وربما يعادل هذا الحشد الحضور في مهرجان الانتصار في عدوان تموز في 14 آب 2006 عندما خطب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأشرف الناس وامام عشرات الالوف من الجنوبيين والبقاعيين.
وخرج العمل متقناً لجهة الموسيقة التصويرية والمشاهد التمثيلية والواقعية والحصرية وبمقاطع ارشيفية غير معروضة، وصولاً الى مؤثرات صوتية وضوئية متقنة للغاية، ومع فريق مسرحي نقل مشهدية تفاعل الجنوبيين مع تطور مقاومتهم، من جبشيت والشيخ راغب حرب وطرده للاحتلال من بيته وقريته واستعماله سلاح الموقف ضدهم ورفض مصافحة من يحتل ارضه فكان الاعتقال ومن ثم الاستشهاد.
وكان التركيز على مواقف الامين العام السابق لحزب الله السيد عباس الموسوي وتلاحمه مع المجاهدين وتصديه للعدو وتطور المقاومة خلال قيادته لها وصولاً الى استشهاده على ارض الجنوب مع زوجته ونجله بغارة صهيونية.
وكان للتحرير الاول في العام 2000 مشهدية تمثيلية ومسرحية خاصة، كما كان للمقاومين بصمتهم، وصولاً الى تشييع رمزي للقائد الشهيد الجهادي الكبير عماد مغنية، ومن ثم كان للقائد قاسم سليماني وشهادته المؤثرة وما خلفه من دعم معنوي وعسكري للمقاومة الاثر الكبير ايضاً.
وبعد 50 دقيقة من الهتافات والبيعة لسيد المقاومة، خرج السيد نصرالله بخطاب مفصلي واكد فيه على ثوابت المقاومة خلال 40 عاماً ولعل كان ابرزها التأكيد على رفض حزب الله اي فتنة داخلية او مذهبية وانه سيدفع في اتجاه منعها مهما كلف الامر.
وتؤكد اوساط متابعة في محور المقاومة لـ»الديار» ان خطاب السيد نصرالله كان عبارة عن استراتيجية متكاملة سيكون لها اثرها المحوري على المستوى الداخلي والاقليمي والدولي وخصوصاً ان نصرالله لمح الى ايجابيات لبنانية متأتية من الحراك الدولي والاقليمي وذهاب المنطقة الى تفاهمات تعزز محور المقاومة وشعوب المنطقة.
**