إن العالم كله اليوم يشهد حالة من عدم الإستقرار. فالمتغيرات المناخية الحادة التي تشهدها أوروبا وأهمها وأخطرها بلا شك حالة الجفاف التي تمر بها القارة العجوز والتي شهدتها منذ أكثر من 500 سنة هي إنذار خطير للبشرية كلها. إن الأرض بدأت تعطينا إشارات مهمة ومتسارعة بأننا ربما تخطينا نقطة اللاعودة في الحفاظ على هذا الكوكب.
تأتي هذه الأزمة لتتزامن مع أزمة الطاقة التي تعيشها أوروبا خلال الحرب الروسية على أوكرانيا. وينعكس ذلك على الوضع السياسي لأهم الدول الأوروبية أولها بريطانيا وفرنسا مما يؤثر أيضا” على الوضع في المنطقة أيضاً. إذ أن الصراع على مصادر الطاقة في المتوسط سيحتدم أكثر وأكثر وذلك لتأمين مصدر جديد للطاقة للدول الأوروبية التي أصبحت الحياة فيها رهينة للغاز الروسي مما يقيد دورها على الساحة الدولية.
ومع هذا كله بات واضحاً أن الأميركي لن يقف مكتوف الأيدي وهو يشاهد الدب الروسي يستعيد قوته ودوره في العالم وفي منطقة الشرق بشكل خاص. لذلك بدأت حالات الفوضى تظهر بشكل واضح وخطير في بعض الدول العربية ومنها العراق الذي يواجه حالة من التفكك الداخلي ما قد يؤدي الى الإنزلاق إلى حرب أهلية ومذهبية قد تقضي تماماً على ما تبقى من وحدة العراق. من المخيف هنا أيضاً أن يذهب لبنان إلى حالة من الفوضى في ظل التخبط الداخلي في الكثير من الملفات وأهمها ملف رئاسة الجمهورية وملف ترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي الذي بدأ يلوح بإحتمال قدومه على شن حرب عسكرية على لبنان. بات من الواضح تماماً أننا أمام مرحلة مفصلية بل مصيرية قد تكتب نهاية الكيان اللبناني أو قد تعيد بناء دولة حقيقية قادرة على إستعادة مكانة لبنان في منطقة الشرق..