كتبت صحيفة “الديار” تقول: على وقع مشهد «سريالي» تمثل باحتفالات حكومية بتمديد عقد استيراد الفيول العراقي لمدة سنة لمنح اللبنانيين «كحل» ساعتين من التغذية الكهربائية بدل «العمى» الكامل، تحرك «الجمود» «القاتل» من خلال ثلاثة تطورات غير متصلة»ظاهريا»، كلام «حذر» في ملف «الترسيم» لنائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب، اعاد «فرملة» الاجواء الايجابية المفرطة التي سادت قبل ايام، باعلانه عن تاثيرات سلبية للحرب على غزة ادت الى تاخير البحث في الملف. عودة الحراك السياسي من «بوابة» كليمنصو مع حصول لقاء «كسر الجليد» بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله. واعادة فتح النقاش حول «السرقة» الموصوفة لودائع المواطنين من «بوابة» فرع «فدرال بنك» في شارع الحمرا بعد تكرار سيناريو حصول احد المودعين على جزء من وديعته بقوة السلاح. واذا كان الحدث الامني- الاخلاقي انتهى باقل الاضرار الممكنة هذه المرة، فان الاسئلة داخليا تبقى مفتوحة على مصراعيها حول «سر» انفتاح النائب السابق وليد جنبلاط على «حارة حريك» في هذا التوقيت المفصلي على «ابواب» الاستحقاق الرئاسي، علما ان اللقاء حصل في موعده على الرغم من زيارة السفيرة الاميركية دوروثي شيا «الاستطلاعية» «لزعيم» المختارة. ويبقى الانتظار سيد الموقف لمعرفة ما اذا كان جنبلاط يسعى لبناء علاقة وفق قواعد جديدة تفضي الى تفاهمات على الاستحقاقات المقبلة؟ ام انه يسعى فقط الى لفت انتباه «الرعاة» الاقليميين والدوليين الى محورية دوره بعدما شعر ان ثمة من يريد فرض «معراب» «زعيمة» للمعارضة؟!
«رسالة» تحذير
في هذا الوقت، وعلى وقع تحذيرات من استخدام الجيش الاسرائيلي اداة حرب في خدمة الانتخابات الاسرائيلية، عاد ملف «الترسيم» الى الواجهة بعد نفي نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب حصول زيارة مؤخرا «للوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين الى اسرائيل، كما زعمت سابقا المصادر الاسرائيلية، لكن المفارقة الدالة في كلامه من القصر الجمهوري، كانت تذكيره للاميركيين بان «الزمن» بات ضيقا، ونحن على مشارف شهر ايلول. وهو ما اعتبرته مصادر مطلعة «رسالة» تحذير للاميركيين من مغبة العودة الى «تمييع الوقت» في ظل اختلال سياسي داخلي في اسرائيل على مشارف انتخابات مبكرة قد تدفع المتنافسين على السلطة، للقيام بحسابات خاطئة لتامين مصالحهم السياسية. وقد اعلن بوصعب عقب لقائه الرئيس ميشال عون ان العدوان الإسرائيلي على غزة أحدث تأخيراً في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، وقال إنّ ترف الوقت ليس متاحاً إلى ما لا نهاية بل بتنا في وقت حرج وحفاظاً على الاستقرار يُفترض أن ينتهي ذلك قبل أيلول. وقال ان الموقف الرسمي سواء كان سلبياً أم إيجابياً مغاير لما يُحكى في الإعلام. وأشار الى أنّ الجهد ما زال قائماً ولم يتوقف، وهوكشتاين حريص على متابعة هذا الجهد…
تشكيك اسرائيلي؟
وفي السياق نفسه شككت صحيفة «اسرائيل اليوم» باخبار التنازلات الاسرائيلية عن كامل حقل قانا، لكنها قالت انه اذا حصل ذلك فهو تجنبا لاي مواجهة مع حزب الله، لكنها اعتبرت ان أمل اللبنانيين سيخيب حتى لو تلقوا حقل قانا كله وجرى ترسيم الحدود البحرية وفقاً للخط 23لان هناك احتمالاً كبيراً بألا تظهر التنقيبات شيئاً مثلما حصل في المياه اللبنانية من قبل. ثانياً، لأن الفساد اللبناني متجذر لدرجة إذا ما رأت فيها بيروت أرباحاً في غضون وقت قصير، فإنها ستبتلع في البئر التي حفرها السياسيون. حسب تعبير الصحيفة الاسرائيلية.!
