إعتبر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، في حديث لقناة الـ “أو.تي.في”، ضمن برنامج “رح نبقى سوا”، مع الإعلامي جورج عقل أنه “لدى اللبناني اهتمامات معيشية أخرى غير السمع الى جدل المسؤولين، فليس للبناني وقت لجدل بيزنطي في كل ملف”.
وشدد على أنه “يحب أن يكون هناك موقف لبناني موحد حول موضوع ترسيم الحدود، ويجب أن نصل الى حل في موضوع الترسيم لأن الجميع بدأ باستخراج النفط، والجيش اللبناني يتدخل في ملف ترسيم الحدود من الناحية القانونية، ويوم يوقع لبنان على ترسيم الحدود البحرية تتغير كل الأمور”.
وأشار الى أن المسؤولين “عودوننا على طريقة مختلفة للعيش، وهناك اهتمامات لبنانية تنحكى مع الآخرين، فالتفاوض يجري تحت النار اليوم من السعودية الى الإمارات الى اليمن الى سوريا الى لبنان الى كل الساحات، والصين تتقدم في العروض للإيراني واصبح لديه عروض كبيرة من الصين دون فرض الثقافة الصينية على عكس الأميركي الذي تقديماته أقل ولكنه سيدخل ثقافته الى إيران، إذا نحن في مرحلة صعبة وهامة وأساسية ونحن أمام تسوية إيرانية أميركية”.
وأوضح وهاب أن “الميليشيات التي عاثت فساداً في لبنان أصبحت تسيطر على السلطة وبدأت بنهب الدولة والحكومات التي تعاقبت شاركت معها ولم تقوَ على مواجهتها، وفي ثورة 17 تشرين قوى تغييرية جيدة وأنقياء يريدون المحاسبة ومواجهة الفساد”.
وتابع: “لدينا نظام مصرفي ممتاز ولدينا قانون أنتجه الراحل ريمون إده وأصبح النظام المصرفي ملاذاً لجميع المودعين العرب واللبنانية وغيرهم، وللأسف لا عودة الى الحياة السابقة والى الراحة الاقتصادية السابقة”.
وأكمل وهاب: ” لا يمكن رفع الرواتب من مليون ونصف الى مليونين مع رفع سعر صرف الدولار، موضحاً أنه لا سلسلة رواتب جديدة بل نقل ومكافآت وهذا لا يكفي، ولا يمكن فرض الضرائب دون خطة للرواتب والأجور، و انا ضد الضرائب التي ستفرض في موازنة 2022″.
وشدد على أننا “نحن دولة غير مفلسة بل منهوبة ولدينا طاقات كبيرة يمكن أن نؤسس دولة، و أمام الدولة حلول كثيرة فهي تستطيع تسييل جزء من أملاكها ومؤسساتها يمكن أن تبيعها، و أنا ضد تحميل المودع أي قرش إلا في حال الفوائد والضرائب، و الناس عاشت فترة راحة من أموال المودع الذي بُددت أمواله”.
ودعا وهاب “وزير الزراعة لإطلاق حملة تشجير”، مشيرا الى أنه “يجب أن يكون هناك خطة إنقاذ اقتصادي، ويمكننا القيام بارتفاع تدريجي للضريبة وليس ارتفاعاً سريعاً في ظل الرواتب الموجودة اليوم”.
وكشف أنه “بعد إتفاق السين – سين توقف المال السياسي في لبنان، فمنذ العام 2009 لا مال سياسي يدخل الى البلد”.
من جهة أخرى، أكد وهاب أن “لا أحد يتجرأ على الدخول الى المستشفيات وأظن أن وزير الصحة فراس الأبيض لا علم له وخاصة في موضوع الحالات الحرجة بالكورونا التي تصل الفاتورة الاستشفائية الى مبالغ طائلة لا يقوَ المواطن على إيفائها”، داعيا “لتعزيز القطاع العام وخاصة في مجالي التعليم والمستشفيات، ولتطوير الجامعة اللبنانية لأن الناس لا تستطيع اليوم دفع أقساط أولادها بالدولار النقدي”.
