أقام رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب في دارته في الجاهلية، حفل تكريم لوزير العمل الحاج مصطفى بيرم، تقديراَ لمواقفه وجهوده وعاطاءاته بحضور المسؤولين الحزبيين وشخصيات سياسية واجتماعية. تخلله وليمة على شرف الوزير بيرم، واستهل الحفل الوزير وهاب بكلمة نرحيبية بضيوفه جاء فيها:
معالي الوزير بيرم اهلا بكم قي بيتكم، أردنا هذا اللقاء مع أهالي هذه القرى، ولقاء تكريمي لمعاليك ليس بخصوص موقفكم ودعمكم لنا في الإنتخابات وحسب، بل لدورك خلال الأشهر الماضية في الوزارة، وكان دوراً مميزاً رغم صعوبة الظروف، وقد أثبتّ هذا بانك قادر على لعب دور استثنائي في ظرف استثنائي، لذلك أردناه لقاء أخوي، وهذا البيت يكبر بكم وبالحاضرين.
اليوم بدأوا يحضرون لمرحلة جديدة وهي الانتخابات الرئاسية، لذلك إختصاراً للموضوع لا يمكن أن يكون هناك رئيس للبنان إلا رئيس مؤمن بالثلاثية الذهبية “الشعب والجيش والمقاومة” وصديق لسوريا ونزيه، وليس من فرقة المنافقين الذين أذكرهم في العام 2010 عندما أتى السعودي الى سوريا تخيلتهم كيف زحفوا على السفارة السورية من جماعة ثورة “الرزّ” وليس ثورة “الأرز”، وحتما سيتجدد هذا المشهد.
وتابع: ولبنان لا يُحكم الا إذا فريق تغلّب على فريق، حيث أن نظرية “لا غالب ولا مغلوب” لا أؤمن بها ، لأنها تعني تأجيل المشكلة وسيبقى البلد بنفس الدوامة منذ 2005 لليوم، وفاقد توازنه ولا حل إلا بانتصار فريق على آخر، فنحن أمام تشكيل حكومة ونتمنى أن تتم خلال أيام، فالبلد لا يتحمل أشهراً فالوضع دقيق جدا والدولة بحاجة لخطة نهوض لذلك الوضع لا يتحمل ويجب تشكيل الحكومة في أسرع وقت، ضمن شروط معينة، إما المشاركة في الحكومة وإما المعارضة، ولا يجوز أن يشارك فريق معين في الحكومة من تحت الطاولة، ويحصل على مكتسباته من ثم ينضم الى المعارضة!…. لكسب بعض الأصوات.
لذلك لا يوجد حل وسط. واتمنى على رئيس الحكومة مقاربة هذه الأمور بطريقة موضوعية وأن يكون واضحاً في هذا الموضوع، فمن يريد المشاركة في الحكومة عليه إعطاء الثقة، أو أن لا يشارك وينضم الى المعارضة، ونحن بحاجة ماسة لحكومة ومعارضة وليس إجماع على الحكومة ويصبح من يريد مراقبة الحكومة مشاركاً فيها.
ولفت، الى أننا نعاني مشاكل كبيرة وبحاجة الى حكومة سريعة، وبحاجة الى خطة نهوض مالي واقتصادي،وأمر آخر أتمناه على بعض الحلفاء “هالمجرور” الذي إسمه وزارة الطاقة أرجو أن نخرج منه، “هالمجرور الذي آذانا في الانتخابات وفي البلد ولم يترك شيئاً من المساويء الا واتى بها، أنا أتمنى أن يعطوه الى أي أحد آخر، ومن لديه خطة أهلا وسهلا به، بالنهاية الناس يعنيها إيجاد حلول، الأمر الثاني موضوع ملف الغاز وهناك غموض في موقف الدولة ولا أعلم ماذا ينتظرون؟… وحسناً فعل سماحة السيد نصرالله عندما حسم هذا الموضوع عندما أعلن أن موقفنا وراء موقف الدولة، وعلى الدولة اعلان موقفها للرأي العام وأن تقول هذه حدودي.. هل العدو الإسرائيلي يسرق ثروتنا؟… أم لا؟… إذا أعلنت الدولة هذا الموقف تقطع الطريق على أي أحد للتصويب على المقاومة وتحميلها أكثر مما تتحمل… رغم أنها تتحمل كثيراً.. العدو الإسرائيلي يعمل على عقد اتفاقيات، ونحن نتفرج والوقت أساسي وليس لدينا ترف الوقت.