لماذا القلق من الحرب؟
وفي سياق حديثها عن سوء التقدير الذي يمكن ان يحصل في اي وقت على الصعيد العسكري، حذرت صحيفة «هآرتس» من تحول الجيش الاسرائيلي الى اداة في «الحروب الصغيرة» للسياسيين، وقالت ان العلاقة بين الجيش والجمهور تقوم على الثقة التي تآكلت؛ وبحسب مؤشر معهد الديمقراطية، بدت ثقة الجمهور بالجيش هي الأدنى منذ 13 سنة نتيجة سلسلة طويلة من الأكاذيب… ولفتت الصحيفة الى أن الجيش الاسرائيلي يشارك في طقوس الانتخابات. وقالت «من الواضح أن القيادات لا تحسب للاسرائيليين حسابا وباتوا الجزء الأقل أهمية. فالجنود تقول الصحيفة تحولوا الى «أوراق لعب» في اللعبة السياسية. وفي خلاصة واضحة لتسلسل الاحداث تشير الصحيفة الى الاتي: الجيش يمتثل للحكومة، الحكومة تريد القتل؟ الجيش يظهر لها كيف. لبيد يريد الحصول على شهادة ثانوية في المعارك؟ حصل عليها. بنى لنتانياهو مدرسة! فلبيد يعرف هو الآخر كيف يقتل!
الحرب القادمة؟
وقد عزز هذا الموقف النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي أحمد الطيبي، الذي توقع ان تشن “اسرائيل” حرباً مماثلة لما حصل في غزة قبل ايام، وقال» من الآن إن عملية عسكرية شبيهة قادمة، وأستطيع تحديد موعدها. فالانتخابات القريبة ستسفر عن أزمة وستضطر إسرائيل للذهاب إلى انتخابات جديدة، تكون السادسة في غضون أربع سنوات. وعشية الانتخابات ستُشن هذه الحرب. بدورها اكدت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية ان كل الخوف يبقى من أن يؤدي النجاح العسكري المحدود في غزة إلى تشجيع الحكومة على «مغامرات» جديدة.
حذر لبناني ولكن…؟
وتعليقا على هذه الاجواء المفعمة بالتوقعات السلبية في اسرائيل، ترى مصادر لبنانية معنية بالملف انها جديرة بالمتابعة، لانه لا يمكن تجاهلها، واذا كانت المناخات الدولية والاقليمية لا تساعد الاسرائيليين على الدخول في مغامرات عسكرية كبيرة،ما حصل في غزة مؤخرا يشكل دليلا على ذلك، لكن الاحتقان السياسي الداخلي يجعل اسرائيل دولة مازومة على مختلف المستويات وهذا يجب ان يبقي «العيون» مفتوحة على ما يمكن ان يكون «دعسة» ناقصة من قبل الاسرائيليين. لكن تبقى نقطة اساسية يجب التوقف عندها، وهي ان الحرب مع لبنان ليست «نزهة» وتداعياتها ستكون كبيرة، ولن يتمكن اي من الساسة في اسرائيل صرفها في صناديق الاقتراع.فهي حرب لا يمكن «هضمها»بسهولة.
لقاء «كسر الجليد»
في هذا الوقت، كسر لقاء «كسر الجليد» بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط و”حزب الله” الجمود السياسي في البلاد، فعلى مدى نحو ساعة من الوقت استقبل جنبلاط المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل ومسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق وفيق صفا، بحضور عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل أبو فاعور، والوزير السابق غازي العريضي.ووفقا لمصادر مطلعة كانت الاجواء ودية للغاية غابت عنها التشنجات،وبقيت النقاشات عامة وشملت كل المواضيع المفصلية سياسيا واقتصاديا،وكانت جولة افق لامست الاستحقاقات الداهمة دون الغوص في تفاصيلها، وقد ابدى الجانبان حرصهما على فتح صفحة جديدة في العلاقة بعيدا عن التوتر ومعالجة التباينات بالحوار. وفي هذا السياق، لفتت تلك المصادر ان رفع “حزب الله” لمستوى التمثيل بحضور خليل الى كليمنصو اشارة الى رغبة «حارة حريك» بملاقات جنبلاط في «منتصف الطريق»، وخطوة «الالف ميل» ستنتهي حكما بلقاء السيد حسن نصرالله- جنبلاط في حال تطورت الامور الى تفاهمات حول الملفات الاساسية.
