بعد توجه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ووزارة الطاقة لطلب الفيول الإيراني المجاني لتأمين 10 ساعات كهرباء للبنان، وتأكيد السيد نصرالله جهوزيته لاستقدامه بدون أي مقابل لمعامل الكهرباء في لبنان، إستغربت مصادر مطّلعة كيف أن الدولة اللبنانية الغارقة في الظلام والعتمة لا تقبل بهبة من دون شروط، لا سيما وأن الرفض لا يأتي من لبنان بل من الخوف من تأثّر العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية.
وأكدت معلومات “النشرة” بأن الجمهوريّة الاسلاميّة جاهزة لتقديم الهبات، وهذا الموضوع ليس حبرا على ورق بل تقدّم به رسميا وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان الى الدولة اللبنانية عقب زيارته الاخيرة الى بيروت، والدولة الايرانية بحاجة الى جواب رسمي للبدء بالعمل على الموضوع.
أمن واستقرار لبنان
ولفتت المصادر الى ان مصالح إيران تختلف عن مصالح الأطراف الأخرى في المنطقة، وما يعنيها الإستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي في لبنان، وهي ليس شعارات لانّ “محور المقاومة” هو المنتصر في المنطقة، فالطرف الآخر يريد قلب الطاولة بعد أن تجاوزنا الأزمة الكبرى رغم الإشكالات والأزمات التي يعاني منها البلدان وغيرهما من الدول، مؤكّدة هزيمة المحور الذي راهن على الانقلاب في سوريا.
واوضحت المصادر بان دور فرنسا مهمّ في المنطقة لانها تضبط التصرفات غير العقلانيّة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر توقيف رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري في السعوديّة، وأزمة تصريح وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي مع السعودية ودول الخليج.
وعلمت “النشرة” بأنّ العلاقة بين طهران وباريس ليست بجديدة، وهي موجودة على كافة المستويات أهمّها ملفّ الاتفاق النووي، الا انّ ايران لا تقبل التفاوض بأمور المنطقة مع غير أصحاب العلاقة مباشرة، وكل ما قيل عن اتفاق ايراني–فرنسي لتشكيل الحكومة في وقت سابق لبنانيًّا غير دقيق.
وأكدت المعلومات أن الحوار بين فرنسا وايران لا يشمل بلد الأرز، الا ان البلدين متفقان على الامن والاستقرار فيه، ولفتت الى ان علاقة فرنسا مع حزب الله هي لحفظ مصالحها لبنانيا لان الحزب أحد الأفرقاء الاساسيين.
قمة طهران:
وشددت المعلومات لـ”النشرة” على ان “سوريا كانت العنوان الاهم والابرز لقمّة طهران، والّتي اكدت على ان “قمة أستانة” هي الاساس لخفض التوتر وإدارة الأزمة بين أنقرة ودمشق، في ظلّ التحضيرات العسكريّة التركيّة. وذكّرت بان حضور الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى طهران كان لافتا في ظلّ العمل الغربي على عزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واضافت المعلومات المتابعة للقمة المذكورة أنّها ناقشت ملفات اوكرانيا والنووي الايراني والسوري، نافية الأخبار التي تحدثت عن انها جاءت ردا على “قمة جدة”، لان “قمة طهران” هي اللقاء السابع من نوعه بين الرؤساء الثلاثة بعد “قمة آستانة” وهو اللقاء الـ18 على مختلف المستويات الدبلوماسيّة، ما يعني بانها تأتي في سياق اللقاءات الطبيعية وتم التحضير لها قبل شهرين عن “قمة جدة”.
واوضحت المعلومات بأنّ هذه اللقاءات بدأت بعد كسر الحصار عن مدينة حلب السوريّة، ومن فوائدها ان المثلث المتمثل “طهران–موسكو–انقرة” يستطيع أن يؤجل الحرب في وجه الحضور الاميركي في سوريا والمنطقة.
