المهمّ في المشهد الداخلي، هو انّ سَكرة الانتخابات وتحضيراتها الصاخبة التي لا يستطيع أي طرف أن يدّعي بأنه سَلم من شظاياها، قد انتهت، وبات البلد امام واقع جديد مع مجلس نيابي جديد حددت صناديق الاقتراع الاحجام التمثيلية لكل طرف، والتي لن تزيد منها، حفلة المزايدات والمبالغات و«الزَكزكات» والاستفزازات، و«الشماتات» التي يجري تقاذفها بين بعض الاطراف. بل أنّ جل ما تَأتّى منها هو الاصرار المريب على ابقاء واقع البلد في ذروة تأزّمه، وحقنه بعناصر توتير اضافية تُبقيه على سكّة الاشتباك وتعميق الانقسام في الوقت الذي يوجِب فيه وضع البلد المنهار، طَيّ صفحة الانتخابات وسلوك المسار المؤدي الى فتح ابواب الإنفراج.
واذا كان المواطن اللبناني قد عَوّل على انتخابات تفضي إلى نتائج، أيّاً كانت هذه النتائج، تفرض التقاء المكوّنات الداخلية على اولوية البحث عن قواسم مشتركة فيما بينها تُغلّب مصلحة لبنان واللبنانيين على كلّ الإعتبارات والحسابات السياسيّة والحزبيّة، إلا أنّ الصورة العامة تبدو تشاؤمية ومُقلقة للمواطن اللبناني الذي بات يشعر بإحباط وخيبة امل موجِعة وصادمة من اولويات أخرى تجنح في اتجاه التوترات لا العلاجات، وتتبدّى في ما بدأ يلمسه ويراه من غرور فاقع ضربَ رؤوس بعض الفائزين ولغة التحدّي المتعمّد تجاه بعض الاطراف، ومن اصرار على التلهّي بحفلة «التباهي بالإنتصارات» وتسخير بعض المكونات الحزبية كل ماكيناتها وطاقاتها ومنصاتها لتسجيل نقاط على مكونات اخرى، واستفزازها بالشماتة والاستهزاء والمفاخرة بكسرها واحتلال صدارة التمثيل.
**