كتبت صحيفة “الديار” تقول: نهاية عام استثنائية على مستوى ارباك المسؤولين في السياسية والاقتصاد، لم يستغل قادة البلاد فترة الاعياد لغش اللبنانيين «بهداية» وهمية، فاجتهدوا واخفقوا وكشفوا كل «عورات» النظام القائم على القرارات الارتجالية غير المدروسة، فعاشت البلاد على وقع ارتفاع وانخفاض جنوني في اسعار المحروقات، فانتصرت «السوق السوداء»، وطارت خطة الكهرباء وسط اتهامات متبادلة بالعرقلة بين المعنيين. العتمة تتمدد لان الفيول محتجز في البحر في ظل خلاف بين وزارة المال والطاقة، الدولار لا يزال دون «سقف» وعادت الاسواق للاهتزاز في ظل غياب التنسيق بين مصرف لبنان والمصارف، وانتهت حالة التخبط خلال ساعات بعودة كل الامور الى واقعها المأسوي دون اي امل في تغيير حقيقي مطلع العام المقبل، فيما الاسعار تبقى دون حسيب او رقيب. اما «بوابة» الرئاسة الاولى فموصدة بأحكام ولا حراك جديا داخليا او خارجيا يمكن التعويل عليه «لكسر» الجليد في العلاقات بين ايران والقوى الاقليمية والدولية، وهو ما ينعكس فراقا بين القوى الداخلية التي يعمل بعضها على ملء الفراغ بمساع غير منتجة. وبانتظار ما سيعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من مواقف مساء اليوم، جاء من داخل السياق غير المفاجىء «حرب النجوم» بمفعول رجعي بين الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري حيث تبادلا الاتهامات حول المسؤولية عن ايصال البلاد الى جهنم. كل هذه «الحرتقات» الداخلية تجري فيما تتلاحق التطورات الخارجية. فعلى الحدود الشمالية نالت حكومة بنيامين نتانياهو المتطرف ثقة الكنيسست لتبدأ رحلة التصعيد في الداخل الفلسطيني والمنطقة، بينما تشهد الحدود الشرقية تحولات استراتيجية في عقد اول لقاء بين وزيري الدفاع التركي والسوري برعاية روسية في موسكو، لتبدأ رحلة «التراجع» التركي التي ستنعكس حكما على الواقع السوري. وهو ما سيكون في صلب زيارة وزير الدفاع الفرنسي الى بيروت.
اهمية اللقاء «الثلاثي»
وتاتي زيارة المسؤول الفرنسي ايضا على وقع لقاء هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، فقد اجتمع وزيرا دفاع تركيا وسوريا في موسكو، ضمن «محادثات ثلاثية» مع نظيرهما الروسي. واعلنت وزارة الدفاع التركية أن وزير دفاعها ورئيس المخابرات الوطنية، خلوصي أكار، وهاكان فيدان، وصلا في زيارة رسمية إلى موسكو لإجراء محادثات «مهمة» مع نظيريهما الروسيين، وتبع ذلك إعلان وزارة الدفاع الروسية عن انعقاد اجتماع ضم وزراء دفاع ورؤساء استخبارات الدول الثلاث لبحث «سبل حل الأزمة السورية، ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمكافحة الجماعات المتطرفة في سوريا. ووفقا لمصادر مطلعة، فان هذا التطور الاقليمي سيحمل نتائج جيدة للبنان اذا ما استكملت المصالحة السورية التركية خصوصا في ملف اللجوء، لكن بعض الاطراف اللبنانية تنظر بحذر شديد ازاء امكان عقد لقاء بين بوتين واردوغان والأسد، حيث سيستعيد النظام السوري دوره في المنطقة، ولن تكون الساحة اللبنانية بمنأى عن هذه التطورات حيث ينقسم اللبنانيون حول ايجابيتها.