قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في «حوار الأربعين» على قناة «الميادين»، «إذا بدأ استخراج النفط والغاز من كاريش في أيلول، قبل أن يأخذ لبنان حقه، فنحن ذاهبون إلى مشكل. ورأى أنّ الدولة اللبنانية عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب الذي يحمي لبنان وثرواته، لذلك فإن المقاومة مضطرة إلى اتخاذ القرار»، مشددا «على أن الهدف هو أن يستخرج لبنان النفط والغاز؛ لأن هذا هو الطريق الوحيد لنجاته».
ما عن معادلة «كاريش»، فقال: «إنّ لبنان، الآن، أمام فرصة تاريخية في ظل حاجة أوروبا إلى تأمين بديل للنفط والغاز الروسيين»، مشيرا «إلى أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن، جاء إلى المنطقة من أجل الغاز والنفط، والإضافة التي يمكن أن تقدمها السعودية والإمارات لن تحل حاجة أوروبا. وبايدن لا يريد حرباً في المنطقة، وهذا الأمر فرصة لنا للضغط من أجل الحصول على نفطنا».
وحول قضية المطران موسى الحاج، قال السيد نصرالله: «أقول لكل الشعب اللبناني وخصوصاً المسيحيين ليس لحزب الله أي علاقة بقضية المطران الحاج ولن نتدخل فيها».
وعن الحكومة اللبنانية، قال: «إنّ المطلوب حكومة حمل أثقال وتحمل مسؤولية لذلك لا يريد البعض المشاركة فيها»، مشيراً إلى أنّ «كل ما أمكننا القيام به تجاه عهد الرئيس ميشال عون قمنا به»، مشددًا «على أنّ الرئيس عون كان خلال عهده شخصاً قوياً ولم يضعف وهناك قرارات ما كان لأحد أن يتخذها غيره كحسم «معركة الجرود»».
استهل الأمين العام لحزب الله كلمته مشيرا إلى أن «بدايات الردع بدأت عام 1985 عندما اضطر العدو الإسرائيلي مبكراً إلى الانسحاب من كثير من المناطق التي احتلها. وأوضح أن المرحلة الـ2 من الردع بدأت من خلال فعل المقاومة في القرى الأمامية وصولاً إلى عام 1993 حين بدأت المرحلة الـ3»، مضيفًا «من عام 1993 حتى عام 1996 تم تحقيق مستوى عال من الردع».
«الإسرائيلي» يعلم أن أي عمل تجاه لبنان سيقابل بردّ
وأكد أن «العدو أدرك نتيجة حرب تموز أن المواجهة مع المقاومة خطيرة وكبيرة، وأن قدرات المقاومة باتت تتجاوز المواجهة عند الحدود»، مشددًا على أنه «منذ حرب تموز حتى اليوم بات العدو الإسرائيلي ينتبه إلى أن أي عمل تجاه لبنان سيقابل برد».
وحول مقولة «اسرائيل» أوهن من بيت العنكبوت»، قال السيد نصرالله: «أنا أحضّر وأكتب رؤوس أقلام وفي بعض المواقف الحساسة أكتب بعض الأسطر في خطاب بنت جبيل، نحن أمام انتصار تاريخي وغير متوقع في العالم العربي خطر في بالي أنه الوقت المناسب لهذا التوصيف فذكرته، وأعتبر أنه من توفيق الله «.
بايدن لا يريد حرباً أخرى في المنطقة
وحول معادلة كاريش وما بعد كاريش، أوضح السيد نصر الله: «قلت في الخطاب إن المسألة أكبر من كاريش مقابل قانا.. لو جمّد العـدو الاستخراج من كاريش كان لبنان حقق نصرًا معنويًا لكن دون انجاز عملي»، مشيرًا إلى أنه يوجد تقدير يقول بأن بايدن اليوم لا يريد حربًا أخرى في المنطقة. ورأى أن هناك فرصة الحاجة الأميركية الأوروبية الاسرائيلية لاستخراج النفط والغاز وفرصة أنهم لا يريدون حربًا أخرى هنا يجب أن يستفيد لبنان من الفرصة الذهبية «.
