كتبت “الجمهورية” تقول: يدخل لبنان المرحلة الاولى من الانتخابات النيابية مع انطلاق المغتربين الى الاقتراع في بلدان انتشارهم، والتي ستُستكمل الأحد المقبل، وهو اقتراع سيكون يمثابة «بروفة» لاقتراع المقيمين الذين سيقترعون في 15 من الجاري، وإذا مرّت الانتخابات في سلام ونجاح، يدخل البلد مرحلة استحقاقات أخرى، بدأت المخاوف من دخوله في فراغ في حال عدم إنجازها في مواعيدها، سواء على مستوى تأليف حكومة ما بعد الانتخابات او على مستوى استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية في الخريف المقبل. وقد دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجميع الى تجنّب الوقوع في «الفراغ القاتل» على مستوى السلطة التنفيذية بعد إنجاز الانتخابات.
تنطلق اليوم عملية اقتراع المغتربين في الدول التي تعتمد الجمعة عطلة نهاية الأسبوع، حيث يبلغ عدد الناخبين 30929 يتوزعون على 10 بلدان ضمن 13 مركز اقتراع. وستبدأ العملية الانتخابية السابعة صباحاً وتستمر حتى العاشرة ليلاً حيث تقفل صناديق الاقتراع.
وتصدّرت المملكة العربية السعودية المركز الأول من حيث عدد الناخبين اللبنانيين الذي بلغ 13105 ناخبين، يتوزعون على مركزي اقتراع و30 قلماً. وتلتها قطر بـ7344 ناخباً يتوزعون على 17 قلم اقتراع ضمن مركز واحد، ثم الكويت، التي تسجّل فيها 5670 ناخباً سيقترعون في مركز واحد ويتوزعون على 14 قلم اقتراع. وفي سوريا بلغ عدد المسجّلين 1018 ناخباً سيقترعون في مركز اقتراع واحد وقلمين. وفي البحرين 638 ناخباً، والأردن 483 ناخباً. وقد خُصّص لهؤلاء في كل بلد مركز اقتراع واحد وقلمان. فيما أمّنت السلطات العراقية مركزي اقتراع وقلمين لـ327 ناخباً. وفي سلطنة عمان، 903 ناخبين ضمن مركز اقتراع و3 أقلام، وسيبدأ التصويت في السادسة صباحاً وينتهي في التاسعة مساءً.
اما في مصر، فقد تسجّل 709 ناخبين، وسيبدأ الانتخاب الثامنة صباحاً ويستمر حتى الـ11 ليلاً في مركزي اقتراع وقلمين.
وفي ايران تسجّل 642 ناخباً سيبدأون الإدلاء بأصواتهم من الخامسة والنصف صباحاً حتى الثامنة والنصف مساءً ضمن مركز اقتراع وقلمين.
على ان تُستكمل هذه العملية الإنتخابية في 48 دولة تعتمد الأحد عطلة نهاية الأسبوع، بحيث يبلغ عدد الناخبين فيها 194384 سيتوزعون على 192 مركز اقتراع و521 قلماً.
وسجّل بعض الدول تقدّماً من حيث عدد الناخبين كفرنسا (27813 ناخباً) والإمارات العربية المتحدة (25066 ناخباً)، كندا (24258 ناخباً) واستراليا (20661 ناخباً).
بوحبيب يدعو البعثات
وعشية الانتخابات في بلاد الانتشار، دعت وزارة الخارجية رؤساء البعثات الديبلوماسية والقنصلية في لبنان إلى الاطلاع على مجريات العملية الانتخابية للمغتربين، من خلال غرفة العمليات التي أنشأتها في مقرها في محلة رياض الصلح.
وقال وزير الخارجية عبدالله بوحبيب في رسالة وجّهها الى السفراء والديبلوماسيين «إنّ الانتخابات النيابية في الخارج ستُجرى ابتداء من يوم الجمعة الواقع في 6 أيار 2022 (اليوم) وحتى الاثنين الواقع في 9 ايار 2022 بحسب توقيت كل بلد، وبما أنّ وزارة الخارجية والمغتربين ستواكب كافة تفاصيل العملية الانتخابية عبر تقنية النقل المباشر من داخل مبنى الوزارة في منطقة رياض الصلح، حيث خصّصت غرفة عمليات في الطبقة الأولى لتلك الغاية». واكّد انّ الوزارة ستفتح أبوابها طوال فترة الانتخابات النيابية في الخارج أمام جميع رؤساء البعثات الديبلوماسية والقنصلية المعتمدة لدى لبنان، للاطلاع على كافة مجريات العملية الانتخابية من داخل غرفة العمليات». وأرفق بو حبيب الدعوة بجدول خاص بمواعيد الاقتراع في مختلف البلدان حسب توقيت البلد المحلي وتوقيت بيروت.
وعلمت «الجمهورية»، انّ بو حبيب سيلتقي اليوم كلاً من المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جوانا ورونيكا، وسفير الاتحاد الأوروبي لدى لبنان رالف طراف. كذلك يلتقي سفير سوريا علي عبد الكريم علي.
