لم تطل كثيراً إقامة رئيس «تيار الكرامة» فيصل كرامي خارج الندوة النيابية، فانضم اليها مجدداً، بعد قبول المجلس الدستوري طعنه في نتيجة الانتخابات على احد المقاعد الطرابلسية. ولكن، كيف سيتموضع كرامي سياسياً في المرحلة المقبلة، وأين سيصبّ صوته في الانتخابات الرئاسية؟
وبالفعل، استعاد كرامي مقعده في مجلس النواب، وعاد إلى قواعده الشعبية والسياسية سالماً غانماً، ليجد في انتظاره ملفات شائكة، ينبغي له أن يحدّد موقفه حيالها.
ويضيف كرامي: «لديّ القدرة على التحرك في اتجاهات مختلفة، وعلاقاتي جيدة مع جميع الأطراف باستثناء «القوات اللبنانية». ولعلي استطيع انطلاقاً من هذا الموقع ان اساهم في البحث عن قواسم مشتركة».
يجيب كرامي: «سليمان بك هو اخي وتربطني به علاقة مميزة تستند إلى الود والاحترام. ولكن المسألة ليست مسألة عواطف شخصية بل حسابات دقيقة، وانا أرفض ان أزجّ باسمه في معمعة الاستهلاك والتجارب العبثية، انطلاقاً من الحرص عليه والتقدير لشخصه، ولذلك إذا لم يكن انتخابه مضموناً فلا مصلحة في أن اسمّيه لتسجيل موقف فقط في صندوق الاقتراع، بينما ما يهمّنا هو ان نستطيع إيصال من نرشحه إلى قصر بعبدا».
ويوضح كرامي، انّه غير متحمس لاستخدام الورقة البيضاء في جلسة الخميس «مع العلم انّ أصحاب الورقة البيضاء يريدون ان يقولوا عبرها انّهم يفضّلون تأجيل انتخاب الرئيس، بغية الوصول إلى حوار ينتج تفاهماً بين اللبنانيين»، لافتاً إلى انّه سيتشاور مع حلفائه من النواب في البدائل المناسبة عن الورقة البيضاء، ولو ادّى ذلك إلى الذهاب نحو ورقة ملغاة».
ويشير كرامي إلى انّ ما يزيد المأزق تعقيداً هو التشظي داخل كل معسكر سياسي، مبدياً خشيته من ان لا يكون هناك رئيس للجمهورية قريباً، «مع انّ وضع البلد لا يتحمّل ترف الشغور».
وينبّه إلى انّ المؤشرات تنذر باحتمال التدحرج نحو الأسوأ «خصوصاً عند بدء سريان القرار برفع الدولار الجمركي إلى 15 ألف ليرة، والذي قد يواكبه مزيد من الصعود في سعر الدولار، فيما البنك الدولي صنفنا بين أسوأ الدول على الصعيدين الاقتصادي والمالي».
ويتابع: «تخيّل انّه وسط هذا الواقع القاتم، ليس لدينا لا رئيس ولا حكومة أصيلة، «وما بعرف وين ممكن نصير».
ويرجح كرامي ان يكون انتخاب الرئيس المقبل بحاجة إلى تقاطع داخلي – خارجي لم يحصل بعد، «والخوف هو ان يتأخّر، بينما لبنان لا يتحمّل الانتظار، ما يفرض علينا كلبنانيين، ان نبادر ونؤدي واجبنا الوطني، لإيجاد المخارج، عبر التوافق الداخلي وعبر الواقعية السياسية الآخذة في الاعتبار طبيعة الصراعات الاقليمية والدولية المؤثرة حتماً على لبنان، وبمعنى آخر «انا ادعو الى التفكير جدّياً في الحل الداخلي الذي يحظى بقبول الخارج، بدل ان ننتظر الحل الخارجي الذي ينصاع له الداخل».
المصدر:”الجمهورية – عماد مرمل”
**