وتابع: “الوزير بعد الطائف هو وزير ملك ولديه صلاحيات أقوى من صلاحيات رئيس الجمهورية إلا أنه لا يمارس دوره كوزير بل كأزلام”، معتبرا أنه “لا يمكن التفاوض مع صندوق النقد الدولي ولا تملك شيئاً لأنه عندها ستضطر للخضوع لكافة شروط صندوق النقد”.
وتساءل وهاب: أين أصبح التدقيق الجنائي؟ لافتاً الى أن “ما يجري في ملف التدقيق الجنائي المالي هو ظلم بحق الناس والمودعين”، موضحاً أن “الدولة نهبت أموال الناس”، متسائلاً “هل الأزمات السياسية الحاصلة والسياسة التي اتبعت بعد العام 2005 سببها رياض سلامة؟، كاشفاً أن “المسألة بين الرئيس عون وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة اصبحت شخصية وإذا كان رياض سلامة على خطأ فليحاسب دون عزله من منصبه.
وشدّ> وهاب على ضرورة الإسراع في إقرار قانون العفو العام للجميع لأنه لا يمكن سجن الناس على حساب عقيدة، موضحاً أن “القاضي لا يستطيع أن يأتي الى مكتبه بمعاش 200 دولار ما يعني أنه لا وجود للمحاكمات”.
وفي ما يتعلق بقرار اعتزال الرئيس سعد الحريري للحياة السياسية، أوضح وهاب أن “تيار المستقبل” موجود ولازال الأقوى على الساحة السنية وهو ككل التيارات فيه أناس شرفاء وغير شرفاء وهو ككافة الأحزاب في لبنان، ومن الطبيعي أنه سيترك فراغ لأن جزء كبير من الطائفة السّنّية يميل الى “تيار المستقبل” ولكن في الطائفة شخصيات سنية كثيرة غير الرئيس سعد الحريري، موضحاً أنه “لا أحد يستطيع إخراج الطائفة السّنّية من المعادلة السياسية في لبنان، مضيفاً “لبنان الأول أنتجه الموارنة والدروز ولبنان بعد الإستقلال أنتجته الطائفة الإسلامية والمسيحية، معتبراً أن “الطائفة السّنّية كانت ولاتزال مع منطق الدولة منذ الاستقلال حتى اليوم، لافتاً الى أن “الدولة أخطأت مع طرابلس وليس العكس والدولة عاملت طرابلس بالعصا ولم تحضنها، متسائلاً متى قدمت الدولة الإنماء لطرابلس؟”.
وإذ رأى أن خيار عودة سعد الحريري قد يكون مفتوحاً ولا يمكن نزع سعد الحريري من تفكير الناس بسهولة، أكّد وهاب أن “الكل بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة”، لافتاً الى أن “الإنتخابات النيابية لا توصل الى مكان ولا قيمة لها دون خطة للنهوض البلد، موضحاً أن لا مصلحة لدينا بإرجاء الإنتخابات وهناك فئة تستفيد بإرجائها ولكن كل الفئات ستدفع الثمن إذا حصلت”.
وأوضح وهاب أن “لا إمكانية للنهوض بالبلد اليوم دون عقد اجتماعي جديد”، لافتاً الى أنه “عندما تصبح الدولة قوية يمكن القيام بلامركزية قوية على أن تكون لامركزية إنمائية”.
ورداً على سؤال أجاب وهاب: “حزب الله” اليوم يوازي قوة إقليمية لا نستطيع تحديد حجمها ومصيرها وهو جزء كبير من المعادلة في المنطقة، معتبراً أن “حزب الله” أخطأ في عدم تبنيه الثورة واختار الحفاظ على التوازنات في وقت كان الأقضل أن يتحول الى قوة تغيير وتحرير ولكن إنتمائه الطائفي يمنعه من ذلك”.