أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن “شركات النفط الروسية أعدت حلولاً جديدة لتوريد الهيدروكربونات إلى الصين، وعقدا لتوريد 10 مليارات متر مكعب سنويًا من الغاز”.
وخلال لقائه نظيره الصيني شي جين بينغ في بكين، لفت بوتين إلى أن “العلاقات بين روسيا والصين خير مثال على العلاقات الثنائية”، مشدداً على أن “علاقاتنا الثنائية تتطور بشكل واضح، بروح الصداقة والشراكة الإستراتيجية، واكتسبت صورة غير مسبوقة حقًا. وهي مثال على العلاقات الجديرة التي تساعد بعضها البعض على التطور، وفي نفس الوقت تدعم كل منهما الأخرى”.
من جهته، أكد الرئيس الصيني “التزام الصين وروسيا بتطوير العلاقات الثنائية على الرغم من الوباء”، لافتاً إلى أن “الثقة السياسية والاستراتيجية المتبادلة بين بكين وموسكو مستمرة في النمو”. وأكد أن “البلدين يدعمان بقوة الجهود المبذولة لحماية مصالحهما الأساسية. فالثقة السياسية والاستراتيجية المتبادلة آخذة في النمو. ولا يزال الطرفان ملتزمين بالأهداف الأصلية، ويبذلان جهودا دؤوبة من أجل التنمية المستدامة للعلاقات الثنائية”.
وفي هذا الإطار، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ، إعلاناً مشتركاً بين الدولتين بخصوص دخول العلاقات الدولية عهداً جديداً إلى جانب التنمية المستدامة.
وشددت الوثيقة المشتركة، على أن العالم يمر بتغيرات واسعة النطاق، بما يشمل عمليات وظواهر مثل تعددية الأقطاب والعولمة الاقتصادية وبناء المجتمع المعلوماتي والتنوع الثقافي وتغير منظومة الحوكمة العالمية والنظام العالم، لافتةً إلى زيادة مدى ترابط دول العالم ببعضها البعض وتبلور نزعة جديدة تقضي بإعادة توزيع توازن القوى في العالم، مع زيادة الطلب بأن يتولى المجتمع الدولي الزعامة بما يخدم مصلحة التنمية السلمية والتدريجية.
في الوقت نفسه، أقر الإعلان المشترك بأن الوضع في مجال الأمن الدولي والإقليمي يزداد تعقيبا يوماً تلو آخر، حيث تظهر تحديات وتهديدات دولية جديدة على خلفية استمرار جائحة فيروس كورونا.
وذكرت الوثيقة أن “بعض القوى التي تشكل أقلية على الصعيد الدولي تواصل الدفاع عن اتباع مناهج أحادية الجانب وتلجأ إلى سياسة القوة وتتدخل في شؤون دول أخرى، بما يضر بحقوقها ومصالحها المشروعة”، مؤكدة أن تلك الدول تؤجج خلافات ومواجهات وتحول دون تطور وتنمية البشرية، ما يستدعي رفض المجتمع الدولي.
ووجهت الحكومتان في الإعلان المشترك نداء إلى كافة الدول لـتعزيز الحوار والثقة المتبادلة وتعزيز التفاهم والدفاع عن القيم الإنسانية العامة.
وبموجب هذه الوثيقة، تعهدت حكومتا روسيا والصين بالتصدي لأي تدخل خارجي في شؤون دول ذات سيادة تحت أي ذريعة كانت. وأعرب الجانبان عن معارضتهما لتسييس ملف منشأ فيروس كورونا.
ودعا الرئيسان الولايات المتحدة إلى التجاوب إيجاباً مع مبادرة الضمانات الأمنية الروسية، والتخلي عن خططها لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا. كما حذرا من أن الأنشطة البيولوجية العسكرية التي تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها تشكل خطرا عليهما.
كذلك حث الرئيسان جميع القوى النووية على سحب كافة أسلحتهم النووية المنتشرة خارج حدودهم، وأعربا عن معارضتهما لمحاولات بعض الدول تحويل الفضاء إلى ساحة للمواجهة العسكرية.