بلغت الأرجنتين بقيادة نجمها الأسطوري ليونيل ميسي المباراة النهائية لمونديال قطر 2022 في كرة القدم، بفوزها على كرواتيا (3-0)، في المباراة التي جرت أمس الثلاثاء على ملعب “لوسيل” ضمن الدور نصف النهائي.
وسجل ثلاثية الأرجنتين ليونيل ميسي وجوليان ألفاريز (2) في الدقائق 34 من ضربة جزاء و39 و69.
المغرب – فرنسا
سينحي كيليان مبابي وأشرف حكيمي الصداقة جانبا عندما تواجه فرنسا منتخب المغرب في الدور قبل النهائي لكأس العالم، اليوم الأربعاء، وقد يكون كلاهما وفيًا لوعد سابق.
وفي كانون الثاني الماضي، وخلال زيارة لقطر مع باريس سان جيرمان، قال مبابي مازحًا في مقطع فيديو: “لو لعبنا ضد المغرب، سأمزق صديقي”، ورد حكيمي مبتسمًا: “سأركله”.
ونظرًا لوجود مبابي على الجهة اليسرى من هجوم فرنسا، سيواجه النجم الفرنسي الظهير الأيمن حكيمي، الذي تربطه به علاقة رائعة منذ انضمام اللاعب المغربي لباريس سان جيرمان قادمًا من إنتر ميلان في 2021.
ويجلس الثنائي معًا خلال رحلات السفر والتنقل ويمارسان ألعاب الفيديو ويقضيان العطلات معا.
وبينما لن يضع المغرب خطة معينة لاحتواء خطورة مبابي مثلما فعلت إنكلترا حين ظل كايل ووكر يلاحقه في الخسارة 2-1 في دور الثمانية، يثق المدرب وليد الركراكي في حكيمي.
وقال الركراكي في مؤتمر صحافي، أمس الثلاثاء: “ليس لدي أدنى شك أن حكيمي سيكون في أفضل حالاته للتغلب على صديقه”.
وسجل مبابي خمسة أهداف وصنع هدفين في كأس العالم، بينما لعب حكيمي دورا بارزا في مساعدة المغرب على تلقي 10 تسديدات فقط على المرمى في مبارياته الخمس.
واحتفل حكيمي بتسديد ركلة الترجيح الحاسمة أمام إسبانيا في دور الـ16 بتقليد طائر البطريق، وهو احتفال يشاركه فيه مبابي وسيرجيو راموس في باريس سان جيرمان.
نظرا لوجود مبابي على الجهة اليسرى من هجوم فرنسا سيواجه النجم الفرنسي الظهير الأيمن حكيمي، الذي تربطه به علاقة رائعة منذ انضمام اللاعب المغربي لباريس سان جيرمان.
وكان مبابي، الذي زار حكيمي في فندق المنتخب المغربي بالدوحة خلال يوم راحة، من أول المهنئين لحكيمي بتأهل المغرب إلى دور الثمانية.
ويثق هوغو لوريس قائد منتخب فرنسا أن الصداقة القوية بين مبابي وحكيمي ستتوقف “مؤقتًا” في استاد البيت.
وأكد، في مؤتمر صحافي، أن “سخونة المباراة هي التي ستفرض ذلك. حتى لو كنتما أصدقاء خارج الملعب ستفصل كأس العالم بينكما”.
الركراكي
الى ذلك، أكد مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم وليد الركراكي أمس الثلاثاء أن طموحه ولاعبيه هو بلوغ المباراة النهائي لكأس العالم قطر 2022، مؤكدا أن لاعبيه “سيقاتلون من أجل بلوغ المباراة النهائية” الأربعاء عندما يواجهون فرنسا في دور الأربعة على ملعب البيت في الخور.
