بناها الحاج قاسم سليماني”.
وأعلن في حديث لوكالة “تسنيم” الدولية الإيرانية للأنباء: أن “إيران اليوم لديها استثمار هو درة تاج محور المقاومة في لبنان وفلسطين، موضحاً أن إيران اليوم منعت سقوط سوريا وعملت على كل الساحات وتعمل اليوم ليكون العراق ساحة صديقة لإيران وهو على حدودها”، موضحاً انه “لا تستطيع أن تقارن الربح الذي حققته هذه السياسة في مواجهة ما تكلفته إيران في السياسة وغيرها على هذا الأمر لأن الربح لا يقارن، هناك ربح كبير، متسائلاً، هل حصل في التاريخ الحديث منذ الحرب العالمية الثانية أن هناك ست دول كبرى تحاور لفترة 20 عاماً دولة، فإذا كانت هذه الدولة ليست ذات قيمة لا تحاورها ست دول كبرى؟ وإذا حاورتها ست دول كبرى لمدة 20 سنة يعني أن هذه الدولة ذات قيمة في المنطقة وهناك خوف أن تتحول الى قوة صناعية كبيرة وقوة تجارية كبيرة على مستوى المنطقة، لذلك يريدون وضع ضوابط معينة”.
وإذ اعتبر أن “موازين القوى اليوم إنقلبت: ففي العام 2006، كانت “إسرائيل” قادرة على شن عدوان على لبنان رغم أنها هُزمت في هذا العدوان، ولكن اليوم المعركة في قلب فلسطين المحتلة وليس في قلب فلسطين 67 وفي قلب فلسطيم 48، رأى وهاب أن “هذا إنجاز يُسجّل للحاج قاسم سليماني، الذي كان شريكاً فيه”، موضحاص أن “كل العمليات التي تحصل اليوم داخل فلسطين المحتلة الحاج قاسم سليماني شريك بها، كاشفاً أن الحاج قاسم بدأ هذه الخطة منذ العام 2014، حيث بدأ الإعداد لهذه المقاومة التي تحصل داخل فلسطين اليوم وساهم فيها ولعب دوراً كبيراً خلالها والأهم من ذلك أنه على علاقة ومسافة واحدة من كل قوى المقاومة في فلسطين، وقام بالعمل مباشرة مع الشعب الفلسطيني، مضيفاً أن “الحاج قاسم سليماني، من مكانه حيث يرقد اليوم، يزنّر فلسطين بالصواريخ، وهو يخيف الإسرائيليين في قبره، لا بل بتقديري وضع بداية النهاية لهذا الكيان، مؤكداً أن المسألة مسألة 20 أو 25 عاماً، فالكيان الى زوال وهذا الموضوع انتهى وهذا جزء من الاستراتيجية التي وضعها الحاج قاسم رحمه الله”.
وحول دور الطائفة الدرزية المقاوم، أوضح وهاب أن “الدروز تاريخياً هم جزء من المقاومة في هذه المنطقة، والدروز منذ مئات السنين قاوموا الاحتلال العثماني والفرنسي وقاوموا غزوة ابراهيم باشا المصري، هم أهل مقاومة أصلاً، وأوائل الذين استشهدوا في جنوب لبنان كانوا من الطائفة الدرزية منذ العام 73 طربيه العنز هو أول رجل قام بعملية عسكرية ضد الاسرائيليين وبسلاح صيد يومها، فالدروز جزء من هذه المقاومة، لافتاً الى ان الدروز لديهم انقسام اليوم وهناك ربما فريق متعاطف مع الغرب، وآخر يعتبر نفسه جزءًا من المقاومة.
وأكّد وهاب أن “القرار باغتيال سليماني كان أميركياً لافتاً الى أن هناك جهات عربية كانت متضررة من نشاط الحاج سليماني على مستوى كل الساحات وهذا أمر طبيعي، ولكن تفصيلياً لا علم لدي بمشاركة أو أي دور لدولة عربية باغتيال الحاج سليماني.
