أيار 2008 كان ذلك موعدنا الأخير مع امين التعبئة في حزب التوحيد العربي غازي عبد الخالق الذي رحل باكرا تاركا وراءه بصمةً بهيّةً في كل موقع قيادي أشغله.
حمل السيف والقلم معاً، فتعلّم أن التوحيد أمضى وأشدّ وقعاً.
أبصر التغيير عاليا ودروبه كثيرة، المستقيمة أقصرها، غير أنّها تستلزم صبراً، وشهامة ونظافة كفّ على تضحية ونبل وإباء. أمّا المتعرّجة منها فتتطلّب استهانة بالقيم، ونبذاً للمثل العليا، وانكباباً على الدنيا الفانية.
علّمته الحياة أن اسم المرء أسمى من كنوز الدنيا، فطرّز اسمه بخيوط من تعب ووجع وعرق ونضال يخلّد على الزمن، عزة وكرامة، ونقشه على صحائف لا تفنى، محطات تنهلها الناشئة وتتناقلها جيلاً بعد جيل، حتى لو صار تراباً في التراب.
علّمته الحياة أن يقهر الفقر، ولايغترّ بالغنى، وأن يعطي من قلب طافح بالمحبّة ويد ممدودة للجميع، ولو تعرّض للأذى من بعض الغادرين. ابا وائل علمتنا ان الدنيا فانية. لكنك تركت أثراً يخلد على الزمن.
**