وأوضح الركراكي في مؤتمر صحافي عشية مواجهة فرنسا أن هدفه الأساسي في هذه البطولة هو “تغيير عقلية اللاعبين وخصوصا القارة السمراء ونظرتهم إلى مشاركتهم في العرس العالمي، وهذا ما اخبرت به اللاعبين. إذا وضعنا في ذهننا أن مشاركتنا ناجحة ببلوغ نصف النهائي ونفرح، فلن نواصل مشوارنا وسنخسر غدا. فهذا ليس رأيي، نحن بين أفضل أربع منتخبات في العالم، وهذا ليس من قبيل الصدفة، وستكون لدينا الكلمة غدا من أجل بلوغ المباراة النهائية”.
وتصدر المغرب مجموعة قوية تضم كرواتيا وبلجيكا، قبل تخطي إسبانيا بركلات الترجيح في ثمن النهائي، ثم البرتغال بهدف يوسف النصيري في ربع النهائي، ليصبح اول منتخب أفريقي وعربي بلغ هذا الدور المتقدّم.
وتابع “نتمنى ألا يحترمنا خصمنا غدا، لأنهم إذا احترمونا مثلما فعلت المنتخبات التي واجهناها حتى الآن في هذه البطولة، وكانوا في قمة مستواهم فستكون مهمتنا صعبة”. نحن واثقون في أنفسنا ومتحمسون بفضل مشوارنا الصعب في هذه البطولة، فقبل كل مباراة تعتبرون أننا سنودع المسابقة ولكننا لا زلنا هنا وبقيمنا وسنخوض نصف النهائي”.
المفتاح هو “الروح”
وأردف قائلا “كلما نتقدم في المسابقة سنخوض مباريات أصعب سنواجه فرنسا بطلة العالم بلاعبين بكفاءة عالمية ومدرب بجودة عالية ونحن سنواصل القيام بما نحسن فعله بطموح في محاولة منا لخلق المفاجأة ولم لا بلوغ المباراة النهائية لكأس العالم”.
وشدد الركراكي على أن مفتاح الفوز بالمباراة هو “الروح، روح الفريق، نحن نلعب من أجل المنتخب الوطني وليس النادي، الكل يعمل ويقاتل ويقدم افضل ما لديه في كل مباراة يلعبها، لعبنا بروح عالية في المباريات السابقة، وهذا أهم شيء في كرة القدم”.
وفيما أمل أن يكون الطموح والتعطش للفوز كافياً، عبّر عن ثقته في مؤهلات المغرب الراغب في “إعادة كتابة التاريخ وأن نضع إفريقيا على قمة العالم. لكنني لست مجنونًا، فأنا أعرف ذلك سيكون صعبًا، كما أعرف أن كل هذه الروح والمعنويات والمحفزات ستكون مهمة وستجعل مهمة فرنسا أيضا صعبة في الفوز علينا”.
“التوقعات ضدنا”
وأضاف “أعرف أن كل التوقعات ضدنا ولكن نحن على ثقة. ربما نحن مجنونون ولكن من الجيد أن تكون مجنونا، إذا كانوا سيفكرون اننا متعبون، وهذا ما قالته منتخبات اخرى سابقا، فسيكونون مخطئين، اريد ان اقول اننا لسنا متعبين وجاهزون للمباراة”.
وأردف قائلا “سنقاتل من أجل تحقيق هذا الحلم، هذا ليس بالهزل بل أنا جدي فيما أقوله، أنا طموح، نحن جاهزون للفوز باللقب ودخول التاريخ من أجل المغرب وإفريقيا والدول في طريق النمو، من أجل إخوتنا الجزائريين والتونسيين والمصريين والليبيين، كل أولئك الذين حلموا برؤية منتخب إفريقي في نصف النهائي والنهائي، هذه فرصتنا ولا يجب أن نضيعها، لا يجب ان ننتظر 40 عاما لتحقيق ذلك، غدا سنقوم بذلك، أنا ربما مجنون، ولكنني كذلك نحن هنا ولدينا فرصتنا ونواجه فرنسا افضل منتخب في العالم”.
“لن نضع خطة خاصة بمبابي”
وعن المواجهة بين الصديقين اشرف حكيمي وكيليان مبابي قال “اذا كان هناك لاعب يعرف كيليان أفضل مني فهو حكيمي لانه يتدرّب معه يوميا ولديه فكرة دقيقة على هذا اللاعب، لكننا ذلك لن يغيّر الكثير بالنسبة لنا ولن نلجأ إلى خطة تكتيكية خاصة بكيليان”.
