أهدى المهاجم المخضرم وهبي الخزري تونس فوزاً تاريخياً على فرنسا بطلة العالم 1-صفر على استاد المدينة التعليمية ضمن منافسات الجولة الثالثة الأخيرة للمجموعة الرابعة في مونديال قطر لكرة القدم.
وهو الفوز الثالث لمنتخب “نسور قرطاج” في سادس مشاركة في كأس العالم لم يتجاوز خلالها دور المجموعات، بعد المكسيك 3 -1 عام 1978 وبنما 2-1 عام 2018.
وحافظ أوريليان تشواميني ورافايل فاران الذي حمل شارة القيادة على مركزيهما أساسيين، في حين فضّل مدرب بطلة العالم 1998 و2018 منح البدلاء فرصة المشاركة على غرار كينغسلي كومان وثنائي الهجوم إدواردو كامافينغا وراندال كولو مواني الذي خاض مباراته الاولى في النهائيات، والحارس ستيف مانداندا.
وبات مانداندا في سن الـ 37 عاماً و247 يوماً أكبر لاعب يشارك في مباراة في نهائيات كأس العالم في تاريخ فرنسا، امام برنار لاما الذي شارك في سن الـ 37 عاماً و148 يوماً أمام انكلترا في أيلول 2000، حسب وكالة أوبتا للاحصاءات.
واشرك ديشان المدافع أكسل ديزازي ليصبح أوّل لاعب فرنسي يخوض مباراته الدولية الاولى في كأس العالم منذ غابريال دو ميشال في 13 تموز 1966 أمام المكسيك.
وبدوره، أدخل جلال القادري مدرب تونس العديد من التغييرات على تشكيلته في جميع المراكز، فأشرك وجدي كشريدة وعلي معلول على الرواقين، والثلاثي أنيس بن سليمان ومحمد علي بن رمضان والخزري في المقدمة.
وعانى منتخب “نسور قرطاج” من ضغوطات جمة حتى قبل دخوله أرضية الملعب، فالنقطة الوحيدة التي حصدها من تعادل ثمين أمام الدنمارك (صفر صفر) وخسارة أمام أستراليا صفر 1 أجبرته على اجتراح معجزة تحققت أمام “الديوك”.
وتوقفت المباراة في الدقيقة 67 بعد دخول مشجع يحمل العلم الفلسطيني، فتدخل رجال الأمن لاخراجه من الملعب في حين طالب لاعب تونس بعدم معاملته بقسوة.
واعتقدت تونس انها افتتحت التسجيل سريعاً بعد ركلة حرة نفذها الخزري وتابعها نادر الغندري في الشباك، إلا أن الحكم رفع راية التسلل على مدافع نادي الإفريقي (8).
وطالب الخزري بركلة جزاء بعدما اخترق المنطقة وسقط أرضاً (13)، ومن هجمة مرتدة سريعة وصلت الكرة إلى فوفانا ومنه إلى كومان المندفع داخل المنطقة سددها إلى جانب المرمى (25).
وهدد الخزري مجدداً المرمى الفرنسي بتسديدة بعيدة من خارج المنطقة صدها الحارس مانداندا (35)، قبل أن يعيد الكرّة قبل صافرة النهاية مرت عالية فوق المرمى (45+2).
وخسر فوفانا الكرة في منتصف الملعب بعد ضغط من السخيري لتصل إلى الخزري الذي توغل وراوغ وسدد كرة خادعة في شباك مانداندا (58) ليحتفل مع الجماهير في أجواء هستيرية، قبل أن يستبدله المدرب بعد دقيقتين بمهاجم أودنسي الدنماركي عصام الجبالي.
وبات الخزري أول لاعب إفريقي في تاريخ كأس العالم يسجل في ثلاث مباريات متتالية خاضها أساسياً (أمام بلجيكا وبنما عام 2018 وفرنسا 2022).
وأجرى ديشان أربعة تغييرات لتنشيط فريقه فأدخل أدريان رابيو ومبابي وغريزمان وديمبيلي، فسدد الاخير كرة من خارج المنطقة بين يدي الحارس أيمن دحمان (81)، الذي عاد وتصدى لتسديدة من مبابي (89)، فيما مرت تسديدة كولو مواني قرب القائم الأيسر (90).