عون والتحضيرات
من جهته، إطّلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من سفير لبنان لدى الامارات فؤاد دندن، خلال استقباله أمس في القصر الجمهوري في بعبدا، على التحضيرات التي أجرتها السفارة اللبنانية في دولة الامارات لإجراء الانتخابات النيابية الاحد المقبل في أبو ظبي ودبي، خصوصاً أنّ الامارات هي الدولة العربية التي سُجّل فيها أكبر عدد من الناخبين قارب الـ25 الف ناخب.
ميقاتي يحذّر
ومن جهته ميقاتي، شدّد أمس على أنّ «المطلوب من الجميع بعد أن نطوي صفحة الإنتخابات النيابية، العمل لتجنُّب الوقوع في مطبات الفراغ القاتل على مستوى السلطة التنفيذية، التي ستُلقى على عاتقها مسؤولية البدء بمسيرة إنهاض لبنان من كبوته».
واكّد ميقاتي خلال تفقّده غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج التي أنشأتها وزارة الخارجية والمغتربين، أنّ «الانتخابات ستُجرى بنزاهة وشفافية، ولم يترشح أحد منا للانتخابات كتأكيد إضافي للحياد». ودعا الجميع الى «الاقبال على الاقتراع بكلّ نزاهة وحرية ضمير».
وخلال لقاء في السرايا الحكومية، للاطلاع على التقرير الاول لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، أمل ميقاتي في أن «تترجم الإنتخابات النيابية إرادة الناس الذين سيقولون كلمة الفصل في صناديق الإقتراع». واعتبر أنّ «16 أيار يوم جديد لمرحلة نأمل في أن تحمل الخير للبنان واللبنانيين، وأن ترى الخطط التي وضعتها حكومتنا النور». وأعرب عن ثقته في أنّ «الأيام الآتية ستحمل معها بشائر خير»، مشيراً الى «أنّنا وضعنا القطار على السكة الصحيحة، ويبقى أن نقود هذا القطار الى محطاتٍ آمنة، وأن نكون مستعدين وجاهزين عندما يحين أوان الحلول الإقليمية المنتظرة».
«متنبّهون للتفاصيل»
وإلى ذلك، طمأن وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي اللبنانيين الى أنّ «الانتخابات ستمرّ بنجاح»، ودعاهم الى أن «يمارسوا دورهم وحقهم، وليعلموا أنّنا قمنا بواجباتنا، وبالتالي عليهم أن يعملوا بحقوقهم التي لطالما طالبوا بها». وقال بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان: «إنّنا في وزارة الداخلية لن نركن الى ما قمنا به، بل سنبقى حذرين ومتيقظين حتى يمرّ يوم الاستحقاق في 15 أيار الجاري وحتى صدور النتائج بنجاح ويكون المواطنون مرتاحين». كذلك أكّد أنّ «التخلُّف عن الانتخابات لا يفيد أحداً ولا يفيد البلد». وأوضح أنّ «وزارة الداخلية أدّت كلّ واجباتها حتى تكون الانتخابات مثالية وممتازة، وقد هيَّأنا كلّ التحضيرات اللوجستية والأمنية من خلال اجتماعات متتالية. وقد أمّنا المنح للقوى العسكرية المشاركة في الانتخابات، وإنّ تعويضات الموظفين والأساتذة الذين سيشاركون بالانتخابات أو القضاة، ستكون كافية ولائقة». وأكّد أنّه «لا يوجد سبب لكي لا تمرّ الانتخابات بنجاح، ونحن متنبّهون لكلّ التفاصيل».
الكهرباء مؤمّنة
وعلى صعيد الإجراءات للانتخِابات، أعلنت «مؤسسة كهرباء لبنان» في بيان، «البدء بتأمين تغذية كهربائية على مدار الساعة لمبنى وزارة الخارجية والمغتربين الكائن في وسط بيروت اعتباراً من تاريخ 05/05/2022 ولغاية 09/05/2022 ضمناً، وذلك تأميناً لخدمة النقل المباشر لمواكبة عملية الاقتراع في الخارج. كذلك، باشرت المؤسسة بتأمين التيار الكهربائي لمراكز لجان القيد الصغرى والكبرى البالغ عددها 26 مركزاً في المحافظات كافة وذلك وفقًا للآلية المتفق عليها مع وزارة الداخلية والبلديات، من تاريخ 05/05/2022 ولغاية 14/05/2022 ضمناً بمعدل 14 ساعة يومياً، على أن يُصار الى تأمين تغذية كهربائية مستدامة (24/24) لهذه المراكز يوم الانتخاب أي الأحد الواقع فيه 15/05/2022 والاثنين الذي يليه في 16/05/2022».