وتابع “لا يجب أن نركز على كيليان بل على المنتخب الفرنسي الذي يضم العديد من اللاعبين الجيدين مثل (أنطوان) غريزمان و(أوليفييه) جيرو وعثمان (ديمبيليه). سنلعب بطريقة جماعية وأشرف هو أفضل لاعب في العالم في مركزه وسيقدم افضل ما لديه، إنهما بطلان ولن يقدم أحدهما هدية للآخر.
وتحدّث الركراكي عن المشجعين القادمين بكثرة من بلاده لحضور مباراة نصف نهائي: “لدينا افضل المشجعين في العالم، مع الأرجنتين والبرازيل، انا سعيد جدا لان العالم تعرّف على من هو الجمهور المغربي، هم مجانين ويتبعون منتخب بلادهم اينما حل وارتحل، سيأتي 20 الف متفرج على الاقل لتشجيعنا، وانا سعيد لان كأس العالم تقدّم هذه الصورة للجمهور المغربي”.
المصابون يتعافون
وأعرب الركراكي عن أسفه لكثرة الاصابات في صفوف فريقه، وقال “كما الجميع يعرف لدينا مصابون ولكننا نتعافى جيدا بسرعة ولدينا جهاز طبي رفيع المستوى، كل يوم يحمل لنا أخبارًا سارة”.
واضاف “على غرار مبارياتنا السابقة فنحن ننتظر دائمًا اللحظة الأخيرة لاتخاذ قرار، لا أحد +خارج+ التشكيلة، لا أحد +يضمن+ تواجده في المباراة. سننتظر لاتخاذ القرار النهائي، وعموما لن يدخل إلا من هو في قمة مستواه، وسأدفع بأفضل تشكيلة ممكنة وجاهزة بنسبة 100٪”.
ديشان
من جهته، تحوّل مشوار فرنسا في نهائيات كأس العالم إلى انتصار للمدرب ديدييه ديشان الذي فاز على أولئك الذين اعتبروا أنه بقي طويلاً في منصبه، وها هو على أعتاب نهائي ثان توالياً.
الفوز على إنكلترا (2-1) السبت ضمن أن فرنسا ستواجه المغرب في دور الأربعة يوم الأربعاء، ومهما كانت النتيجة هناك، سيكون ديشان حراً في تقرير ما إذا كان يريد تمديد فترة توليه لمنصبه الذي يشغله منذ عشرة أعوام.
قال ديشان بعد تحقيق الهدف الذي حدده له رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لو غريت إن “الكرة الآن في ملعبي وأنا سأقرّر. سأكون هنا في نصف النهائي وبعدها سنرى. كل شيء في وقته”.
وأضاف أن “الرئيس سعيد. الكثير من الناس سعداء. لكني أريد أن أتذوق طعم العودة إلى المربع الأخير. أفكر في يوم الأربعاء وليس في أشياء أخرى”.
عُيِّن ديشان مدرباً للمنتخب على أنقاض فشل مونديال جنوب إفريقيا 2010 وبعد الاستغناء عن خدمات لوران بلان الذي امضى عامين مع “الديوك”، فقاده إلى قمة الكرة المستديرة بالتكريس العالمي الثاني في مونديال روسيا 2018، عقب خسارة نهائي كأس أمم أوروبا 2016 على أرضه أمام البرتغال صفر-1.
ولكن منذ التتويج الروسي، تراجعت نتائج فرنسا، مع إقصاء فجائي من ثمن نهائي كأس أمم أوروبا 2021 أمام سويسرا 5-4 بركلات الترجيح بعد التعادل 3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي، رغم عودة كريم بنزيمة من العزلة الدولية.
التحدي الأكبر
ومع توفر زين الدين زيدان الذي يبدو أنه جاهز ليصبح مدرب فرنسا المقبل، يمكن القول إن كأس العالم في قطر كانت التحدي الأكبر لديشان حتى الآن.
