كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: لم تأت الجلسة الانتخابية الرئاسية الثامنة بأفضل مما جاءت به سابقتها السابعة، وإنما حملت مؤشرات الى تبدّل منتظر في خيارات الاحلاف والتكتلات النيابية والسياسية، وكذلك في خيارات العواصم المهتمة بالاستحقاق الرئاسي والذي يُنتظر ان تتبلور في وقت ليس ببعيد.
فما جرى في جلسة الامس ارتفاع في عدد الاوراق البيض وتراجع في اصوات النائب ميشال معوض. الارتفاع دلّ الى ان اصحاب الاوراق البيض ينتظرون المقاربات الخارجية والداخلية حول الاستحقاق الرئاسي، والتراجع دلّ الى بدء العد العكسي لانسحاب معوض الذي لَمّح الى أنه ينسحب الى مرشح آخر «سيادي» إذا اعتنق ما طرحه في حملته الانتخابية.
واذا كانت الجلسات الانتخابية تحافظ على رتابتها فإن الازمة الكبرى التي تضرب البلاد تحافظ على تفاقمها بحيث لا يكاد يمرّ يوم إلا وتشهد فصلاً جديداً، خصوصاً بعدما بدأ اعتماد سعر الدولار الجمركي الجديد على اساس 15 الف ليرة ما تسبّب بارتفاع جنوني في اسعار كل المواد الاستهلاكية، وكذلك في استمرار ارتفاع سعر الدولار قاضماً المزيد من قيمة العملة الوطنية وقدرتها الشرائية.
لن تلد جلسات مجلس النواب في تاسعتها الخميس المقبل المولود الرئاسي ولا احد يتوقّع أي خرق في هذا الجدار في الوقت الراهن، لكن الحكومة التي يعتبر رئيسها نجيب ميقاتي انها «ام الصبي» يعدّ العدة لعقد جلسة لها لا مَحالة. وبحسب ما قالت مصادر قريبة من السرايا الحكومية لـ»الجمهورية» فإن هذا القرار بعَقد الجلسة قد اتخذه ميقاتي وسيضع كل الوزراء ومن خلفهم مرجعياتهم السياسية في اجوائه.
وذكرت هذه المصادر ان هناك نوعا من اتفاق ضمني بين ميقاتي والثنائي الشيعي والاطراف الممثلة داخل الحكومة غير «التيار الوطني الحر»، على انه لن يعقد جلسة لمجلس الوزراء الا في حال الضرورة القصوى وهذا فعلاً ما وصلت اليه الحال، واذا اثمرت الاتصالات يفترض ان يوجّه الدعوة مطلع الاسبوع المقبل لجدول اعمال طارىء تتقدمه الاوضاع الاستشفائية من باب وضع سقوف للمستشفيات لتتمكّن من تطبيق الزيادات التي لحظت في الموازنة العامة على التعرفة، اذ ان وزارة المال ابلغت انها غير قادرة على صرف هذه المستحقات من دون مرسوم. كذلك يجري تحضير جدول اعمال لا خلاف عليه وتُجمع على ضرورته الاطراف السياسية. واذ اعتبرت المصادر انّ قرار الدعوة الى مجلس وزراء سيكون مُحرجاً لوزراء «التيار الوطني الحر» قبل غيرهم، كشفت في المقابل ان البعض منهم أقرّ بضرورة عقد الجلسات وقد يُحرج في حال لم يلبِ الدعوة خصوصا لجدول اعمال يمس بأمن الناس».
جلسة الانتخاب
وكانت جلسة الانتخاب الرئاسية الثامنة قد كررت مشهد الجلسة السابقة للجمهورية، وبعد فقدان النصاب القانوني رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة الى الخميس المقبل، مؤكدا انه «اكثر الناس حرصاً على انتخاب رئيس للجمهورية، أمس قبل اليوم، وهذا الأمر لا يوجّه إلي»، وذلك في معرض ردّه على مداخلة للنائب «القواتي» أنطوان حبشي قال فيها ان «الممارسة الحاصلة تضع مجلس النواب خارج دوره، ونرى كيف تتعطّل جلسات الانتخاب». وتوجّه الى بري بالقول: «القصة عندك دولة الرئيس، وجزء من المعطلين هم اقرب المقربين اليك».
وبعد فرز اوراق الاقتراع التي بلغ عددها 111، جاءت النتائج كالتالي: 52 ورقة بيضاء، ميشال معوض: 37 صوتا، عصام خليفة: 4، «لبنان الجديد»: 9، «لاجل لبنان»: 1، بشارة ابي يونس: 1، بدري ضاهر: 1، وزياد بارود: 2.