وأفادت المعلومات الخاصة بـ”النشرة” بان الأساس في السياسة الخارجية بالنسبة للرئيس الايراني ابراهيم رئيسي هي العلاقة مع جيران بلاده، والدعوة للحوار مع دول المنطقة عامة والسعوديّة خاصة والّذي لم يتوقف، الا ان الاوضاع تغيّرت بالنسبة للآخرين، خاصة مع الوصول الى مراحل حاسمة من الاتفاق النووي وازمة اوكرانيا. واكدت بان “الانفتاح الايراني “دائم” تجاه السعودية منذ بداية الازمة، الا ان المتغيّرات الجديدة هو انفتاح الرياض على الحوار مع طهران”. ورأت بأن ظروف المنطقة تغيرت وعملت باتّجاه دفع الآخرين تجاه إيران.
النووي والعراقيل:
وأكدت معلومات “النشرة” بأن “الاتفاق النووي بصيغة العام 2015 لم يعد ذي قيمة بالنسبة لايران راهنا، لا سيما بان العالم تغير ومعه أميركا، وعليه فإن العودة الى الخلف غير وارد لان لا فائدة للجمهورية الاسلامية على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لا سيما وأنها وجدت حلولا لتخطّي العقوبات القاسية في زمن الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب”.
وكشفت المعلومات بأنه “على الصعيد التقني، فان طهران على عتبة الـ20 بالمئة من التخصيب وتم الاتفاق على تخفيضه الى نسبة 3 بالمئة بالاتفاق النووي، أما إيران اليوم هي على عتبة الـ60 بالمئة من التخصيب ومراحل متقدّمة تكنولوجيا، فكيف يريد الغرب منها العودة الى نسبة 3 بالمئة”؟!.
وأكدت المعلومات بأن “لدى ايران اليوم القدرة على صناعة السلاح النووي، وما يفصلها عن ذلك مجرّد “الارادة السياسية”، وحين تحضر سيحضر السلاح النووي، مع العلم بأن الموضوع ليس ضمن سياستها”.
وحول العوائق التي تؤدي الى تأخير الاتفاق النووي، ذكرت المعلومات بان “أحد أخطاء ايران في العام 2015 التزامها دفعة واحدة بالاتفاق، مقابل عدم التزام الفريق الاخر، كما ان اميركا ماطلت بإلتزاماتها، مقابل التزام فرنسي واوروبي”.
مشروع “خطوة – خطوة”
وشدّد على انّ العائق هو على تنفيذ الاتفاق النووي، حيث طرحت ايران مشروع “خطوة–خطوة”، اي تنفيذ خطوة يقابلها الغرب بأخرى، كما تجدر الاشارة الى انه بعد وصول ترامب الى سدّة الرئاسة في اميركا توقفت الاستثمارات الاجنبّية في ايران مع الخسائر التي لحقت بإيران والشركات الاجنية بسبب العقوبات الاميركية، وهي اليوم تطالب بضمانات عدم التنصّل من الاتفاق النووي خاصة وان الجمهوريين يتوعدون بتمزيقه وهذا ما لم تحصل عليه ايران، وهي التي قد طالبت بضمانات للشركات الاجنبية خلال فترة العقد، وهو من العقد الاساسية للاتفاق الذي اصبح في مراحل متقدّمة.
واكدت المعلومات بأن قيمة الاتفاق النووي للآخر أكثر من إيران، وما يهمها هو التكنولوجيا والشركات الاجنبية التي ستستثمر في البلاد، بينما يحتاج الاخرون الى النفط والطاقة منها. ونفت المعلومات تأثير روسيا على الاتفاق النووي لانّ الملفات العالقة هي بين طهران وواشنطن.
وخلصت المصادر الى القول على ان سلاح العقوبات لم يعد يجدي نفعًا والطرف الاخر مضطر للاتفاق.
المصدر:”النشرة – أيمن شحاده”
**