بدا أن حامل اللقب قد تأثر بالإصابات التي طالته في البطولة، فحُرم من لاعبي خط الوسط الأساسيين بول بوغبا ونغولو كانتي، ثم من بنزيمة في تدريبات ما قبل المباراة الأولى.
تساءل كثيرون عما إذا كانت فرنسا ستمضي إلى مصير الأبطال الثلاثة السابقين، إيطاليا وإسبانيا وألمانيا، الذين خرجوا جميعاً من دور المجموعات التالي بعد حصد اللقب.
وقالت صحيفة “لو باريزيان” في افتتاحيتها الأحد “سوف نعترف بأننا شكّكنا في ديدييه ديشان قليلاً. تساءلنا عمّا لو أنه لم يمكث في منصبه طويلاً، وإذا لا يزال يملك سحره”.
وأضافت “لقد جاء إلى قطر محاطاً ببعض الشكوك. لكن تلك الشكوك تبددت. وكأن شيئاً لا يمكن أن يوقف هذا المنتخب الفرنسي. فرنسا التي تفوز. فرنسا ديشان”.
ظل زيدان
برز أوليفييه جيرو بشكل مذهل في غياب بنزيمة، حيث سجل المهاجم المخضرم أربع مرات في قطر، بما في ذلك هدف الفوز ضد إنكلترا.
قرر ديشان قبل البطولة أن يتخلى عن تجربته مع دفاع مكون من ثلاثة لاعبين، ويعود إلى طريقة 4-3-3.
الأهم من ذلك، أنه حلّ معضلة خط وسطه من خلال تحويل المهاجم أنطوان غريزمان إلى أحد أفضل صانعي الألعاب في البطولة.
كان لاعب أتلتيكو مدريد متألقاً مرة أخرى ضد إنكلترا، رغم تراجع لياقته مع انطلاقة كأس العالم ومن دون أي هدف دولي منذ أكثر من عام.
قال النجم الأسبق لـ”الديوك” الذي ظفر بكأس العالم 1998 إلى جانب ديشان، دافيد تريزيغيه لوكالة فرانس برس إن المدرّب وزميله السابق “على دراية بجودة لاعبيه ونجومه، في كأس عالم يحتاج نوعاً ما إلى القليل من النصائح بدلاً من الاضطرار إلى القيام بالكثير من العمل الشاق”.
وأضاف أن “ديشان فهم لاعبيه وتمكن من إقناعهم جميعاً ببذل أقصى ما في وسعهم”.
هناك هالة حيال اللاعب السابق البالغ من العمر 54 عاماً والذي يرتبط اسمه بأعظم لحظات المنتخب الفرنسي على مدار ربع القرن الماضي.
سجل هائل
كان ديشان قائداً للمنتخب الفرنسي في أول لقب مونديالي في العام 1998، وحصد بطولة كأس أوروبا في العام 2000، قبل أن يظفر بالمونديال كمدرّب في روسيا قبل أربع سنوات.
سجلّ المنتخب الفرنسي في البطولات الكبرى مؤخراً هائل. فقد فازوا مرتين من النسخ الست الماضية من كأس العالم، وبلغوا نهائياً آخر من دون الفوز في مونديال 2006.
قادهم ديشان أيضاً إلى نهائي كأس أوروبا 2016، وباتت فرنسا الآن على بعد مباراة واحدة فقط من خوض نهائي كأس العالم.
وقال مساعده غي ستيفان “إنه هادئ للغاية. لقد أعدّ لهذه المنافسة بشكل جيد للغاية”.
وأضاف “كان يعرف بالضبط ما يريد القيام به. لديه خبرة البطولات الكبرى، وهذه الخبرة تفيد المنتخب”.
إذا فازت فرنسا على المغرب، ثم بالمباراة النهائية، فسيكون ذلك المنتخب الأول منذ 60 عاماً الذي ينجح في الدفاع عن لقبه، وسيكون ديشان أول مدرب يفوز باللقب مرتين منذ المدرّب الإيطالي الداهية فيتوريو بوتسو في الثلاثينيات.
المصدر:”الديار”
**