تحدث الرئيس العماد ميشال عون في حديث تلفزيوني عن بعض خفايا الأعوام الستة التي حكم فيها، وعن رؤيته للمرحلة المقبلة، بالاضافة الى الجانب الوجداني في حياته.
واعتبر الرئيس عون أن “الايمان بالنسبة لي يزيدني قوة والرجاء يساعدني على التخلص من اليأس في الظروف الصعبة التي مررت بها، فيما المحبّة هي الفضيلة الاولى “محبة الشعب، محبة الوطن، محبة الأرض”، متمنيا في العام 2023 أن “يتغير لبنان على صعيد الوضع السيء وينتهي من الأزمة التي يعيشها”.
ورأى أن “حاكم مصرف لبنان هو المسؤول الاول عمّا وصل اليه البلد”، مضيفا: “انا متفائل بالمستقبل وانا كشفت في الست سنوات الاخيرة كل عيوب النظام وكل عيوب من أوصلنا الى هنا ويجب ان نستمرّ في هذه المعركة”. وقال: “شغلي سأكمله، وكنت اعلم ان الحرب التي اخوضها سأخسرها لكن مقاومتي حافظت على حقي وأطلب من الشعب اللبناني أن يدعمني؛ ولا أعتقد أنني أخطأت لأنّ هدفي واضح وإصلاحي”.
وتابع: “جبران باسيل يتعرّض لهجوم كبير ويحاولون إعدامه معنويا وإعدام صورته لكن “الحمدالله” إنّه قوي وقادر على التحمّل. أمّا زوجتي فقد تحمّلت كل المشقّات التي تسبّبت بها وهي تحمّلت كل مسؤولية الاولاد والاحفاد”.
وعن العلاقة بسعد الحريري، إعتبره عون شخصا مهذّبا، وقال: “علاقتي بالحريري جيدة على المستوى الشخصي لكن على مستوى العمل كان الحريري غير مستقرّ ويغيّر آراءه بين الصباح والمساء”، لافتا الى واقعة استقالته من السعودية: “شغّلنا العالم بأكمله عندما استقال الحريري من السعودية وواجهنا الأزمة بعناد حتى تحرّر”.
وشدد على أن “هناك سياسة دولية جديدة تقوم على ضرب الاقتصاد لإخضاع الدول وكان واضحاً أن حركة ١٧ تشرين كانت موجهة ضدي فبعد استقالة الحكومة ظلت مستمرة وتوجهت مباشرة ضد رئيس الجمهورية”، معتبرا أنّ “الحرب الاعلامية هي جزء من الحرب الكبيرة التي تعرّضت لها وبعض القنوات ساهمت في التحريض ضدّي”.
أضاف: “لا شيء يهمّني عندما اكون في حالة مقاومة ولم يتمكّن الاعلام من تشويه صورتي؛ واستردّيت ما خسرته على مستوى القاعدة الشعبية بعد الانتخابات النيابية الاخيرة لأنّهم عرفوا مَن هو ميشال عون ومَن هم الآخرون”. وأكد أن “ضرب الاقتصاد المنتج وسياسة رفع الفوائد هما من أهم أسباب الانهيار الاقتصادي”.
وقال ردا على سؤال إن الرئيس نبيه بري هو من أبرز المعرقلين لعهده: “كلّ ما أعرفه أنّ الرئيس برّي كان ضدّ إنتخابي رئيسا للجمهورية، ولقد عرقل 18 ملفا كنت أعمل عليها”. وتابع: “لم أسأل حزب الله عن سبب سكوته على سلوك بري في الست سنوات الاخيرة وهم لم يخبروني واعتقد ان تفاهم مار مخايل يجب اعادة صياغته”.
واكد أن “لا قضاء في لبنان، فالقضاء الموجود تحكمه التبعية وضعف الشخصية؛ ولم أوقّع التشكيلات لأن فيها الكثير من الشوائب التي لم تصحح”.
وقال ردا على سؤال: “قصة جبران باسيل بسيطة لكنّها معقدة في ذهون الناس، وانا سلّمته التيار قبل ان اصبح رئيسا للجمهورية وتعرضنا للهجوم واعتبروه انّه الرئيس الظلّ وهذا غير صحيح طبعا. جبران باسيل ليس رئيس تيار سياسي فقط بل هو رئيس تكتّل نيابي وارادوا منّي كرئيس جمهورية خنقه”.
واعتبر أن “الشعب اللبناني كان الصديق الوحيد للعهد ولمن يشكّ بذلك ليستطلع الشارع واكبر دليل المشهد يوم غادرت قصر بعبدا، والاكيد ان الحكم له حصّته من الخسارة”.
وأكد أنه لا يمكنه ان يحدد موقف بكركي من العهد في خلال الأعوام الستة الأخيرة.
وعن انفجار مرفأ بيروت، قال : “لفتني أنّه بعد انفجار المرفأ صدرت تصاريح من نتنياهو والرئيس ترامب تتحدث عن ضربة ما ولكن ما لبثا أن تراجعا”.
وفي الحديث عن الرئاسة والاستحقاق الرئاسي، أكد أن “لبنان يريد اليوم رئيسا ينفذ ما بدأته وإلا المنظومة ستسترجع قواها، أعز سليمان فرنجية وجوزاف عون على المستوى الشخصي لكنني لست نائبا لأختار واحدا بينهما لرئاسة الجمهورية”.
ولفت عون الى أنّ “الاصلاح في بلد تجذّر فيه الفساد منذ ٣٢ عاماً مهمة صعبة جداً ولا يمكن أن تتحقق إلا اذا ثار الشعب بحق ضد الفساد، فالمسؤول لا يمكن أن يواجه بمفرده؛ ففي ٢٥ اذار ٢٠٢٠ مثلا اتخذ قرار في مجلس الوزراء بإجراء تدقيق جنائي في مصرف لبنان وكان بدء التنفيذ لا يحتاج لأكثر من شهر،ولكن العراقيل المصطنعة والمماطلة أخرته طوال سنتين ونصف ولم تزل مستمرة”.
وختم عون حديثه بإعتبار “مشكلة النظام اللبناني أنه بثلاثة رؤوس مع ديموقراطية توافقية ولا يمكن لأي أحد أن يقلب الطاولة، ولن تقوم دولة اذا لم يكن هناك احترام للقوانين واذا استمر استغلال الموقع والطائفة للعرقلة وضرب الدستور والقوانين”.