أكّد رئيس حزب التوحيد العربي أن الغزو اليهودي الى زوال، لافتاً الى أن فلسطين تتألق في المواجهة والجهاد والصمود، ورغم كل الآلام والدماء والشهداء، نسقط واقفين، وستبقى ساحات الوغى ملعباً للرجال الرجال، أما أولئك الخانعين والمراهنين المقامرين بشعوبهم وبلادهم، فهم الى زوال والى مزبلة التاريخ…
كلام وهاب جاء خلال مشاركته في الإحتفال الذي أقامته “لجنة إحياء ذكرى المطران الراحل هيلاريون كبوجي”، لمناسبة مرور مئة عام على ولادته، وتكريما لعطاءاته ونضاله في خدمة شعبه، وتأييداً لمواقفه الدينية والوطنية والقومية، وذلك في قصر الأونيسكو، برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، وعدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية وممثلي الأحزاب الوطنية.
ألقيت خلال الاحتفال كلمات أثنت على مزايا المطران كبوجي النضالية في سبيل التحرير ومواجهة الظلم والاستبداد الصهيوني، ثم كان كلمه لوهاب، جاء في الكلمة:
“طوبى للذين قضوا في سبيل الايمان لنصرة شعبهم، والذين عملوا وتعذبوا واضطهدوا من اجل الرسالة لمجد الانسان وخلوده.
طوبى للقديسين والصدّيقين، لمن شهدت لهم الساحات وكل دروب النضال والصراع، لتحقيق الحرية وقيام العدالة…
طوبى للذين يقدمون ارواحهم ودماءهم، وكل ما يمتلكون في مواجهة الظلم والاستبداد، وفي مكافحة الاخطار، وفي تحطيم القيود الذي صنعها تجار ولصوص الهيكل، حيث كانوا، وحيث تواجدوا…
طوبى، للمصارعين قولاً وكتابة وعملاً، اولئك الذين تدرجوا من الرسالات التي اعادت للإنسان حقه في الحياة والوجود…
طوبى لعشاق الفداء، على مذبح الكرامة، وارض الانبياء والمرسلين، والذين اهتدوا بنور المعرفة، ونور الوجدان النابض في شرايين المجتمع والأمة…
وتابع: “من حلب الى فلسطين، تقلد طريق الجلجلة، وحمل صليبه في وجه الذين حاولوا أن يسرقوا بيت أبيه، مقتدياً بالمعلم الذي استل سوطه وأخرجهم، وقد تطور السوط الى عصاة وحجر وبندقية، فبات وجودهم على قاب قوسين وأدنى، ليذهبوا الى غير رجعة، فتعزف أجراس القدس لحنها، ويلاقيها الأقصى في عودة الأرض لأهلها، وعودة السلام الحقيقي لبلاد كانت وستبقى مهداً للحضارات والقوانين والتشريعات.
خافوه، فاعتقلوه، وحاكموه، وبقي مطراناً للقدس من مقر إقامته في الفاتيكان، وبقي ثابت الرؤية، مدركاً لحجم القضية، وكان يسكنه الشعور بالإنتصار، لأن الظلم الى زوال، وقيامة الساعة الى الأبد.
إنه المطران في مهامه الكنسية، وهادياً لشعبه في مهامه النضالية، شارك في معظم المؤتمرات حول فلسطين، وكتب العديد من المقالات والدراسات، من منطلقاته الكنسية ومن وعيه للأخطار التي تعرضت لها بلادنا عبر الأزمنة والعصور…
فلم ينسَ صراع الوجود، وذهب عابراً للحدود بكل أشكالها المصطنعة، وأدرك أن المعركة بين الحق والباطل وبين الحرية والعبودية طريقها واحدة، في تضافر الجهود والقوى والإمكانيات، فإما حياة للأحرار وزوال للعبيد، وإما الهلاك وهذا ما لم يسجله التاريخ يوماً من سبي بابل الى سبي سرجون، الى يومنا هذا…
وأضاف: “أيّها المطران المناضل، عايشناك وعرفناك واليوم وغداً سيكتب التاريخ عنك ولن يكتب عن الذين سجنوك أو ظلموك أو اعتقلوك أو اضطهدوك.
كما عرفنا سلطان باشا الأطرش ومازلنا نعرفه اليوم ولا نعرف من مئة عام مَن شنّ عليه حرباً ومَن دمّر بلاده ومَن حاول الاعتداء عليه، فدائماً يبقى المناضلون، يبقى المقاومون، يبقى الثوار ويرحل مَن وقف في الحرب ضدهم، وغداً وبعد مئة عام وبعد مئتين و ثلاثة سيعرف التاريخ ياسر عرفات وسيعرف التاريخ عبد العزيز الرنتيسي وسيعرف التاريخ أبو علي مصطفى والشيخ أحمد ياسين وسيعرف التريخ تيسير الجعفري ولكن لن يذكر التاريخ بكلمة القتلة الصهاينة، وحتماً بعد مئات الأعوام سيذكر التاريخ في لبنان المقاومين وسيذكر التاريخ سماحة السيد حسن نصراللهولكن حتماً لن يذكر الخونة الذين يتطاولون اليوم على المقاومة.
ها أنت أيها المطران المناضل، تُطّل علينا من النور الساكن في قلبك وعقلك، وها هي فلسطين كل فلسطين، تتألق في المواجهة والجهاد والصمود، ورغم كل الآلام والدماء والشهداء، نسقط واقفين، وستبقى ساحات الوغى ملعباً للرجال الرجال، أما أولئك الخانعين والمراهنين المقامرين بشعوبهم وبلادهم، فهم الى زوال والى مزبلة التاريخ…
ولفلسطين نجدّد عهدنا، ولإخوتنا الفلسطنيين بتوحيد الساحات والقبضات، ولكل شرفاء الأمة المقاومين والصابرين بأن الإنتصار على كل قوى الشر والإرهاب والطغيان، بات في قبضة الثائرين المجاهدين، المؤمنين بأرضهم وربهم، ولن نتخلى عن حقنا في برّنا وبحرنا وجوّنا، وعندها يعود السلام والعدل، وينتهي زمن الاستسلام والظلم…
قريباً سيرحل الغزو اليهودي وقريباً سنصلي في القدس ونسهر ليلة الميلاد في بيت لحم، الحلم سيتحول حقيقة ولم تعد هذه الحقيقة بعيدة المنال.
سلام للمطران كبوجي في عليائه، والسلام عليكم جميعاً.