لا نقاش بالنقاط الخلافية
وفي تصريح واقعي، قال جنبلاط بعد اللقاء «أن النقاط الخلافية تركناها جانباً، وتحدّثنا طويلاً حول النقاط التي يمكن معالجتها بشكل مشترك في ما يتعلق بالاقتصاد وغير الاقتصاد، والانماء، وهذه فرصة، وهذا الحوار سيستكمل لأننا طرحنا عدداً من الأسئلة، للوصول إلى الحد الأدنى للتوافق حول أمور تهم المواطن». ورداً على سؤال حول تبديل موقفه من الحزب، قال جنبلاط «أي تبدل بالأراء؟ ثمة نقاط خلافية تركناها جانبا، وبحثنا بالنقاط المشتركة، وطرحنا الأسئلة. رافضا الرد على سؤال حول موقف السفيرة الاميركية دورثي شيا التي التقته قبل ساعات،قائلا لسنا في لقاء مع السفيرة اليوم.! ووفقا للمعلومات لم يبد وفد حزب الله اي اعتراض على تسريع حصول اتفاق مع صندوق النقد الدولي، كما وعد بدراسة طرح جنبلاط لانشاء صندوق سيادي بعد استكشاف النفط. وضرورة حل ازمة الكهرباء.
«المساحة المشتركة» و«الترسيم»
من جهته، قال خليل أن «ثمّة نقاطاً استراتيجيةً وسياسيةً نختلف حولها، لكن ثمة مساحة مشتركة يستطيع اللبنانيون النقاش والجدال فيها إلى أن يصلوا إلى نتيجة تكون في خدمة المواطن.وعن ملف ترسيم الحدود وتصعيد السيد نصرالله، أشار خليل إلى أن «لجنبلاط وجهات نظر أبداها بكل صراحة سنأخذها بعين الاعتبار، ونترك للنقاش أن يوصل الأمور إلى نتائج مشتركة.وعلم في هذا السياق بان جنبلاط دعا الى الهدوء في مقاربة الملف كي لا تخرج الامور عن «السيطرة».وقد جرت طمانته بان الحزب لا يريد الحرب وانما يصعد لدفع الاسرائيليين لمنح لبنان حقوقه.وبالنسبة لطرح ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، قال خليل «عرجنا على أغلب الاستحقاقات السياسية لكن لم نخض التفاصيل، ونتمنى أن نصل إلى مرحلة نصل فيها إلى رئيس جمهورية يكون جزءاً من خطة إنقاذ هذا البلد. وختم خليل مؤكداً أن «التلاقي ضرورة، ولا وضع أسوأ في البلد لننتظر ونبقى بعيدين، يجب أن نتلاقى لنناقش سوياً هموم المواطن».
تحصيل الودائع بالقوة؟
ميدانيا، تحول شارع الحمرا الى الحدث بالامس، حيث انتهت ازمة احتجاز مواطن الموظفين والزبائن داخل مصرف «فدرال بنك»، بقوة السلاح، مطالبا بالحصول على 200 الف دولار من امواله، بحصول المودع بسام الحاج حسين الذي حمل معه مادة البنزين وهدد بإشعال نفسه وقتل مَن في المصرف، على35 الف دولار بعدما رفض عرضا اوليا بالحصول على 10الاف دولار فقط. وقد سلم نفسه للقوى الامنية بعد الموافقة على مطالبه. وقد تجمع عدد من المودعين في خارج المصرف دعما لمطالبه، وأوضح شقيق الحاج حسين أنّ الأخير «لم يدخل إلى المصرف حاملاً أيّ سلاح، إنّما كان يحمل مادة البنزين، والسلاح الذي في حوزته عائد إلى المصرف، وأشار إلى أنّه أقدم على هذه الخطوة بعد وعود كثيرة من إدارة المصرف للحصول على ما لا يقلّ عن 5 آلاف دولار لدفع تكلفة علاج والدهما في المستشفى، إلا أنّ كلّ هذه الوعود لم تنفذ. وذكرت «جمعية المودعين»، عبر «تويتر»، أنّ والد المودع يحتاج إلى علاج بقيمة 50 ألف دولار، حاول على مدى 3 سنوات طلب وديعته من المصرف لكنّ الأخير رفض تحريرها مكتفياً بصرف مبلغ ألف دولار فقط من أصل وديعته.