وأصدرت هيئة الاشراف على الإنتخابات الإعلان رقم 11، ذكّرت فيه وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة والمقروءة كافةً وجميع المرشّحين واللوائح والجهات السياسية، بموجبات التقيُّد بالصمت الانتخابي، اعتباراً من الساعة صفر لليوم السابق ليوم الإنتخابات ولغاية إقفال صناديق الإقتراع في مختلف مراحلها.
مورفي
من جهته شدّد رئيس اللجنة الفرعية للشرق الأدنى وجنوب آسيا وآسيا الوسطى ومكافحة الإرهاب في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور كريس مورفي، على أنه «لو لم تكن الولايات المتحدة تدعم المستقبل الاقتصادي للبنانيين وتدعم الجيش اللبناني والسلام، لكنّا شهدنا عندها وضعاً هشّاً يتدهور لبنان بسرعة فيه، من هنا فإنّنا مستمرون بهذا الدّعم». وشدد على «ضرورة محاسبة المسؤولين اللبنانيين الذين تسبّبوا باستشراء الفساد منذ فترة طويلة ويقفون اليوم في طريق تقدّم لبنان حيث إنهم بدلاً من ذلك يحاولون إثراء أنفسهم خلال هذه الأزمة».
تشديد على الاقتراع
وفي المواقف المشدّدة على ضرورة المشاركة في الانتخابات، أكد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، بعد زيارته دريان على رأس وفد، أنّ «المشاركة في الانتخابات واجب وطني للمساهمة في إنقاذ البلد وفي إحداث التغيير المطلوب للعودة الى القيَم الوطنية والروحية التي بُني عليها لبنان، والتي لا نريد له أن يتخلى عنها».
بري
من جهته، إعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ «حب الوطن من الإيمان، وأنّ مُثيري الفتن في أي ظرف كان، إنتخابيا أو غير انتخابي، بين أبناء الوطن الواحد وبين أبناء الدين الواحد، مشبوهون في انتمائهم الوطني وحتى الديني».
وقال بري، خلال استقباله وفداً من عشيرة الكريدين العربية المقيمة في منطقتي الزهراني والوزاني: «إنّ الفتنة وموقظيها ملعونون في كلّ رسالات السماء، وهي، أي الفتنة، في نتائجها لا تخدُم إلّا مصلحة إسرائيل التي كانت وستبقى العدو للبنان والعرب بمسلميهم ومسيحييهم».
موقف قوي في بروكسل
وبالتوازي مع الاستحقاق الانتخابي، يأتي المؤتمر السادس لدعم النازحين السوريين في لبنان والأردن وتركيا، والذي سيُعقد الاثنين والثلاثاء المقبلين في بروكسل، ويعني لبنان مباشرةً الذي يرزح تحت وطأة النزوح وتداعياته. وسيكون موقف لبنان قوياً في هذا الإطار، وسيبلغه الى المجتمع الدولي لوَضعه أمام مسؤولياته. إذ أعلن الوزير بوحبيب أنّ «الموقف اللبناني في مؤتمر «دعم سوريا والمنطقة» الذي سيُعقد في بروكسل في التاسع والعاشر من الجاري، سيكون بناءً لتوجيهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بأنّ لبنان لم يَعد في استطاعته تَحمُّل النزوح السوري على أراضيه، وهو لا يريد أن يساعدوا النازحين فيه، أو أن يساعدوه هو، فنحن نهتمّ بأنفسنا إذا عاد النازحون السوريون الى بلادهم».
وقال بوحبيب، خلال اجتماع برئاسة عون أمس في القصر الجمهوري، خُصّص للبحث في الموقف اللبناني الذي سيُبلغّ خلال «مؤتمر بروكسل» الذي يُعقد بمشاركة ممثلين عن حكومات ومنظمات دولية وإقليمية ومنظمات المجتمع المدني: «سنطبّق قرار مجلس الوزراء الذي اتخذ في حكومة الرئيس حسان دياب في هذا السياق». وأكد «أنّنا لا نريد أن نطبّق هذا القرار من دون التعاون مع الأمم المتحدة، فنحن نريد أن نتعاون معها، الّا أنّنا يجب أن نأخذ في الاعتبار مصلحتنا، وليس أن يُملوا هم علينا مصلحتنا فنحن نعرفها. ولقد وصلنا الى مرحلة لم نعد نريد أن يُملي أحد علينا أي شيء. هذا هو الموقف اللبناني في بروكسل».
قائد الجيش
من جهة ثانية، وبعد الاتهامات التي طاوَلت الجيش بالنسبة الى ما يتعلّق بغرق «مركب الموت» في طرابلس، أكد قائد الجيش العماد جوزف عون، خلال استقباله وفداً من أهالي الضحايا ومعهم بعض الناجين، أنّ «هذه الفاجعة أصابت الجميع، والضحايا هم أبناء الوطن أي أبناء المؤسسة العسكرية»، مشيراً الى أنّ «التحقيق سلكَ مساره القانوني منذ اللحظة الأولى للحادثة الأليمة، وسيُستكمل بكلّ شفافية وحياد».