رأى رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في حديث لموقع “جسور”، ضمن برنامج “لقاء خاص”، مع الإعلامي ربيع ياسين أن “زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى السعودية هي في الشكل انتصار للأمير محمد بن سلمان وفي هذا الموضوع اعتقد وهاب أن هناك تطور عربي في التعامل مع الأميركيين، موضحاً أنه كان الأميركيون باستمرار يستخفون بالموقف العربي وينظرون الى العرب كأنظمة تابعة لهم ويستطيعون التحكم بها كيفما شاؤوا، معتبراً أن ما فعله الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد في هذا الموضوع خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية خلق نوعاً آخر من التعاطي مع الأميركي ما اضطر الأميركي للتراجع عن موقفه خاصة وأن موقفه ليس موقفاً أخلاقياً بالنسبة لموضوع جمال خاشقجي بل موقف مبتز للمملكة العربية السعودية ولن نكون نحن في الخلاف الأميركي – السعودي مع الأميركيين حتماً بل سنكون الى الجانب العربي، موضحاً أن الخاشقجي كان جزء من مشروع الإخوان المسلمين وكان يسعى لقلب الحكم في كل الدول العربية ومنها المملكة العربية السعودية، وتكبير الموضوع بهذا الشكل ليس مسألة أخلاقية وخاصة وأن أميركا ترتكب يومياً مئات الجرائم على مستوى العالم وترتكب جرائم بحق شعوب ونحن شاهدنا ماذا حصل في ليبيا وسوريا وماذا حصل في الجريمة الكبرى التي ارتكبت في العراق، لافتاً الى أن المطلوب في هذا الموضوع تطويع المملكة العربية السعودية والتحكم في شكل الحكم فيها معتبراً أن هذه الجولة ربحها السعودي الآن، ومضيفاً لننتظر نتائج هذه الزيارة وما ستسفر عنه.
ورأى وهاب أنه ليس أمراً جديداً أن يبدأ بايدن زيارته بتل أبيب، موضحاً أن “إسرائيل” هي ولاية أميركية ولكن حتماً بايدن يهمه استمرار تركيبة السلطة في تل أبيب اليوم، لأنه من الواضح أنه معادٍ بشكل كبير لنتنياهو ولعودة الأخير الى السلطة، ويريد أن يعطي جرعة للإئتلاف الحاكم في “إسرائيل” اليوم”.
وحول تطبيع دولة الإمارات مع “إسرائيل”، رأى وهاب أنه لا وجود لأي سعي إماراتي لتطبيع عربي مع “إسرائيل”، موضحاً أن الإمارات قامت بإتفاق معين من وجهة نظرها ومصالحها وكانت واضحة وكان هناك تصريح رسمي بأنها لن تقبل بأن تستعمل كمنصة باتجاه إزعاج جيرانها، مضيفاً أن الإمارات في الوقت ذاته على علاقة جيدة مع إيران وقامت بتطبيع علاقاتها مع إيران وهناك زيارات وتنسيق وتعاون تجاري كبير بين البلدين، موضحاً أن إيران هي الشريك الأول أو الثاني بعد الصين ربما للإمارات ، معتبراً أن الإمارات لديها سياسة واقعية وتعرف بأن المنطقة وضعها حساس جداً خاصة منطقة الخليج وبحاجة لتعاون عربي – إيراني أكثر مما هي بحاجة لصراع عربي – إيراني.
وحول عودة سوريا الى الحضن العربي من خلال زيارة الرئيس بشار الأسد الى الإمارات رأى وهاب أن الإمارات لعبت دوراً كبيراً في موضوع سوريا لأنها أدركت منذ البداية بأن الحرب التي تشن على سوريا هي حرب إرهابية لإسقاط الدولة السورية فكان لها موقفاً واليوم نرى تطورات أكثر عربية إن كان موضوع عمان وبالأمس سفير البحرين في سوريا، سفير فوق العادة قدم أوراق اعتماده للرئيس بشار الأسد، هناك تطور وزيارة بايدن ستبلور الموقف الأميركي الرافض للتطبيع مع سوريا ويضغط على الوضع العربي ولكن القناعة الإماراتية واضحة جداً في أن العرب بحاجة الى سوريا والعكس أيضاً صحيح وهذا الأمر بحاجة الى أن ينتهي خاصة وأنه ساهم في تأخير انعقاد القمة العربية، وهذا الأمر يجب أن يُحسم ولا يجوز دولة بحجم قطر تملك صندوقاً وتلفزيوناً تتحكم بالوضع العربي بهذه الطريقة لأن الأميركي يريد ذلك.
