من المتوقع ان ينهي مصرف لبنان الدعم عن البنزين كليًا اعتبارًا من الاسبوع المقبل ليصبح سعر الصفيحة مدولرًا بالكامل، أي وفق سعر الدولار في السوق الموازي. فهل تصبح تسعيرتها بالدولار بالكامل على ان يدفعها المواطن بالليرة اللبنانية وفق سعر الصرف؟
خطى مصرف لبنان الخطوة ما قبل الاخيرة لرفع الدعم عن البنزين نهائيًا. وبعدما وصل المركزي بآلية رفع الدعم التدريجي عن البنزين إلى تأمين 40% من كلفة الاستيراد عبر المنصة و60% من السوق الموازي، عمد امس إلى خفض الدعم إلى 20% عبر منصة صيرفة و80% من السوق الموازي، وهذا ما يفسّر الزيادات التي لحظها سعر البنزين امس، إذ وفق جدول تركيب أسعار المحروقات الصادر عن وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، زاد سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 12 الفًا لتصبح 628000، وزاد سعر صفيحة بنزين 98 أوكتان 13 الفًا لتصبح 643000، في المقابل تراجع سعر المازوت وقارورة الغاز 2000 ليرة، ليصبح على التوالي 777 الفًا و341 الفًا.
وفي هذا الاطار، أشار رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس لـ”الجمهورية”، إلى انّه بعد الرفع التدريجي للدعم عن البنزين، وحيث من المتوقع ان تصبح مدولرة كليًا الاسبوع المقبل، حان الوقت لمعالجة كيفية بيع البضاعة، لا سيما في وضع اللاستقرار لليرة اللبنانية وتقلّبات سعر الصرف ما بين 1000 و 2000 ليرة يوميًا. وقال: “انّ المحطات تصرف ما تتقاضاه بالليرة اللبنانية من المواطنين إلى دولارات لتأمين شراء البضاعة، انما التقلّبات بسعر الصرف تحتّم خسارة صاحب المحطة لجعالته بالصفيحة، والتي هي 25 الف ليرة، وتآكل رأسمالهم، الأمر الذي دفع بالعديد من المحطات إلى الاقفال نهائيًا. لذا، لا يجوز الاستمرار بتسعير الصفيحة بالليرة اللبنانية في ظل عدم استقرار سعر الصرف، خصوصًا انّ هذه السلعة اساسية وسعرها محدّد من قِبل وزارة الطاقة”. ورأى شماس انّ “وضع هامش لتسعير الدولار في الصفيحة لا يصبّ لصالح المواطن، لأنّه يلحظ تسعير الدولار بأغلى مما هو عليه في السوق الموازي. لذا نحن نطالب بتسعير الصفيحة بالدولار على ان يتمّ تخيير المستهلك ما بين دفعها بالدولار أو بالليرة اللبنانية وفق سعر الصرف”، لافتًا إلى انّ هذه الخطوة ستخلق تنافسًا بين المحطات على كيفية تسعير الدولار بالليرة.
وعن مدى قدرة الشركات المستوردة للنفط على تأمين الدولارات في ظل انصرافها كليًا إلى السوق الموازي، قال شماس: “حتى اليوم كان لا يزال الدولار متوفرًا، وما كنا نجد صعوبة في تأمينه رغم التقلّبات بالاسعار، اما متى يتعثر تأمينه فلا يمكننا معرفة ذلك، لكن إذا كان يدخل إلى لبنان 6 مليار دولار سنويًا من التحويلات، يمكن القول انّ قطاع المحروقات يحتاج ما بين مازوت وبنزين 4 مليارات دولار، على ان يتبقى نحو المليارين ما بين ادوية وسلع غذائية.
البراكس
في السياق، أوضح عضو نقابة اصحاب محطات المحروقات جورج البراكس في بيان، انّ “مصرف لبنان يواظب على إكمال مسيرته نحو رفع الدعم غير المباشر عن استيراد البنزين بتأمينه جزءًا من هذه الفاتورة وفقاً لمنصة صيرفة، على ان تؤمّن الشركات المستوردة الجزء المتبقي من اسواق الصرافة الحرة، وكانت المعادلة حتى الآن 40% صيرفة و60% غير مدعوم، ولكن المركزي خفّض في جدول تركيب اسعار المحروقات الصادر اليوم نسبة صيرفة من 40 إلى 20 %، وارتفعت بذلك نسبة غير المدعوم الى 80 %. فمن الواضح انّ مصرف لبنان لم يتبق له الّا مرحلة أخيرة للتوقف بعدها نهائياً عن تأمين الدولار من خلال منصة صيرفة، ليصل إلى معادلة صفر صيرفة و100% سوق حرة غير مدعوم”.
أضاف: “في جدول اليوم ارتفع سعر صرف الدولار وفقاً لمنصة صيرفة 400 ليرة من 27200 الى 27600 ليرة. اما سعر صرف الدولار المعتمد في الجدول لاستيراد المازوت والغاز و80% من البنزين والمحتسب وفقاً لاسعار الاسواق الحرة الموازية والمتوجب على الشركات المستوردة والمحطات تأمينه نقداً، تراجع 200 ليرة من 35050 الى 34850 ليرة. وعليه، ارتفعت صفيحة البنزين 95 اوكتان 12000 ليرة لتصبح 628000 ليرة نتيجة المعادلة بين تراجع سعر الكيلوليتر المستورد ما يقارب 14 دولارًا مقابل ارتفاع سعر الدولار في صيرفة وتراجعه في السوق الموازية.
أما صفيحة المازوت فانخفضت 2000 ليرة لتصبح 777000 ليرة نتيجة ارتفاع ثمن الكيلوليتر المستورد 4 دولارات مقابل تراجع سعر صرف الدولار وفقاً للسوق الموازية 200 ليرة، اما قارورة الغاز فانخفض سعرها 2000 ليرة لتصبح 341000 ليرة”.