وكان كلمة للوزير مصطفى بيرم، جاء فيها:
معالي الوزير والصديق الأستاذ وئام وهاب، المشايخ الأجلاء، الحضور الكريم كلٌ بحسبه ولقبه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولاً شكر من القلب على هذه الدعوة الكريمة لأننا شعرنا منذ لحظة دخولنا إلى هنا أنه لا يوجد تكلّف ونحن داخلون الى بيتنا، عند أصدقاء عند أهل عند أحباء وهذه مسألة مهمة جدا، وأنا دائماً أكرر عبارة “من يدخل إلى القلب فمن الصعوبة أن تنزعه من القلب”، فالقلب هو اكثر الأماكن أماناً، من هذه الدار اقول هناك خيار انت يا معالي الوزير شخصية جريئة في زمن الكثير من الناس تحسب كلماتها ليس لتكون كلمة الصواب ولكن خوفاً، الجرأة لها ثمن ولها ضابطتها، فنحن عندما نؤيد لا يعني أننا نلغي الأخرين، وليشس في ثقافتنا الإلغاء، نحن لا نلغي أحد، نحن نريد الجميع، ولكن المشكلة احياناً أن الأخر لا يراك، لا يريد أن يراك…. هذه مشكلته، نحن لا نعمل على ردة الفعل، نحن أهل الفعل النابع من العقل “إذا هممت بإمر فتدبّر عاقبته فإن كان خيراً فأمضه وإن شرّاً فانته عنه”، نحن ندرس الأمور بحكمة وهنا شيوخنا يتصفون بالحكمة، والحكمة تأتي أيضاً من ارتباطنا بالأرض، نحن لسنا من الناس الرحّل، نحن أهل هذه الأرض التي ارتوت بدمائنا وبتضحياتنا، وكل ما نريده في هذا الوطن أن نعيش أعزاء، لبنان لم يُبنى الدولة لتكون في دولة قوية، بني لبنان لتكون فيه دولة ضعيفة، لماذا؟ لتكون فيها النخبة السياسية نخبة رأس الجسر للمطامع الخارجية فكل فريق مرتبط في الخارج ليدخلوا الى لبنان، وكي يستمروا تقاسموا ريع الدولة، ويحتاجون أتباع فنشأت الزبائنية ولم تنشأ المواطنة، وهذه الزبائنية لم تبني مؤسسات، تدخل على المؤسسات لتأخذ… وليس لأن تُعطي..
هذا الوطن الذي قُدّمت له هذه المستويات من التضحيات فهو جدير أن نبني له دولة، ونحن أثر من يريد بناء دولة، وجيش قوي، لسبب بسيط، لسنا مضطرون لخسارة خيرة شبابنا أو أن تدمّر بيوتنا، أمام إرهااب أتٍ ليدمر كنائس ومساجد ويفجر نفسه فينا ونخسر أكثر من 6 آلاف جريح و 3 آلاف شهيد، 9 آلاف عائلة، ويظهر من يهاجمك، لا اطالبه أن يقف معنا ولكن لا تطعتني بالظهر، نحن نحمي لبنان ليس ليكون لبنان بلون واحد حتى بلوننا نرفضه، نحن نريد لبنان لكل اللبنانيين، ولكن لبنان له اقتدار ويحسب له حساب، فانا كنت مع وزير الطاقة أخبرني أن رئيس شركة توتال أخبروه الأمركيون والإسرائيليون وقالوا له “إذا نقبتم عن النفط والغاز حتى في مناطق غير متنازع عليها سنضع عليكم العقوبات، قبل أن يتحدث سماحة السيد، فعندما تحدث غير المعادلة، عندما قال لهم قال لهم يجب أن يكون هناك تراتبية صحيحة، الموقف والقرار للدولة اللبنانية، نحن كمقاموة أبناء الشعب، وصحيح أن الشعب هو مصدر السطات في لبنان والمقاومة هي انبثاق من هذا الشعب، والمقاومة تسبق الدولة حيث ان الشعب يسبق الدولة، “شعبٌ، أرضٌ دولة”، فعندما لا يكون لدينا سلطة رسمية قادرة أن تحمي البلد وأن تعطي المواطن الاحترام والقدرة والأمان وان تزيل عنا القلق الوجودي، فهناك ثمة من يحمل الراية ويحمل السلاح ليضمن لنا هذا الوجود والعزة والكرامة.
