كتبت صحيفة الديار تقول: على وقع ارتفاع منسوب التأزم في العلاقات الفرنسية –الايرانية يزور وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لو كورنو لبنان من اليوم الجمعة حتى ٢ من كانون الثاني، يلتقي خلالها القوات الفرنسية العاملة في قوات الطوارئ الدولية ويقضي معهم ليلة رأس السنة. لو كورنو الآتي من اوكرانيا حيث يتعمق الخلاف مع طهران حول التعاون العسكري مع روسيا، يلتقي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع اللبناني موريس سليم وقائد الجيش جوزيف عون. ووفقا لمصادر دبلوماسية، فان لوكورنو سينقل رسالة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تؤكد على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت ممكن وتشكيل حكومة والمضي ببرنامج الاصلاحات. لكنه لن يحمل معه اي «خارطة طريق» حول احداث خرق، او تبني بلاده لعقد مؤتمر دولي حول لبنان. لكن الاكثر اثارة في الزيارة قد يكون «رسالة» التحذير الذي سينقلها للبنانيين حول التطورات المقلقة في المنطقة، خصوصا تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة في اسرائيل حيث تخشى باريس من تطورات غير محسوبة على الحدود الشمالية في ظل ارتفاع منسوب التوترالداخلي في اسرائيل واحتمال تصدير هذه الازمة الى الخارج. كما سيشرح الوزير الفرنسي اسباب ارتفاع منسوب التوتر مع الايرانيين الذي ينعكس سلبا على الاستحقاقات اللبنانية.
قصف ايران ؟
وتتزامن رسالة التحذير الفرنسية مع تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بشن هجوم على مواقع نووية إيرانية في غضون عامين أو ثلاثة، وهي، بتقدير بعض المصادر، مدة تضليلية حيث تتسارع التحضيرات الاسرائيلية للتحرك لان الاسرائيليين يعتقدون ان الإيرانيين يكثفون الجهود لتخصيب اليورانيوم، لإنتاج وقود للقنابل النووية،. ويقول خبراء إن إيران قد تكون قادرة على رفع مستوى التخصيب لدرجة النقاء الانشطاري اللازم لصنع الأسلحة خلال فترة قصيرة. وفي هذا السياق قال غانتس، في كلمة للطلاب المتخرجين في سلاح الجو: في غضون عامين أو ثلاثة أعوام، ربما تجتازون السماء باتجاه الشرق وتشاركون في هجوم على مواقع نووية في إيران. وهذا التطور بحسب الاوساط الدبلوماسية ذاتها سيكون خطرا جدا وسيؤدي الى حرب شاملة في المنطقة.
انعكاسات سلبية لبنانيا
وفي سياق ارتفاع منسوب التوتر بين ايران والدول الغربية، كشف مسؤولون في الاستخبارات والأمن القومي في الولايات المتحدة وأوروبا عن جهود أميركية لحرمان إيران من المكونات المصنّعة في الغرب للطائرات المسيرة التي تزود بها روسيا، حيث كشفت الفحوصات لحطام المسيرات التي تم اعتراضها، أنها مصنعة بتكنولوجيا أميركية. ونقلت «نيويورك تايمز» عن مصادر في الاستخبارات الأميركية، تاكيدهم ان الإيرانيين يستخدمون في تصنيع المسيرات، الأسلوب نفسه الذي استخدموه في تصنيع أجهزة الطرد المركزي، أي استخدام التكنولوجيا ذات الاستعمال المزدوج وشراءها من السوق السوداء لتجنب القيود على التصدير. وفي هذا السياق، ناقش مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مع كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين في إسرائيل علاقة إيران المتطورة مع روسيا، بما في ذلك نقل الأسلحة التي ينشرها الكرملين في أوكرانيا، واستهداف البنى التحتية المدنية، ومنح روسيا التكنولوجيا العسكرية لإيران مقابل ذلك. وتحاول أميركا على المستوى الدبلوماسي، حيث تضغط مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لفتح تحقيق فيما إن كانت روسيا وإيران قد خرقتا القيود على حظر تصدير التكنولوجيا لطهران. وكل هذه التطورات ربطا بتراجع العلاقات الايرانية – السعودية، ستنعكس سلبا على التطورات اللبنانية حيث لا يمكن تجاوز طهران باي تسوية، والان كل الحوارات مقطوعة.