وإذ رأى أن الموضوع العربي الإسرائيلي بحاجة لتصور كامل، أوضح وهاب أن كل دولة لديها رأي ولديها مصالحها، وعندما تنتهي مصالحها تنسى القضية المركزية متسائلاً هل هناك موقف عربي؟ لنناقش موقف عربي وإسلامي بموضوع فلسطين، هل موجود هذا الموقف العربي والإسلامي؟ هل موجود أصلاً الموقف الفلسطيني الموحد؟ اليوم إذا تحدثت بموضوع تحرير فلسطين، كل فلسطين، أزايد في هذا الموضوع، اليوم هناك جزء من الفلسطينيين ذاهب باتجاه الدولتين، الأمر بحاجة الى استراتيجية، متابعاً منذ 60 عاماً ندفع ثمن القضية الفلسطينية ونحن الى جانب القضية الفلسطينية، وعقائدياً أنا مع فلسطين، كل فلسطين ولا أعترف بشيء اسمه “إسرائيل” ولكن الأمور في السياسة ليست هكذا، ولا تقاس بهذه الطريقة، لافتاً الى وجود مشكلة فعلية عربية بأن العرب ليس لديهم استراتيجية موحدة وكذلك الأمر بالنسبة للفلسطينيين، موضحاً أن كل العرب عملياً ذهبوا الى التطبيع، منهم مَن كان علناً ومنهم مَن كان سرّاً، متسائلاً مَن يتكلم بموضوع فلسطين؟ اليوم الفلسطيني لديه إنقسام داخلي وجزء من الفلسطينيين أو كل الفلسطينيين أصبحوا مع حل الدولتين، حتى التنظيمات التي كانت راديكالية باستثناء القلة منها اليوم تتحدث بحل الدولتين.
ومتابعاً في سياق موضوع التطبيع أن سوريا غير الإمارات، فهي لديها حرب، كاشفاً عن عرضاً كبيراً أتى لسوريا منذ سنة وأكثر هو بأن تعود الى لبنان ويعود نفوذها بالكامل الى لبنان وأن ينسحب التركي من إدلب وأن تنسحب أميركا من الشمال السوري وتعود سوريا الى الحسكة ودير الزور ومناطق الأكراد وأن يبدأ الإعمار والعروض وصلت الى حدود 200 مليار دولار مقابل شرط وحيد هو أن تنسى سوريا موضوع الجولان والرئيس الأسد رفض هذا العرض بكل صراحة لأن المسألة تقاس بالكرامة والرئيس الراحل حافظ الأسد وقف على 10 أمتار في موضوع الحل مع كلينتون وبقي حل موضوع شط بحيرة طبريا وأصر على هذا الموضوع وطار الإتفاق في ذلك الوقت، وموضوع الجولان بحاجة الى حل ويمكن إيجاد صيغة ما بإشراف القوات المتحدة لمدة 20 او 30 أو 50 عاماً ولكن لا أحد ينسى أرضه، فالجولان يعتبر عمق سوريا وليست على أطراف سوريا وليست منطقة حدودية لذلك موضوع الجولان بالنسبة للأسد هو موضوع حياة أو موت لذلك رفض العرض.
وفي ما يتعلق بالتطورات على الحدود البحرية بين لبنان و”إسرائيل” رأى وهاب أن هناك عرض أسعار ولا أحد يشتري لا الأميركي ولا الإسرائيلي، ولبنان ضائع لا يدري ماذا يريد، على لبنان أن يحدد ماذا يريد، موضحاً أن لدى لبنان اليوم نقطة قوة هي المقاومة هل سيستعمل لبنان نقطة قوته هذه أو سيبقى يفرط بها، مضيفاً “إذا لدي المقاومة اليوم لنستخدم نحن سلاح المقاومة وليس المقاومة متسائلاً لماذا لبنان الرسمي لا يستخدم هذا السلاح لتقوية موقفي وتحصيل حقوقي، اليوم يوجد هذا الخط أمنع مروره من هنا وحتى لو استخرج الإسرائيلي نفطه يمكنني عرقلة طريق إمداد الخط أو النقل عبر الخطوط التي سيمر جزء منها بالمياه الإقليمية اللبنانية أو بالمياه الدولية المحاذية، ليكون هناك موقف رسمي لبنان يرفض أن يتصرف الإسرائيلي بهذه المنطقة إلا إذا أنا لزمت وتصرفت، اليوم لا أستطيع القيام بما تفعله “إسرائيل” بأن تستثمر بعض الشركات بالأراضي الفلسطينية أو بالمياه الفلسطينية، في لبنان لن تأتي الشركات لتستثمر لأن الإسرائيلي والأميركي وضع “فيتو” على لبنان، من هنا يمكننا مواجهة هذا “الفيتو” بموقف رسمي وراء الممقاومة، ولليوم مازال هناك استعراس رسمي وليس موقفاً واستدراج عروض.