ولفت «إلى أن العدو أنهى التنقيب والحفر والاستكشاف والسفينة هي لأجل الاستخراج وهم منعوا كل الشركات من القيام بأي خطوة مع لبنان قبل ترسيم الحدود البحرية، وهذا كان ضغطًا على الدولة اللبنانية للقبول بـ»خط هوف» أو الخط الذي يريده «الإسرائيلي»، مؤكدا «أن كل الحقول هي في دائرة التهديد والاحداثيات موجودة لدينا.. لدينا القدرة ولا يوجد هدف للعدو في البحر والجو لا تطاله صـواريخ المقاومة الدقيقة».
وأشار إلى أن الدولة اللبنانية تتحدث عن ترسيم الحدود البرية اللبنانية مع فلسطين المحتلة وعن حق لبنان باستخراج النفط والغاز وما طلبته من الوسيط الأميركي قدمت من خلاله تنازلًا كبيرًا وهذا معروف في البلد»، مضيفا «عمليًا لبنان الرسمي قدم عرضًا ينبغي أن لا يرفضه العـدو.. المطلوب ليس فقط تحصيل الحدود التي طلبتها الدولة اللبنانية بل أيضًا رفع الفيتو والمنع والتهديد للشركات (توتال الفرنسية وشركات ايطالية وروسية).»
وأشار السيد نصرالله على ضوء الجواب «الإسرائيلي» يتقرر الموقف ولبنان هو المعتدى عليه، وإذا حاولوا الخداع والتسويف سنعتبر أن أميركا و»اسرائيل» يخدعان لبنان ونحن بلد لا يقبل بالخداع»، منبها «أن الوقت ليس مفتوحًا بل فقط إلى أيلول.. إذا جاء أيلول وبدأ العـدو بالاستخراج ولم يأخذ لبنان حقه فنحن ذاهبون الى المشكل»، لافتا «إلى أن الدولة اللبنانية بحسب كل الشواهد منذ العام 1948 وإلى اليوم هي عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب لحماية لبنان وثرواته، وقال:»هدفنا أن يستخرج لبنان النفط والغاز لأنه الطريق الوحيد لنجاة لبنان.. هذا آخر الخط».
جاهز لجلب الفيول الإيراني مجاناً على أن توافق الحكومة
وردا عن سؤال حول طلب رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بالحصول على مساعدة إيرانية في ملف الكهرباء، أجاب السيد نصر الله: «أنا حاضر أن أجلب فيول إيراني مجانًا لمعامل الكهرباء في لبنان عندما تعلن الحكومة اللبنانية انها جاهزة لاستقبال السفن القادمة من إيران. وأوضح أنه للأسف ليس هناك جرأة سياسية في لبنان على هذه الخطوة نتيجة الخوف من العقوبات الأميركية على الأشخاص وعائلاتهم».
وعن سؤال حول إمكانية دفع حزب الله بشركات إيرانية للتنقيب والاستخراج، أوضح أن المشكلة في الحكومة اللبنانية.. وقال: «هناك مشاكل كافية في البلد بلا ما نفتح مشكل جديد.. أنا رسميًا الآن أقول فلتبلّغني الدولة اللبنانية بقبولها هبة فيول من إيران، نحن حزب الله حاضرون لإحضار كمية الفيول الإيراني».
وكشف السيد نصر الله «وللمرة الأولى أنه لطالما دخلت مسيّراتنا الى الجليل وفلسطين المحتلة ورجعت وذهبت عشرات المرّات خلال السنوات الماضية دون القدرة على اسقاطها.. هناك من يخطئ التقدير في الكيان الصهيوني بأن حزب الله لن يقدم على خطوة من هذا النوع..».
وشدد على أن «لدينا قدرة بحرية ما كافية لتحقيق الردع المطلوب، وتحت الأهداف المنشودة وهي هجومية ودفاعية»، مؤكدا «أن حزب الله ليس بحاجة لاطلاق مسيّرات لاستكشاف كاريش، ونملك وسائل تمكننا من معرفة كل ما يرتبط بالسفينة (المنصة) وتحركاتها والقوة البحرية. فلطالما دخلت مسيّراتنا فلسطين وعادت عشرات المرات خلال السنوات الماضية من دون أن يسقطها العدو».
