خرق ترحيب وزارة الخارجية السعودية بما تضمنه بيان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي من «نقاط ايجابية»، الجمود القاتل الذي تشهده العلاقات اللبنانية – الخليجية منذ الازمة التي نتجت عن تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي. وقال البيان الذي صدر مساء أمس عن الرياض انها تأمل بأن يُسهم ما صدر عن ميقاتي في استعادة لبنان لدوره ومكانته عربياً ودولياً. وأكدت الخارجية السعودية على «تطلع المملكة إلى أن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى الشعب اللبناني بالاستقرار والأمان في وطنه والانماء والازدهار».
وكان ميقاتي قد جدد في بيان أصدره يوم الاثنين الماضي إلتزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التَّعاون مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التَّعاون الخليجي، مشدداً على ضرورة وقف كل الانشطة السياسية والعسكرية والامنية والاعلامية التي تمس سيادة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وامنها واستقرارها والتي تنطلق من لبنان.
وعلقت مصادر سياسية واسعة الاطلاع على التطورات الاخيرة قائلة ان «بيان ميقاتي لم يحمل جديدا وهو جدد موقفا يطلقه منذ فترة وتتبناه حكومته كما تتبناه رئاسة الجمهورية الى حد كبير، لذلك فان الايجابية السعودية والتي تمثلت في البيان الذي صدر عن خارجية الرياض غير مرتبطة بما صدر عن ميقاتي انما ما حصل يبدو بمثابة تخريجة لعودة الرياض الى بيروت، خاصة في ظل المعلومات التي تتحدث عن امكانية عودة السفير السعودي قريبا الى لبنان وعن قرب وصول مساعدات سعودية إلى لبنان بالتنسيق مع الفرنسيين على ان توزع مباشرة على اللبنانيين وليس عبر الدولة». وقالت المصادر لـ»الديار»:»يبدو واضحا ان الرياض ايقنت ان كل آدائها تجاه لبنان كان خاطئا في المرحلة الماضية وانه بدل ان تضر حزب الله اضرت كل اللبنانيين الا الحزب وجمهوره لذلك هي بصدد العودة تدريجيا على ان تحاول لعب دور ما قبل الانتخابات النيابية خاصة وان نتائج استطلاعات الرأي التي تصلها ووصلت الدوائر الاميركية محبطة لجهة ان حلفاءهما لن يتمكنوا من تحقيق اي تسونامي يذكر بل بالعكس فان نتائج الانتخابات ستصب لصالح حزب الله الذي سيتوسع حجم الكتلة النيابية الداعمة له».
**