وتابع: سماحة اليد رفع سقف “الموقف للدولة” وقال للعدو الإسرائيلي ممنوع أن تنقّب اذا لا تسمح لنا بالتنقيب، على أثر ذلك تبدّل الموقف وخلال 48 ساعة حضر المندوب الأميريكي، وهذا الموقف لا يعود بالفائدة الى فريقنا وحسب، انما الفائدة تطال جميع اللبنانيين، على الدولة ان تركّز موقفها وتسفيد من معادلة الردع وتوازن القوى وأن تذهب الى عملية تفاوض جريئة، وهذا ما يحصل حالياً وهناك تقدم بالموقف وتوحدوا حول موقف رئيس الجمهورية، وتوحدوا حول الموقف وابلغوا القرار لهوكشتاين وبانتظار الجواب. خاصة أن ليهم تركيز كبير جدا على الطاقة الموجودة في بحرنا بعد أزمة أوكرانيا التي سيدفع ثمنها الأوروبيون، فهم يحتاجون الطاقة فقاموا بكل هذا الحصار كي نتنازل نحن ويعطونا الفتات لنعيش فقط، ومنعنا من أن نعيش بعزة وازهار، هذه ثقافة “تنكة الزيت وصندوق الإعاشة” وليست ثقاف الاقتدار والعزة والانتاج والصناعة والزراعة وإعادة تحويل لبنان الى ورشة عمل واستشعار المعنى والهدفية، هذه الدولة التي نريدها، فنحن عندما دخلنا الى الدولة تركنا أثر طيب لأننا قدمنا إزالة لشبهة ولذريعة لمن يأتي ويقول لك لم “أستطع” نحن قدمنا من لا شيء وقلنا عندما تكون انسان صادق وتمثل الناس فعلا وتهتم بقضايا الناس وانت منهم وتعود اليهم، يجب أن تفكر صح عندها تستطيع أن تنجر من لا شيء، هذه ثقافة لبنان والوعي اللبناني, أن نتحول من إبداع فردي في لبنان إلى ابدداع جَماعي كي نسطتيع أن نبني ثقة بين المواطن والدولة، وآن الاوان أن نقدم نموذجاً بحيث يمكن أن يكون مسؤول ولا يسرق، ويخدم …. فالناس تستحق.
لذلك تشكيل حكومة بعيداً عن محاصصات ضيقة، وحتى في المحاصصة المطلوب تعيين النوعيات من المتخصصين فهذا الأمر ينقلنا الى مرحلة جيدة، فلبنان لا يحتمل الطفرات التغييرية لأن لبنان متعدد ولا ينشأ رأي عام واحد، لدينا منغلقات مذهبية، وما نقول في القضايا السياسية فلنعزل الإختلاف السياسي يُترك في اطار الديناميكية السياسية، لكن القضايا الاجتماعية والاقتصادية والمطلبية فلتكن موضع إجماع. فاذا تريدون مسار الصندوق الدولي؟ نحن غير مقتنعون… اذا الراي الغالب يريد هذا الخيار اذهبوا اليه، حاولنا التخفيف من أضراره، وفي نفس الوقت طرحنا بدائل، والبديل إما تفرضه بالقوة التي لا تتماشى مع الوضع اللبناني، ونحن لا نؤمن بفرض القوة على اهلنا في لبنان. بالرغم من أن قدرات المقاومة كبيرة جداً ولا يكلفها الأمر إلا ثوانٍ قليلة لتنفيذ الأمر الصادر من ذلك الإصبع الذي يحير كثيرين في هذا العالم.
نعم نريد حكومة لكل لبنان، نبدأ بخطة إقتصادية انتاجية لنعيد ثقافة الانتاج، فالاقتصاد الريعي دمرنا سلبوا منا اموالنا، فاللبناني لا ينقصه الابداع، ولدينا القدرات، وانا كوزير عمل اتخذت قرارات لحماية العامل اللبناني، لم تثمر كثيراً لكنها فتحت الباب لحمايته من المنافسة، وحاليا دخلنا في التدريب ونحاول المواكبة قدر المستطاع.
**