لا نريد الحرب.. لكن لا نخشاها
وشدد السيد نصرالله على أن حزب الله لا يكشف أوراقه عن قدراته الجوية، وقال: «بعد إرسال مسيّرات إسرائيلية إلى الضاحية الجنوبية أخذنا قرارًا بمواجهة المسيّرات ضمن مستوى معين.. اعتبرنا أن تلك العملية تطور خطير لأنها انتقلت من جمع المعلومات الى التـفجير.. نحن نتحرك في ظروف أمنية صعبة جدًا..»، مضيفا «في البقاع مثلًا كانت المسيّرات «رايحة جاي» لكن اليوم يمر أشهر دون مرور مسيّرات وفي الجنوب خفّت حركتها بشكل كبير.. هذا المقدار من القدرة الجوية اضطررنا للكشف عنه والباقي نتركه الى ما بعد.. إذا ذهبت الأمور إلى الحرب يكفي أن أقول للبنانيين كونوا على ثقة بربكم وربنا وأن يثقوا أن لديهم في المقـاومة من القوة والقدرة البشرية والعسكرية والمادية ما سيجعل «إسرائيل» تخضع لإرادة لبنان.. كونوا على ثقة».
وتابع «إذا حصلت حرب بين حزب الله و»إسرائيل» ليس معلومًا أن تبقى الحرب بين هذين الجانبين.. لا نريد الحرب لكن لا نخشاها واذا حصلت نحن رجالها وأبطالها.. سنمنع «الإسرائيلي» من اخراج النفط والغاز المنهوب، ما لم يُسمح للبنان باستخراج نفطه وغازه ولو أدى ذلك الى الذهاب إلى الحرب».
لا نقبل أن يشكك أحد في وطنينتا ولبنانيتنا
ورد السيد نصر الله على الذين يتهمون حزب الله بوطنيته ولبنانيته، وقال: «ما هي المعايير للقول من هو لبناني؟ بالمزاج يمكن لكل أحد قول ما يريد وبالتالي لا مجال للنقاش.. إذا كان الأمر وفق المنطق دلونا ما هي المعايير التي تعتمد لديكم للقول هذا الحزب أو هذه الطائفة أو المجموعة من الناس هم لبنانيون»، مؤكدًا أن الشيعة في لبنان موجودون منذ 1400 سنة.. عمرنا في هذا البلد 1400 سنة وفق الامتداد التاريخي. للأسف بعض الذين يتهموننا أننا غير لبنانيين معروف من أين جاؤوا ومن أين جاء أجدادهم»، مضيفا «نحن دافعنا وقدمنا دمًا وحررنا بلدنا ولولا هؤلاء الشهداء كانت «إسرائيل» ابتلعت لبنان..».
مزاعم الثقافة المستوردة
وحول مزاعم الثقافة المستوردة، أكد السيد نصر الله أن «أصحاب هذه المقولة جهلة.. لبنان تاريخيًا مؤلف من مسلمين ومسيحيين، ونحن ثقافتنا ثقافة إسلامية وشيعية من 1400 سنة فتكون ثقافتنا مستوردة؟ نحن كتب علمائنا تدرّس في كل الحوزات العلمية.. نحن صدّرنا ثقافتنا الى أماكن كثيرة في العالم..»، مضيفا «هذا البلد متنوع ثقافيًا وعقائديًا ودينيًا، وهذه ميزة لبنان الذي كان ملاذ الخائفين على عقيدتهم وفكرهم وتقاليدهم.. لبنان جمعنا وبتنا وطنًا وشعبًا واحدًا، وتبانينا على احترام تقاليد وثقافة وعادات بعضنا فلماذا يتم التنكر لهذا الأمر اليوم؟. نحن لا نقبل أصلًا أن يضعنا أحد في مكان ويقول إنه مشكوك بلبنانيتنا ووطنيتنا..»
قضية المطران الحاج
إلى ذلك، أوضح أن «افتراض البعض أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تعمل تحت إمرة حزب الله كذب وافتراء وظلم للأجهزة الأمنية وحزب الله»، مضيفًا «أقول لكل الشعب اللبناني وخصوصاً المسيحيين ليس لحزب الله أي علاقة بقضية المطران موسى الحاج ولن نتدخل فيها»، وأوضج «أنني وكل حزب الله أخذنا علماً بقضية المطران موسى الحاج كما اللبنانيون الآخرون».
