ساهَمت مشاركة وزيرَي تيار المردة في جلسة حكومة تصريف الأعمال في تأمين تغطية مسيحية لها بعدما قاطعها وزراء التيار الوطني الحر، ما فتح الباب أمام تفسيرات متفاوتة لهذا الموقف وانعكاساته المحتملة على المبارزة الرئاسية التي يخوضها سليمان فرنجية.
لكن، وبمعزل عن الاستنتاجات المتضاربة، يؤكد النائب طوني فرنجية لـ»الجمهورية» ان الدوافع التي أملت على تيار المردة المشاركة في جلسة حكومة تصريف الأعمال هي انسانية وأخلاقية بالدرجة الأولى، لافتاً الى «انّ اشخاصاً كثيرين من المصابين بمرض السرطان، وانا شخصياً اعرف بعضهم، كانوا يلجأون الى اقارب ومغتربين لتأمين حبة دواء، وبالتالي لم يكن جائزا ان نبقى مكتوفي الأيدي، فقط لأنّ الجلسة ليست على مزاج هذا أو ذاك».
ويضيف: «لم نكن مسرورين بطبيعة الحال لانعقاد حكومة تصريف الأعمال في ظل غياب رئيس الجمهورية، لكنّ المسؤولية تتطلب احيانا اتخاذ قرارت صعبة وهذا ما فعلناه. لقد اتخذنا قرارا عقلانيا وواقعيا بعيدا من المزايدات والشعبوية، وضميرنا مرتاح».
وحين يُقال لفرنجية ان التيار الوطني الحر بَدا من خلال رفضه التئام مجلس الوزراء وسط الشغور الرئاسي حريصاً على حماية الشراكة وموقع المسيحيين فيها، يلفت الى انّ احداً لا يستطيع أن يزايد على تمسّكنا بالشراكة الحقيقية، «أما الشراكة التي يرفع لواءها البعض فهي مجرد شعار برّاق لتجميل معاركه العبثية والدونكيشوتية التي تسببت في تهجير اعداد هائلة من الشباب المسيحي».
ويتابع: انّ المسيحيين يريدون استقراراً وبحبوحة ودولة واقتصاداً حتى يبقوا في البلد، وبالتالي لا يمكن فصل مصالحهم عن الصالح الوطني العام.
ويعتبر فرنجية انّ الحريص حقاً على حقوق المسيحيين يُبادر فوراً الى انتخاب رئيس الجمهورية عبر دعم مرشح وطني معروف، بدل إضاعة الوقت آملاً في تحولات تأتي بأحدهم الى الرئاسة.
ولدى سؤاله هل موقف «المردة» بتغطية جلسة الحكومة خلافاً لخيار التيار الحر والقوات اللبنانية يُعقّد الحسابات الرئاسية لسليمان فرنجية كونه باتَ أصعب الآن أن ينال دعم إحدى هاتين القوتين المسيحيتين الأساسيتين؟
يعترض فرنجية على هذه المعادلة، لافتاً الى انّ التيار والقوات لا يختصران المسيحيين واستطراداً الميثاقية، «والادّعاء بغير ذلك نرفضه ولسنا في وارد التسليم به».
ويضيف: «نحو 50 بالمئة من الرأي العام المسيحي هم خارج هذين الحزبين، ونحن في التكتل الوطني المستقلّ نلنا لوحدنا 50 ألف صوت مسيحي صافٍ في الانتخابات النيابية الاخيرة، ولو أردنا ان نحصل على نواب «عياري» وان نستفيد من حلفائنا كما فعل غيرنا لكان تكتلنا يضمّ ما بين 10 و12 نائباً، كذلك يوجد نواب مسيحيون مستقلون او منضمّون الى كتل وهؤلاء أيضاً لهم حيثياتهم، ولذلك ليس صحيحاً انّ هناك جهتين حصراً تختزلان التمثيل وتحتكران الميثاقية».
المصدر:”الجمهورية – عماد مرمل”
**