وصد دحمان كرة من مسافة بعيدة لمبابي (90+3)، فيما شهد الدقائق الأخيرة فورة هجومية فرنسا اسفرت عن هدف قاتل لغريزمان بعد معمعة داخل منطقة الجزاء التونسية، إلا أن حكم الفيديو المساعد “في آيه آر” الغى الهدف بداعي تسلل على مهاجم أتلتيو مدريد الاسباني (90+8).
استراليا – الدنمارك
من جهته، حقق منتخب أستراليا فوزا صعبا على نظيره الدنمارك (1-0) في المباراة التي جمعتهما على ستاد الجنوب.
وأحرز ماثيو ليكي هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 60.
وبهذا الفوز، رفعت أستراليا رصيدها إلى 6 نقاط في المركز الثاني، بالتساوي مع المتصدر فرنسا، ليتأهلا إلى الدور ثمن النهائي، فيما ودع المنتخب الدنماركي البطولة بعد احتلاله للمركز الرابع والأخير بنقطة واحدة، وجاء المنتخب التونسي في المركز الثالث برصيد 4 نقاط.
المجموعة الثالثة
وضمن منافسات المجموعة الثالثة، تأهلت الأرجنتين وبولندا الى الدور الثاني على حساب السعودية والمكسيك.
ونجحت الأرجنتين في تحقيق الفوز على بولندا (2-0) سجلهما أليكسيس ماك اليستير وجوليان الفاريز في الدقيقتين 46 و67، في مباراة اضاع فيها ليونيل ميسي ضربة جزاء للأرجنتين في الدقيقة 39.
من جهتها، كانت المكسيك قريبة جداً من بلوغ الدور الثاني، بفوزها على السعودية (2-1) سجلهما هنري مارتن ولويس تشافيز في الدقيقتين 47 و52، مقابل هدف لسالم الدوسري في الوقت بدل الضائع، بيد أن بولندا تفوقت عليها في سجل اللعب النظيف، بعدما تعادل المنتخبان بالنقاط وفارق الأهداف.
أما السعودية ففقدت فرصتها الكبيرة في التأهل بسقوطها أمام المكسيك، علماً أنها كانت الأوفر حظاً في انتزاع احدى بطاقتي المجموعة.
ويعود سبب الاخفاق السعودي الى الإصابات والغيابات العديدة في صفوف اللاعبين.
وفي الدور الثاني، تلتقي الأرجنتين مع استراليا، وفرنسا مع بولندا.
هل ينقذ فولكروغ ألمانيا مجدداً؟
بعدما كان إلى حد كبير مجرّد رقم في تشكيلة من 26 لاعباً، خرج نيكلاس فولكروغ من الظل ليبقي على حظوظ ألمانيا بتجنب الخروج من الدور الأول لمونديال قطر، وذلك بتسجيله هدف التعادل أمام إسبانيا الأحد على ملعب البيت في الخور.
وبعدما كانت مهدّدة بانتهاء مشوارها عند الدور الأول للمرة الثانية توالياً حتى قبل الوصول الى الجولة الثالثة الأخيرة، عادت ألمانيا لتبقي على آمالها بفضل هدف مهاجم فيردر بريمن البالغ من العمر 29 عاماً والملقب بـ “فوله”.
بهدفين في ثلاث مباريات بألوان “دي مانشافت”، بعد أول في لقاء ودي استعدادي للنهائيات أمام عُمان (1-صفر)، بدا فولكروغ كأنه اللاعب الذي بإمكانه منح فريق المدرب هانزي فليك المهاجم الهداف الذي يبحث عنه الألمان كخلف لأفضل هداف في تاريخ كأس العالم ميروسلاف كلوزه.
دخل فولكروغ في الدقيقة 70 من مباراة الأحد في الجولة الثانية التي خاضها الألمان بعد هزيمة صادمة أمام اليابان 1 2، ونجح في تسجيل هدف التعادل قبل 7 دقائق على نهاية الوقت الأصلي، ليمنح بلاده نقطتها الأولى قبل جولة ختامية مصيرية الخميس على الملعب ذاته ضد كوستاريكا، حيث سيكون رجال المدرب هانزي فليك مطالبين بالفوز، بالتوازي مع فوز إسبانيا على اليابان، من أجل ضمان العبور من دون الدخول في حسابات الأهداف.