وعمّا إذا احتج حزب الله على الذين لم يعترضوا على رفع الشعارات ضد الحزب في الصرح البطريركي؟ أجاب السيد نصر الله: «هذا شأنهم»، وقال: لقد «خوّنوا القاضي عقيقي وأخرجوه من الدين ويطالبون بطرده لأنه طلب تفتيش شنط المطران؟ ما حصل في اليومين الأخيرين لن يُبقي دولة ولا مؤسسات ولا قضاءً وهو مسار خطير «.
الانتخابات الرئاسية
وحول الانتخابات الرئاسية، قال السيد نصر الله: «لن أتحدث عن أسماء لرئاسة الجمهورية وبالنسبة لحزب الله لم نبدأ بهذا النقاش.. سيكون النقاش مع حلفائنا وأصدقائنا ومعنيون بنقاش أساسي مع التيار الوطني الحر وتيار المردة، ونقاش داخلي في حزب الله».
ولفت «إلى أن البعض سيحاول على طريقة حرق أسماء المرشحين القول إن بعض الأسماء هي من ترشيح حزب الله..»، مشددًا «على أن حزب الله لن يكون لديه مرشح لرئاسة الجمهورية.. عندما يظهر المرشحون يتخذ حزب الله قرارًا حول أي مرشح يدعم».
وأوضح السيد نصر الله «أن رئيس الجمهورية في لبنان ليس حاكمًا وله بعد الطائف صلاحيات محدودة ومحددة والسلطة التنفيذية بيد مجلس الوزراء مجتمعًا وبعد الطائف تأثير رئيس الوزراء كبير جدًا، ومن يريد تقييم فخامة الرئيس يجب أن يقيم الأداء بضوء الصلاحيات»، مؤكدا «أنه لا يوجد ما يسمى مصادر حزب الله.. فعندما يتخذ قرار حول رئاسة الجمهورية يصدر بيان رسمي أو اتحدث أنا».
وقال «لا نرى فائدة في الحديث عن المواصفات (المرشح للرئاسة) هذا تضييع وقت.. هناك أسماء مطروحة.. في لبنان هناك شيء مطروح هو «المرشح الطبيعي» وهذا غير موجود في كل العالم.. أهمية رئيس الجمهورية أنه ضمانة».
وعن الحكومة اللبنانية، قال السيد نصر الله: «إنّ المطلوب حكومة حمل أثقال وتحمل مسؤولية لذلك لا يريد البعض المشاركة فيها»، مشيراً إلى أنّ «كل ما أمكننا القيام به تجاه عهد الرئيس ميشال عون قمنا به»، مشيرًا إلى أنّ «الظروف التي أتى بها الرئيس عون لرئاسة الجمهورية كانت ظروف صعبة، مع التطورات في البلد واستهدافه»، وفي عام 2015 لو أن هناك شخص غيره لترك قصر بعبدا»، مشددًا على أنّ «الرئيس عون كان خلال عهده شخصاً قوياً ولم يضعف وهناك قرارات ما كان لأحد أن يتخذها غيره كحسم «معركة الجرود» وهو بذلك تجاوز الفيتو الأميركي وأخذ القرار، وحقق مجموعة انجازات مهمة «.
نهاية الكيان الاسرائيلي
ولفت إلى «أنني أرى نهاية الكيان الإسرائيلي قريبة جدًا»، موضحًا أنّ «المشهد عندي بخصوص نهاية إسرائيل، أناس ذاهبون في اتجاه المطارات والموانئ والمعابر الحدودية»، مشددًا على «أننا لا نحتاج لأربعين ربيعاً أخرى لنشهد نهاية «إسرائيل»، معتبرًا أنّ «كل عناصر بقاء «إسرائيل» تتراجع وتخمد بينما عناصر زوالها تقوى».
وذكر السيد نصرالله، «أنّ في معركة «سيف القدس» كل ما كان يتوفر لدينا من معلومات كنا نقدمه إلى الفلسطينيين من خلال غرفة العمليات المشتركة»، مشيرًا إلى أنّ «التواصل بين قوى محور المقاومة قائم وحرس الثورة كان مشاركاً في غرفة العمليات المشتركة خلال معركة سيف القدس «.
**