في آخر دراسة توقع العلماء أن يتسبب تغير المناخ بحدوث ما يقرب من 250 ألف حالة وفاة إضافية سنويا، من سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.
ويشير تغير المناخ إلى التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، وتشمل تأثيرات تغير المناخ ارتفاع درجات الحرارة، والتغيرات في هطل الأمطار، وزيادة تواتر أو شدة الظواهر الجوية المتطرفة، وارتفاع مستويات سطح البحر.
وعمل فريق من الباحثين في معهد كارولينسكا (السويد)، بقيادة زياد الخطيب ويوهان فون شريب، جنبا إلى جنب مع زملائهم الباحثين ساني يايا، من جامعة أوتاوا (كندا)، ومارال أميرخاني وشيدروخ غميمود، من المعهد البهائي للتعليم العالي (إيران)على دراسة العلاقة بين الأحداث المتعلقة بالطقس المتطرف والوفيات بناء على درجة الحرارة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم.
وتغطي الورقة البحثية التي نشرت مؤخرا في مجلة Preventive Medicine Reports، الفترة الزمنية من 1999 إلى 2018، وتناولت عدد الوفيات الناجمة عن ثلاثة أنواع من الأحداث المتطرفة المتعلقة بالطقس (موجة الحرارة، موجة البرد، ظروف الشتاء القاسية) في البلدان منخفضة ومتوسطة وعالية الدخل.
واستخدم الباحثون بيانات من قاعدة بيانات أحداث الطوارئ في الجامعة الكاثوليكية في لوفان. وصنفوا دخل البلدان وفقا لإجمالي الناتج المحلي للبنك الدولي، واعتمدوا أيضا بيانات مستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من مركز تحليل معلومات ثاني أكسيد الكربون، لربط إجمالي الناتج المحلي وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بسنوات من الظروف الجوية القاسية في كل بلد.
وتظهر نتائج الدراسة أن غالبية الوفيات المرتبطة بموجة البرد حدثت في البلدان ذات الدخل المتوسط تليها البلدان ذات الدخل المرتفع.
كما وجدت الدراسة أنه من المحتمل حدوث المزيد من الوفيات أثناء موجات الحرارة أكثر من موجات البرد أو طقس الشتاء القاسي، لا سيما في البلدان ذات الدخل المرتفع.
وأخيرا، يمكن أن تؤدي زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى زيادة عدد الوفيات أثناء الظواهر الجوية الشديدة.
ويشار إلى أن مثل هذه الدراسات، التي تبحث في العلاقة بين الطقس المتطرف والصحة، وأحيانا الوفيات، ذات صلة بشكل لا يصدق بالوقت الذي نعيش فيه، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية (WHO) أنه بين عامي 2030 و2050، سيكون هناك ما يقرب من 250 ألف حالة وفاة إضافية كل عام بسبب تغير المناخ.
وفي السياق عينه، أصدرت وحدة البحوث والدراسات بملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، تقريراً أكّدت فيه أن العوامل المناخية تهاجم الصحة العامة والحق في الصحة، مما يترتب عليه من زيادة معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات الناجمة عن موجات الحر والأعاصير والجفاف وانتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات والمياه، بالإضافة إلى زيادة شدة الأمراض المزمنة الناتجة عن التلوث البيئي الذي يمهد للأمراض الرئوية. بالإضافة إلى نشوء الفكر الانتحاري والأمراض النفسية والعقلية، وتهديد الأمن الغذائي.
ولذلك، فإن معرفة كيف وإلى أي مدى تتأثر الحياة والصحة ستكون مفيدة للتعامل مع عالم دائم التغير.
**