وبتواضع، علق مهاجم فيردر بريمن على هدفه قائلاً “لدي عمل كمهاجم مع مواقف يمكن أن تُقدمنا كأبطال. لكن هناك أيضاً مواقف دفاعية تم التعامل معها بشكل جيد ويمكن أن يكون هؤلاء اللاعبون أبطالاً أيضاً”.
وبعد الهدف البطولي أمام إسبانيا، بات فليك في موقف محيّر: هل يبدأ اللقاء ضد كوستاريكا بفولكروغ أو يبقيه على مقاعد البدلاء ليكون السلاح الاحتياطي عندما يكون بحاجة إليه؟.
عندما أعلن فليك لائحة لاعبيه لنهائيات المونديال القطري في العاشر من تشرين الثاني، احتفل زملاء فولكروغ في بريمن بضمه الى التشكيلة بالغناء “فولكروغ إز أون فاير، يور ديفينس إز تيريفايد”، بما معناه “فولكروغ في قمة مستواه، دفاعك مرتعب”، وذلك على نغم الأغنية الشهيرة من التسعينات للفنانة الإيطالية غالا “فريد فروم ديزاير”.
قاب قوسين أو أدنى من عامه الثلاثين، المهاجم الذي لعب مباريات في الدرجة الثانية أكثر من الدرجة الأولى (135 مقابل 112)، أخذ بُعداً جديداً تماماً منذ بداية الموسم مع فريقه فيردر بريمن العائد مجدداً الى “بوندسليغا”، إذ سجل 5 أهداف في المراحل الخمس الأولى ووصل الى الهدف العاشر قبل التوقف، في المركز الثاني على لائحة الهدافين خلف الهداف الفرنسي للايبزيغ كريستوفر نكونكو الغائب عن هذا المونديال بداعي الإصابة.
بدايته النارية للموسم، لم تكن كافية لاقناع فليك بضمه الى تشكيلة المنتخب لمباريات دوري الأمم الأوروبية في أيلول.
لكن هذا لم يعنِ أن المدرب أخرجه تماماً من حساباته، بل على العكس.
ثم جاءت الإصابة التي تعرض لها تيمو فيرنر أوائل الشهر الحالي، لتفتح الباب أمامه كي يخوض أهم تحد كروي في مسيرة عكرتها ثلاث إصابات خطيرة، إحداها تمزق في الرباط الصليبي الأمامي لركبته اليسرى في بداية موسم 2019 2020.
بعيداً عن الإصابات، كان مسار المهاجم القوي البنية (1.88 م و78 كغم) تحت الرادار ومن دون ضوضاء باستثناء بعض الخلافات مع ناديه تمت تسويتها سريعاً.
وفي مؤتمر صحافي، وصف المدرب المساعد في المنتخب داني روهل مهاجم بريمن بـ”قائد فريق”، مضيفاً “حتى وإن كان متواجداً مع المنتخب للمرة الأولى، فهو يشجع الشبان، يتواصل معهم كثيراً. إنه منخرط. يفيد المجموعة بشكل كبير ويغذيها بالطاقة”.
وأضاف روهل الذي رأى في الهدف الذي سجله ضد إسبانيا “مكافأة على الانطباعات التي خَلَّفها في الأيام والأسابيع الأخيرة”، أن سلوك مهاجم بريمن “كان أيضاً جزءاً من أسباب اختيارنا له ضمن التشكيلة”.
بعد 17 مباراة دولية مع منتخبات الشباب بين 2010 و2014، بجانب ركن الدفاع الحالي في المنتخب الأول أنتونيو روديغر، اضطر الى الانتظار طيلة تسعة أعوام تقريباً كي يتمكن من ارتداء قميص “مانشافت” مرة أخرى.
وبعد كل هذا الانتظار، هل يمكن القول إنه يستحق التواجد في التشكيلة الأساسية لمنتخب بلاده؟.
برنامج مباريات اليوم بتوقيت بيروت
وفي ما يلي برنامج مباريات اليوم الخميس بتوقيت بيروت :
– الساعة 17.00 : المغرب – كندا، وكرواتيا – بلجيكا.
– الساعة 21.00 : ألمانيا – كوستاريكا، واسبانيا – اليابان.
**