وتابع وهاب: “العالم اليوم لا يستطيع أن يتحمّل حربين، لافتاً الى أن كل الكلام الأوروبي والأميركي أن الحرب الأوكرانية الروسية ستطول والواضح أن الحرب الأوكرانية الروسية هي حرب بالواسطة بين الصين وأميركا وأوروبا من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى، وواضح أنها ستستمر طويلاً لذلك لا يستطيع العالم أن يتحمل حربين ويصبح برميل النفط بـ 1000 دولار، مؤكّداً من أن الحرب لن تقع بالرغم من أن الجميع يتحضّر لها.
وأضاف وهاب: “إذا ما وقعت هذه الحرب ستكون تدميرية على مستوى كل المنطقة وفي اللحظات الأولى ستكون سوريا وفلسطين ولبنان واحد في الحرب وقد تمتد للأراضي العراقية وحتى لإيران وستكون مدمرة والإسرائيلي سيضع كل إمكانياته فيها وكذلك الأمر بالنسبة للمحور المواجه للإسرائيلي”.
وفي إطار آخر، أوضح وهاب أن موضوع سلاح “حزب الله” متعلق بعودة الفلسطينيين وبالتوطين وبعودة النزوح السوري الى بلاده، موضحاً أنه من دون السلاح كل واحد يكون له “كانتوناً”، لافتاً الى أن 3 أو 4 أشخاص مشكلتهم مع السلاح لأنه لا يسمح لهم بإنشاء كانتونات طائفية، ومَن قال أن موضوع السلاح هو مشكلة وكأننا أخذنا حقوقنا البحرية والبرية وأوقفنا الخروقات الاسرائيلية اليومية وما الى ذلك متسائلاً لماذا نطرح الأمور بالمقلوب؟، مضيفاً الى أن السلاح لم يعرقل أي استحقاق في لبنان منذ بداية وجوده وأصبج هناك رخاء اقتصادي وكان الرئيس رفيق الحريري يستعمل هذا السلاح للاستقواء على الخارج وتأمين مساعدات دولية للبنان، داعياً المسؤولين للذهاب للقيام بسياسة جدية تستفيد من هذا السلاح لتقوية الموقع اللبناني وللحصول على حقوقه مستغرباً ما يقال بأن السلاح هو سبب ما حصل، مؤكداً أن هذا الطاقم السياسي الفاسد و”الزعران” والحرامية الموجودين الذين سرقوا البلد هو سبب ما حصل ومشكلة السلاح الوحيدة أنه لم يتدخل ضدهم، وهذه مشكلتي مع سلاح “حزب الله”، لأن الفاسد هو بمثابة عدة والخارج عن القانون هو بمثابة عدو وسارق المال العام هو بمثابة عدو لذلك مشكلتي مع “حزب الله” أنه لم يتدخل بقوة مع هؤلاء الناس وراعى الوحدة الداخلية على حساب مصالح الناس.
وفي الاستحقاق الحكومي، رأى وهاب أن هناك صعوبة في تشكيل الحكومة بالرغم من تأكيده على وجود تكليف للرئيس ميقاتي هذا الأسبوع، موضحاً أن هذه الحكومة ستستمر في تصريف الأعمال والعهد عنما ينهي مهلته يرحل وإذا أصبح هناك إمكانية بأن يتم إنتخاب رئيس للجمهورية ولكن حتى لا نناقش التفاصيل لبنان لن يذهب الى حل إلا بتسوية إقليمية – دولية، وإذا لم تحصل هذه التسوية حول الوضع اللبناني وتم شيء ما شبيه بالطائف وبما حصل في الطائف نحن سنستمر بتلك المعاناة ولا طعم للتفاصيل، فهؤلاء أناس عاجزون عن إدارة لبنان.