ورأى وهاب أنه “يجب أن يدرك الشعب الإيراني بأن الحفاظ على إيران وأمنها وقوتها وموقعها هو بتمدد إيران في ساحات المنطقة، ومَن ينادي بالانعزال الإيراني هو معادٍ لإيران في البداية، فعندما تنادي بالانعزال تصبح إيران دولة كبنغلادش وباكستان وكأي دولة، فباكستان دولة نووية، متسائلاً هل تستطيع أن تقول لي ما هو دور باكستان في المنطقة؟ لباكستان دور محدود وليس بحجم أن تكون دولة نووية، هذا ما أدركه الحاج قاسم سليماني أن حماية الجمهورية الإسلامية الإيراينة وأن حماية قوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تحاورها ست دول كبرى منذ عشرين عاماً، وهذا الدور الذي لعب بجزء منه الحاج سليماني ولعبت بجزء منه الإدارة الإيرانية وسياسة السيد القائد علي الخمانئي، ادرك أن حماية إيران هي في الخارج وليس عندما ترتد الى الداخل، مضيفاً عندما تصبح إنعزالياً وتقول لدي مصالح ولا أهتم بالساحات المحيطة بي تُهزم، هذا ما يحصل الآن مع المملكة العربية السعودية، عندما قالت أنا لا أريد التدخل في لبنان، أنا أتدخل في سوريا ولا أريد أن أتدخل في العراق إذا لم تتدخلي الناس ستحتل مكانك ما سينعكس ضعفاً على دورها الإقليمي، معتبراُ أنه لا تستطيع أن تكون دولة إقليمية: أولاً لها كرامتها، وثانياً لها مصالحها ومصالح شعبها، ثالثاً أن تكون دولة قادرة أن تتحكم بثروتها لا تستطيع أن تكون هذه الدولة إذا لم تكن موجوداً على الساحات التي تؤثر عليك، عندما تنكفئ الى الداخل تصبح ربع دولة، تصبح نصف دولة، هم يقتطعون منك هنا وهناك ويتطاولون عليك كما يحصل اليوم من جهة بعض الأطراف الكردية، كأن تقول بأن هذه المنطقة وهذه المنطقة.
وحول الدور الأميركي بعد غياب الحاج سليماني، رأى وهاب أن أميركا ستفعل مصلحتها حتماً وهذا أمر طبيعي، أميركا تقوم بخطتها وأنت يجب أن تضع خطة مضادة.
وعلى صعيد دور الحاج سليماني في سوريا، أوضح وهاب أنه منذ اللحظة الأولى لبدء انقلاب الحرب السورية لمصلحة الدولة السورية كان سليماني حاضراً، وهو ساهم في التدخل الروسي في سوريا وساهم في حماية سوريا، وكان يعرف سوريا شبراً شبراً ومتراً متراً وقرية قرية، وكان يخوض المعارك مباشرة ويعتبر بأن سقوط سوريا هو نكسة لمشروع المقاومة، وعمل بكل قوة لحماية سوريا ولمنع سقوطها ونجحت خطة الحاج قاسم في انتصار الجيش السوري، ولكن هناك مشكلة اليوم بعد الانتصار العسكري هناك مشكلة اقتصادية كبيرة، واعتقد بأن إيران يجب أن تلعب دوراً أكبر في معالجة هذه المشكلة حتى لا يحقق الخصم ما عجز عن تحقيقه في العسكر والحرب وفي السياسة أن يحققه في الاقتصاد والمال.
وحول ما إن سنحت له الفرصة بلقاء سليماني، قال وهاب: لم يتسنَ لي مقابلة الحاج سليماني، فعندما زرت يوماً إيران وعدت الى لبنان، قال لي السيد حسن نصرالله أنه كان عليّ أن ألتقي الحاج سليماني، لم أطلب لقاءه يومها، التقيت الرئيس الإيراني والقيادات والمسؤولين وما الى ذلك، لم ألتقِ الحاج قاسم ولم تسنح لي الفرصة للقائه، ولكن كنت أعرف عنه الكثير كما كنت أعرف الكثير من التفاصيل عما يقوم به.
ورداً على سؤال ما إذا المقاومة ضعفت بعد غياب الحاج سليماني، أوضح وهاب أن الحاج قاسم كان يقيم علاقة الاحترام لسماحة السيد حسن نصرالله، ويعتبر أن السيد يلعب الدور المحوري في هذه المقاومة إن كان في لبنان أو في فلسطين أو في ما يحصل في سوريا وفي كل مكان، الحاج قاسم كان على تشاور مستمر مع السيد في كل هذه الملفات واليوم المقاومة لها رمزها الأساسي هو السيد حسن ولها رموزها داخل فلسطين المحتلة والحاج قاسم لم يكن يقوم بأي دور عن أحد بل كان يتبنى عادة الفكرة الجيدة في هذا الموضوع وكان لديه ميزة الذهاب بالفكرة الى النهاية اذا اقتنع بها، واليوم لدينا قادة على مستوى المقاومة في كل مكان والمسألة ليست بشخص رغم التميّز الذي يملكه الحاج قاسم، هذا التميز له علاقة بشخصية الحاج قاسم وبمعرفته بكل تفاصيل المنطقة وتفاصيل كل المدن وكل القرى وكل الأماكن وكل الخرائط هذا هو التميّز ولكن اليوم ما يحصل في فلسطين جاء بعد استشهاد الحاج قاسم وهذا ثمرة جهود الحاج قاسم.