أشارت مصادر متابعة للملف الحكومي عن كثب، في حديث إلى صحيفة “الجمهوريّة”، إلى أنّ “مناخات التأليف أصابتها انتكاسة من الصعب ان تعالج لا ببيان من هنا وهناك ولا بوَضع النقاط على الحروف، وحتى إذا تم اللقاء بين رئيس الجمهوريّة ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، وهو سيتم مطلع الاسبوع المقبل، فإنه لن يغيّر شيئاً لأن ما كُتِب قد كتب؛ ومسار الأمور ذاهب في اتجاه استحالة تأليف حكومة أصبح الجمع فيها بين معايير بعبدا واقتناعات السراي امراً في منتهى الصعوبة”.
ولفتت إلى أن “ما لا يجرؤ احد من الجانبين المعنيين على قوله، هو انّ اقتناعا ترسّخ في البلد يفيد أن لا حكومة ولا مصلحة لأحد فيها في هذا الوقت الضائع، فمعركة رئاسة الجمهورية فُتِحت واجتاز جميع الأفرقاء الاستحقاق الحكومي، ثم انّ الاهتمام حالياً أصبح في مكان آخر؛ فالجميع ينظرون إلى عرض البحر ينتظرون التطورات الإقليمية ولا وقت لتنفيذ بروتوكول تأليف حكومة اصبحت لزوم ما لا يلزم”.
بعبدا “تُثمّن” التثمين
أوضحت مصادر قريبة من قصر بعبدا لـ”الجمهوريّة”، أنّ “رئيس الجمهورية قصد في بيانه أمس، وضع كثير من النقاط على احرف الأزمة من جوانبها المختلفة، ولا سيما منها تشديده على الثوابت الدستورية التي تحدد دوره كشريك في عملية التشكيل، وهو دور يمارسه الى النهاية الحتمية”.
وتمنّت أن “تكون المرة الاخيرة للحديث عن بعض ما تَسرّب في الفترة الاخيرة، وخصوصاً بالنسبة الى موضوع الموعد الذي طلبه ميقاتي منذ فترة، كما بالنسبة إلى رفضه وعدم وجود اي نية للمَس بدور الرئيس المكلف وصلاحياته، وتأكيد شراكتهما في عملية تأليف الحكومة، وانّ أياديه مفتوحة ومعها ابواب قصر بعبدا التي لم تُقفل يوماً أمام أحد. فكيف بالنسبة الى الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة العتيدة؟”.
وركّزت المصادر على أنه “قصد أيضاً قطع الطريق على بعض المزايدات وبعض التفسيرات النافرة التي تحاول تغيير الهدف من مواقفه، ومنع اي اجتهاد ليس في محله، ووَقف روايات وسيناريوهات المصادر. ولعل ما جاء به البيان يشكل آخر محاولة لوقف هذا الجدل العقيم”، مشدّدًة على أنّ “المرحلة تقتضي العمل ليلاً ونهاراً لتسهيل تشكيل الحكومة لمواجهة مسلسل الازمات التي تعصف بالبلاد”.
وردت على “تَثمين” بيان مكتب رئيس الحكومة بتثمينٍ مماثل، ورأت أن “مثل هذا الجدل لا يرضي ولا يفيد احد، وان العمل المطلوب يجب ان يسود من اجل تشكيل الحكومة”.
ليست سيئة
تزامنًا مع المناخ الإيجابي الّذي أشاعه بيانا بعبدا والسراي الحكومي، قالت مصادر مطلعة على حركة الاتّصالات، لـ”الجمهوريّة”، أنّ “الاجواء بين الرئيسين ليست جيدة ولكنها ليست سيئة، ويحافظ كل منهما على هامش للحركة احتراماً لموقعَيهما للحفاظ على دور الشريكين في عملية التأليف، وانّ المشكلة تقع في مكان آخر وهو ما يحول دون ايّ تفاهم سريع. ولذلك فإن القراءة النهائية للمواقف لا يمكن الفصل في نتائجها قبل عودة ميقاتي الى بيروت حيث سيكون اللقاء الثالث حتمياً بينهما”.
وعلمت “الجمهوريّة” أنّ ميقاتي، الّذي ما زال خارج بيروت، “واصَلَ اتصالاته امس مع مستشاريه وعدد من الوزراء لمتابعة الشؤون العامة وقضايا تفصيلية مختلفة، تحضيراً لعودته المرتقبة في عطلة نهاية الاسبوع الى بيروت”.
حل للموظفين
على صعيد اضراب موظفي القطاع العام، أبلغت مصادر مطلعة الى “الجمهورية”، انّ “بحثاً يجري بين مراجع رسمية بمشاركة وزير المال، حول إمكان زيادة رواتب كل موظفي القطاع العام، بعد الاعتراضات التي قوبِلت بها محاولة رفع رواتب القضاء حصراً على اساس اعتماد سعر 8000 ليرة للدولار”. ولفتت إلى أنّ “من الصعب زيادة رواتب جميع الموظفين على اساس هذا السعر، وانّ النقاش يدور حول إيجاد صيغة تتناسب مع القدرات المتواضعة للدولة في هذه المرحلة القاسية”.
وكشفت أنّ “هناك حلحلة جدية في مشكلة الفراغات المستجدة في الهيئة العامة لمحكمة التمييز، المعنية بالبت في الدعاوى والطلبات المرفوعة اليها في ملف انفجار المرفأ، وهو الأمر الذي ادى الى توقّف التحقيق”، متوقّعةً أن :تصل هذه المشكلة الى خواتيمها قريباً، وان يتم ملء الفراغات اذا استمرت الإيجابيات التي ظهرت حتى الآن”.