من يتحمل المسؤولية؟
وفيما حمّلت جمعية المودعين «مسؤولية ما يحصل لأصحاب المصارف والحكومة ومجلس النواب ومصرف لبنان مجتمعين قالت ان سرقة جنى عمرنا ستؤدي الى مزيد من ردات الفعل. قالت مصادر مطلعة ان السيناريو سيؤسس لمرحلة خطيرة يتحمل مسؤوليتها كل هؤلاء لانهم ليسوا آبهين بهموم الناس، ولم يقروا اي خطة جدية تنصف المودعين الذين سرقت منهم ودائعهم، وهذا يضع الجميع موظفين ومودعين في خطر داهم خصوصا ان نجاح الحاج حسين بالحصول على جزء من وديعته سيمنح الامل لباقي المودعين بسلوك هذا «الطريق» المحق ولكن الحافل بالمخاطر! فمن يحمي كل هؤلاء؟
فيول عراقي فاين الايراني؟
في غضون ذلك، ضمن لبنان عدم العودة الى العتمة الشاملة بعد الاعلان الرسمي العراقي الموافقة على تمديد عقد تبادل الفيول بالخدمات مع لبنان سنة جديدة، لكن الحكومة اللبنانية ستكون امام اختبار للمصداقية في نهاية ايلول موعد استفادة العراق من الخدمات الموعودة على الصعيد الطبي، وتدريب الطيارين، والحصول على منتجات زراعية وصناعية، بقيمة 500 مليون دولار. في هذا الوقت لم يطرأ اي جديد بالنسبة للفيول الايراني، ووفقا لمصادر وزارة الطاقة لم يتلق لبنان بعد اجوبة ايرانية حول مطابقة الفيول للمواصفات المطلوبة لتشغيل المعامل، فيما ينتظر وزير الطاقة وليد فياض تفويضا رسميا من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لبدء التفاوض الرسمي مع الجانب الايراني. علما ان المعضلة الرئيسية تبقى ايجاد دولة مستعدة لتبديل الفيول الايراني اذا لم يكن مطابقا، بسبب العقوبات الاميركية؟
موافقة بشروط قديمة
وقد جاءت الموافقة العراقية، على طلب لبنان تمديد عقد توريد الفيول إليه لمدة عام، بالشروط السابقة ذاتها، أي من دون الزيادة التي طالب لبنان بها من حيث الكمية او زيادة المدة الى عامين. وينصّ العقد على توريد مليون طن من زيت الوقود إلى لبنان، مقابل خدمات يُقدّمها الجانب اللبناني إلى العراق. وقد فشلت زيارات أجراها إلى بغداد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في زيادة الكمية المُورَّدة إلى مليونَي طن. وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية حسن ناظم قد أعلن، عقب جلسة لمجلس الوزراء، الموافقة على طلب لبنان تمديد عقد بيع مادة زيت الوقود، استجابةً للظروف الصعبة التي يمرُّ بها اللبنانيون في هذه الأيام.
ملف اللاجئين الى دمشق
في هذا الوقت، تجاوز لبنان قطوع تصريحات وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي اتهم السلطات السورية بعدم المساعدة في عودة مواطنيها، وانتهى لقاء «التوضيحات» مع السفير السوري علي عبد الكريم علي في الخارجية الى «طي» الملف. ومن المقرر اي يزور وزير المهجرين عصام شرف الدين دمشق يومي الاحد والاثنين لتحريك خطة العودة. ولليوم الثاني على التوالي، بقي الاهتمام الرئاسي بملف النازحين حاضرا بقوة في بعبدا واستقبل رئيس الجمهورية وزير المهجرين الذي اعلن ان زيارته المرتقبة لسوريا حظيت بتشجيع ومباركة الرئيس وتمنى ان تكون النتائج إيجابية بحلول يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين لا سيما وان الهيئات السورية المعنية تمد يدها للتعاون، كما ان هناك تحضيرات لانجاح اللقاءات، وورقة عمل تتضمن خريطة عودة كاملة وفكرة تأسيس لجنة رباعية من الدولة اللبنانية تنسق وتتابع مع اللجنة في سوريا، وقال «انا متفائل جدا».