أشار وزير العمل مصطفى بيرم، خلال إلقاء كلمة لبنان عبر تقنية “زوم” امام المشاركين في مؤتمر العمل الدولي المنعقد في جنيف في دورته الـ110، إى أنه “مدير عام منظمة العمل الدولية والسادة الوزراء جميعا، أحييكم من لبنان الذي يعاني من حصار ظالم يعرقل حصوله على بديهيات الحياة الكريمة من كهرباء ويحول دون البدء باستثمار موارده النفطية والغزية في البحر والبر وما زاد الأمر تعقيدا هو قيام العدو الإسرائيلي بأعمال تنقيبية في منطقة كاريش وهي منطقة متنازع عليها الأمر الذي يشكل تهديدا للسلم الإقليمي مما يوجب ردعه عن ذلك في الوقت الذي ما زلنا نحمل أعباء متراكمة جراء احتلاله الذي دحرناه من أرضنا واعتداءاته ومخلفاته من قنابل عنقودية محرمة دوليا قتلت وأعطبت آلاف المدنيين والمزارعين والرعاة وغيرهم”.
وأوضح أنه “ناهيك عن أزمة النزوح السوري الذي فاق فيه النازحون مقدار ثلث سكان لبنان الأمر الذي لا تستطيع تحمله أكبر الدول المنتعشة اقتصاديا وماليا ، فكيف ببلد مثل لبنان الذي أرهقه ذلك وتسبب له بخسائر كبيرة على مستوى توهين اقتصاده وخلخلة الاجتماع فيه وما ينتج عن ذلك من بطالة وارتفاع لمستوى الجريمة .. وبذلك فإننا ندعو المجتمع الدولي عبر اجتماع منظمتكم المحترمة إلى تأييد موقفنا الرسمي والشعبي في تأمين عودتهم الآمنة والكريمة إلى بلدهم الأم وهذا حق لبلدهم وواجب عليهم في إعادة إعماره ونقل المساعدات إلى داخل بلدهم ودعمنا بتعويضات عن الخسائر الناجمة عن ذلك ..
كما أن لبنان الذي دفع بتضحيات أبنائه وخيرة شبابه خطر الإرهاب المصنّع من استخبارات عالمية سهلت لعناصره حرية التنقل من قارة إلى قارة فحمينا تراث وحضارات الأديان والإنسان ..وكل ذلك لوحدنا رغم كل الظروف الصعبة”.
وأضاف بيرم: ” كما أن لبنان يحتوي اللجوء الفلسطيني المظلوم ويرفع صوت وجوب عودتهم إلى ديارهم في فلسطين والقدس وإدانة الاعتداءات اليومية كما حالة الفصل العنصري من خلال الجدران والاعتقالات الجائرة. كما ندين أي اعتداء مهما كان مصدره ونقف مع كل مظلوم كقيمة نتمسك بها وننادي بها.. كما نشجب الإنفاق المدمر على الحروب وضرب منظومة الحياة والبيئة في كوكبنا في الوقت الذي لو تم إنفاق نصف ذلك لواجهنا الفقر والجهل والبطالة والتلوث بكل أنواعه ووفرنا حياة كريمة لكل البشرية .. التي رأت بأم أعينها ما كشفته جائحة كوفيد 19 من غياب التنمية البشرية وأولوية الإنسان أقله في بداية الجائحة لصالح الربح الفاحش والأنانية في احتكار اللقاحات تارة ومصادرة المواد الطبية تارة أخرى .. حيث كانت لنا في لبنان تجربة ناجحة نسبيا رغم الانهيار الذي بدأ في بلدنا جراء سياسات الفساد من جهة والتي من الواجب مواجهتها ومكافحتها والحصار المطبق علينا من قبل الدولة العظمى للحصول على تنازلات في حقوقنا والقبول بالتوطين وسوى ذلك الأمر الذي نرفضه مهما كانت التضحيات والأثمان”.
وشدد على أنه “أمام ما يحصل اليوم من أزمة غذاء وتوريد سلاسل القمح والمواد الأولية وحروب من هنا وعقوبات أحادية من هناك تزداد البطالة في العالم والأخطر العطالة التي تشير و بخطورة إلى غياب الحافزية والمعنى والهدفية نحو العمل والإنتاج تحت وطأة الاستهلاك وثقافته الخطيرة على سلوك الإنسان وحالة الكوكب الأزرق الذي نتمنى أن يبقى كذاك وهذه مسؤوليتنا جميعا”.
وأكد بيرم، أنه “في وزارة العمل في لبنان أطلقنا محفزات لأجور العمال عبر حوارات مع أطراف ثلاثية الإنتاج وبدلات النقل ورفد الضمان الاجتماعي وتعزيز حرية العمل النقابي ومنصة التوظيف المجانية للجمع بين العروض والطلب وخطة ثلاثية للتحول الرقمي وافقت عليها الحكومة اللبنانية وامتنعت عن ترخيص مكانب استقدام العاملات الأجنبيات كي أدرأ شبهة الإتجار بالبشر وأنهينا الصيغة الجدة لقانون العمل بما يراعي الاتفاقيات الدولية ذات الصلة وأتابع شخصيا حالات الفصل من العمل حماية للعمال وعائلاتهم وغير ذلك بما يرفع من تصنيف لبنان وصورته أمام قيمنا الخاصة وأمام العالم”.
ورأى أنه “وأمام كل ما تقدم أعلنت منذ أيام على هامش دورتكم هذه وفي اجتماع وزراء العمل في دول عدم الانحياز مبادرة، أعيد طرحها عليكم وهي “مبادرة المركب الواحد.” للتكافل العالمي والتضامن والتآزر لمواجهة البطالة والعطالة معا بعيدا عن اللاعدالة السائدة أو الاستغلال والنهب لمصلحة دول وشعوب على حساب دول وشعوب.. لأنه حان الوقت لنطلق معادلة ” رابح / رابح “من الإنسان في كل مكان ..والسلام عليكم وشكرا من القلب متمنيا تبني المبادرة”.