أشار البابا فرنسيس في كلمة ألقاها في ختام أعمال المؤتمر في ميدان صرح الشهيد في قصر الصخير الملكي بحضور العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وشيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، الى أن “عددا قليلا من أصحاب النفوذ يخوضون صراعا من أجل المصالح الخاصة، يحيون اللغات القديمة ويعيدون رسم مناطق النفوذ والكتل المتعارضة”. واعتبر أن “للأسف الشرق والغرب يشبهان بصورة متزايدة بحرين متخاصمين، لكن نحن هنا معا لأننا عازمون على الإبحار في البحر نفسه، واختيارنا هو طريق اللقاء بدلا من طريق المواجهة، وطريق الحوار الذي يشير إليه هذا المنتدى”.
وكرر “انتقاده للنزاعات التي تغزو العالم واللجوء الى لغة السلاح والتهديد باستخدام السلاح النووي، على وقع الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي يدينه بشدة”. وأوضح أنه “يبدو أننا نشاهد سيناريو مأساوياً، بدلا من أن نعتني ونهتم بالكل، نلعب بالنار وبالصواريخ والقذائف وبأسلحة تسبب البكاء والموت ونغطي البيت المشترك بالرماد والكراهية”. ورأى “أننا ما زلنا نجد أنفسنا على حافة الهاوية في توازن هشّ ولا نريد أن نغرق” مندداً بما وصفه بـ”الفجوة بين الشمال والجنوب” الآخذة في “النمو بثبات وبصورة مأساوية”.
وأضاف أن “ظهور الصراعات يجب ألا يجعلنا نغفل عن المآسي الكامنة في الإنسانية مثل كارثة عدم المساواة.. وكارثة تغير المناخ”. وجدد الحبر الأعظم دعواته الى “تعزيز التعليم والاستثمار فيه لانه حيث تنقص فرص التعليم يزداد التطرف وتتجذر الأصولية”.
وبدأ البابا الخميس زيارة تاريخية هي الأولى لحبر أعظم الى المملكة الخليجية، في إطار مشاركته في ملتقى البحرين للحوار “الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني”، الذي يحضره قرابة مئتي شخصية من رجال دين ومسؤولين من منطقة الشرق الأوسط.