كد وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض، في جلسة حوار مع مجموعة من الصحافيين، “أن الوزارة تعمل على ترشيد الأموال المرصودة لدعم الدواء والمستلزمات الطبية والتي تبلغ قيمتها خمسة وثلاثين مليون دولار شهريا، مشددا على “أن وزارة الصحة العامة حريصة على حسن إستخدام هذه الأموال للحصول على أفضل النتائج التي تصب في مصلحة المريض، وذلك لأن سياستنا تقوم على دعم المريض أولا وأخيرا”. وطمأن أن “لا رجوع عن المرتبة المتقدمة التي وصل إليها لبنان في نظامه الصحي”، قائلا: “إننا نستطيع وضمن المبالغ المرصودة أن نستمر بالسياسة الصحية التي نريد المحافظة عليها”.
إستهل الأبيض اللقاء بشرح التدابير المتبعة في هذه المرحلة والتي من شأنها توفير السيولة لإستيراد الأدوية السرطانية الغالية الثمن، والإستمرار بدعمها بصورة كاملة، وضمان توافرها بطريقة مستدامة، وهي ثلاثة:
1- الإستمرار بدعم الدوائين الأقل سعرا ضمن فئة الأدوية السرطانية المتدنية الكلفة
شرح الأبيض أنه سيتم المفاضلة بين أسعارالأدوية السرطانية التي تحتوي على نفس المادة الفعالة Active Ingredient والمصنفة ضمن “فئة الأدوية السرطانية المتدنية السعر”، في هذه الحالة سيتم فقط دعم الدوائين الأقل سعرا 100%. شرط أن يكون هذان الدواءان من ضمن الأدوية المسجلة في الوزارة والمطابقة للمعايير العالمية مما يعني أنهما مضموني الجودة”، مؤكدا “اننا أكيد سندعم الدواء الجينيريك الأقل سعرا وليس الدواء الأساسي Brand دون أن يكون ذلك على حساب الجودة والفعالية”.
2- رفع الدعم عن الأدوية المزمنة ضمن الفئة A1
وأعلن رفع الدعم كليا عن بعض الأدوية المزمنة متدنية الكلفة (ضمن الفئة A1) والتي كانت مدعومة بنسبة 25% الأمر الذي من شأنه أن يسهل عملية إستيرادها، في حين أن هامش إرتفاع سعرها سيكون قليلا.
* تعريف الفئة A1: هي الأدوية التي يبلغ سعر إستيرادها بين صفر – 5 دولار
3- دعم اللقاحات الأساسية المدرجة ضمن الروزنامة الوطنية فقط
وأشار وزير الصحة إلى “أن لقاحات الأطفال المدرجة ضمن الروزنامة الوطنية للتحصين والمعتمدة من منظمة الصحة العالمية لم تنقطع في أي وقت من الأوقات وهي متوفرة ومتاحة مجانا في مراكز الرعاية الصحية الأولية لجميع المواطنين والمقيمين على الأراضي اللبنانية.
ونظرا لأهمية اللقاحات في الحفاظ على صحة الأطفال والصحة العامة ككل، ومع تدني نسبة التلقيح في السنتين الأخيرتين، تقوم وزارة الصحة حاليا بحملات توعية لتشجيع المواطنين والمقيمين على تلقيح أطفالهم مع التأكيد على جودة ومجانية هذه اللقاحات المؤمنة عبر مراكز الرعاية الصحية الأولية. من ناحية أخرى، وبهدف إيصال اللقاحات إلى كافة الأطفال قامت الوزارة بالتعاون مع المستشفيات الجامعية ومع جمعيتي أطباء الأطفال في بيروت وطرابلس، حيث يمكن لطبيب الأطفال إعطاء اللقاح مجانا في عيادته على أن لا يتكبد الأهل سوى كلفة المعاينة، وبلغ عدد الأطباء المشاركين 120 طبيبا”.
وتابع وزير الصحة موضحا “أن هناك جيلا جديدا من اللقاحات New Generation لا يتسبب بالإرتفاع المؤقت في الحرارة، إلا أن هذه اللقاحات لا تقدم أي تحصين إضافي، فضلا عن انها قد تكون مكلفة، لذا قررت الوزارة عدم دعم هذه اللقاحات باعتبار أن التحصين المطلوب متوافر في اللقاحات المعتمدة في الروزنامة الوطنية للتحصين ومراكز الرعاية تقدمه مجانا، كما لفت إلى أن أي لقاح غير مدرج في الروزنامة الوطنية هو غير مدعوم”.
واكد ان “كل هذه الإجراءات ستساهم بتوفير السيولة اللازمة لدعم أدوية الأمراض المستعصية والأمراض السرطانية باهظة الثمن، كما ستسمح بإستيراد كميات أكبر من الأدوية على مختلف أصنافها لتلبية إحتياجات المرضى”.
وجود المختبر المركزي حاجة ملحة
وخلال النقاش الذي دار مع الصحافيين عن مراقبة جودة الدواء في ظل غياب المختبر المركزي، أكد وزير الصحة “أن أي دواء يدخل إلى لبنان يتم فحصه في مختبرات جامعية معتمدة”، كما أكد “أن السعي قائم وبكل السبل المتاحة لإعادة إحياء المختبر المركزي الذي توقف عن العمل منذ خمسة عشرة عاما”.
وقال: “وضعنا خطة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، آملين وضع القطار على السكة خلال المرحلة القليلة المقبلة”، موضحا أنه “من المهم المضي قدما في هذا المشروع لما للمختبر المركزي من دور أساسي في ضمان جودة الدواء كما سلامة المياه والغذاء”.
دور الصيدلي مهم
وجوابا على أسئلة الحضور عن قيام بعض الصيدليات بإحتكار أدوية الجينيريك الأقل سعرا، سواء المصنعة محليا أوالمستوردة، لصالح بيع الأدوية الأغلى ثمنا، أعلن الوزير الأبيض أنه تلقى شكاوى بهذا الصدد، معربا عن اسفه “لأن الأزمة المالية ليست الوحيدة في لبنان بل ثمة أزمة أخلاقية أكثر حدة”، لكنه شدد على أهمية تحلي المواطن بالوعي ومعرفته بأنه قادر على الحصول على الدواء الجيد وبسعر مناسب من أي صيدلية أخرى. كما يمكن لأي شخص الدخول إلى موقع وزارة الصحة العامة للتأكد من أسعار الأدوية. كما تطرق إلى واجب الصيدلي في توجيه وإرشاد المواطن إلى الدواء المركب من نفس المادة الفعالة مثل الدواء الأساسي Brand والذي لا يقل جودة وفعالية عنه إلا أنه أقل سعرا.
واعتبر وزير الصحة “أن مثل هذه الحالات الفردية لا تمثل جميع الصيادلة في لبنان، حيث يتمتع غالبيتهم بالأخلاق المهنية والمصداقية”.
ختاما، أشار الأبيض إلى “الدور المهم والأساسي للإعلام في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة التي نمر بها، من حيث المساهمة في نشر حملات التوعية التي تقوم بها الوزارة، مثل حملة تلقيح الأطفال، وتوعية المواطن على توافر الدواء المصنع محليا وفقا للمواصفات العالمية وبجودة عالية وبأسعار متاحة للجميع”.
**