أشارت صحيفة “الجمهورية” الى أن المقاربات الداخلية لفوز الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بولاية رئاسية ثانية، رجّحت فرضيّة انّ هذا الفوز قد أعاد وضع لبنان تلقائياً على خط المبادرة الفرنسية التي سبق واطلقها الرئيس ماكرون، وان إعادة تحريك هذه المبادرة ستنطلق بالتأكيد مع بدء الولاية الثانية للرئيس الفرنسي.
ونقلت صحيفة “الجمهورية” عن مصادر دبلوماسية من العاصمة الفرنسية تأكيدها انه “بعدما انتهت الانتخابات الرئاسية، باتت المستويات الفرنسية المسؤولة أكثر حرية في التحرّك نحو الملفات المصنفة اولويات”.
واشارت الى انه رغم التطورات الخطيرة التي تَأتّت عن الحرب الروسية الاوكرانية، والتي تُنذر بمخاطر واهوال كبرى، فإنّ ذلك لا يغيّر في النظرة الفرنسية الى لبنان لأنّ له خصوصية تاريخية فرنسية، ووفق ما هو مقرّر له فإنّه سيكون في عين الرعاية الفرنسية اكثر في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية.
ولفتت الانتباه الى انّ اعادة انتخاب الرئيس ماكرون، أعادت بدورها احياء المبادرة الفرنسية تجاه لبنان. وثمة خطوات مرتبطة بهذه المبادرة يفترض انها ستظهر بصورة عاجلة. وقالت: مع الولاية الجديدة للرئيس ماكرون، فإنّ الدور والحضور الفرنسيين سيكونان فاعلين في الفترة القريبة المقبلة، فضلاً عن انّ باريس لم تتخل عن مسؤوليتها تجاه لبنان منذ إطلاق الرئيس ماكرون مبادرته، وصولاً الى جهودها المستمرة والتي أثمرت توافقاً مع المملكة العربية السعودية حول مساعدة الشعب اللبناني، وهو ما تجلّى في إنشاء صندوق مشترك بينهما لتقديم المساعدة للشعب اللبناني. وهو امر لن يقف عند هذا الحد، ولن تقف باريس عنده فقط، بل ستستمر في سعيها مع كل اصدقاء لبنان لحشد اكبر دعم لهذا البلد.
وعن الانتخابات النيابية، كشفت المصادر ان “السفيرة في بيروت تعبّر عن موقف باريس في تأكيدها المستمر على اجراء الانتخابات في موعدها، وهذا ما يُطالب به المجتمع الدولي وكذلك الشعب اللبناني. ومن هنا ننتظر ان يتم إنجاز هذه الانتخابات وتشكيل حكومة توقِف مسار لبنان نحو الغرق، وتنطلق في مهمة إنجاز كل متطلبات الانقاذ للشعب اللبناني، واجراء الاصلاحات التي تضمنتها المبادرة الفرنسية”.