ورداً على سؤال بأن وهاب متهم بأنه يهاجم الدول الخليجية لدعمه مادياً، أجاب وهاب: “هذا إتهام سخيف لا أهاجمهم ولا أريد منهم شيئاً، هاجمتهم في فترة وهذا الموضوع غير موجود اليوم ففي صراعهم مع التركي كنت الى جانبهم وليس الى جانب التركي وكذلك الأمر في صراعهم مع الأميركي ولكن أنا مع أن تكون هناك علاقة خليجية إيرانية جيدة وهاجمتهم أيام الأزمة السورية ولا أريد منهم شيئاً”، موضحاً أن علاقاته مع الدول الخليجية والإمارات جيدة”.
ورداً على إتهام بأنه قسّم الجبل وأحدث شرخاً في الطائفة الدرزية، أجاب وهاب: “أبداً لم يحدث ذلك، موضحاً بأنه كان هناك إقطاع سياسي مسيطر على الجبل ومستغل كل ثرواته ومانع الاستثمارات فيه ومانع الناس بأن تقوم بأي عمل ومانع تطوير الجبل، فأتيت وقلت أنا مع الديمقراطية في الجبل وأثبتّ بأنني مع الديمقراطية وعززت تلك الديمقراطية ومعركتي التي قمت بها في العام 90 أثبتت اليوم بأن الجبل منقسم بإطار الوحدة وليس بإطار الإنقسام، والجبل اليوم ديمقراطي بوجود قوى التغيير ونحن والحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني والحزب القومي وكل الأطراف ولكنني أسقطت الهيمنة في الجبل ولم أُسقط الوحدة بمعنى الوحدة، أما إذا الوحدة تعني سيطرة حزب نعم أسقطت هذه الوحدة”.
وعن اتهامه بالدفاع عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لمصالح شخصية، نفى وهاب ذلك، لافتاً الى أنه هو آخر المتهمين، فإذا كنتم لا تستطيعون محاربة الكبار فلماذا تهجمون على رياض سلامة، مَن يهجم على رياض سلامة يريد مصالح خاصة ويريد أخذ الاحتياط المالي الموجود ويسيطر على الذهب ويعين حاكم مصرف لبنان له وأنا ضد أن يعين حاكم مصرف لبنان حزبي كما حصل في التعيينات السابقة، بكل صراحة التعيينات التي حصلت حتى للقوى الحليفة لنا في الدولة غير مقتنع بها لأنها كانت تعيينات تافهة”.
وضمن فقرة مع أو ضد، ورداً على سؤال هل انت مع أو ضد ترشح العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، قال وهاب: “إذا لديه حظ أنا وع وصوله الى سدة الرئاسة إذا حصل توافق وإجماع عليه، فهو أثبت مصداقية في إدارة المؤسسة العسكرية”.
ورداً على سؤال مع أو ضد التخلي عن خط 29 قال وهاب: “أنا مع موقف الجيش في هذا الموضوع”.
وما إذا كان مع أو ضد تمسك الوزير جبران باسيل بوزارتي الطاقة والعدل، أجاب وهاب: “برأيي وزارة الطاقة مجرور، ووزارة الطاقة طيّرت نصف جمهور التيار الوطني الحر، وأضرّت به كثيراً وأنصحه بعد الاقتراب منها وهو حر بذلك”.
وفي فقرة ماذا تقول توجه وهاب الى الرئيس سعد الحريري بالقول: “إستمر في سياستك الحالية في الوقوف على الحياد لأنه لا أفق حلول في لبنان وأعتقد بأن دور سعد الحريري سيعود عندما يصبح هناك تفاهم إقليمي ودولي، ودعوته للعودة الى لبنان لأن هناك أزمة وعودته قد تساعد ولكن في هذا الوضع لا يمكنه القيام بشيء”.
ولم يوجه وهاب أي رسالة للنائب مروان حمادة، واكتفى بالقول بأنه “تمت الإنتخابات وهو ربح – صحتين – وأتقبل خيار الناس ولا مشكل لدي، واعترف واقعياً بنتائج الانتخابات وتقدمت صحيحاً في الانتخابات ولكن معركتي كانت قاسية مع أناس عمرهم 300 سنة في السلطة وناس ناهبين السلطة من 40 سنة، وناس لديهم مال كثير، وراضٍ عن النتيجة بفوز نائبين في لائحتنا”.
وتمنى وهاب على السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا قال أن تقوم بدور إيجابي خاصة وأن لبنان بحاجة اليوم لدور أميركي إيجابي إن كان بموضوع استجرار الغاز المصري وبموضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”إسرائيل” وبمواضيع أخرى لأننا اليوم بقلب الإنهيار ونحن بحاجة لأية مساعدة متمنياً أن يكون دور السفيرة شيا إيجابياً”.