سعد الحريري دعا للتحركات، وبهاء الحريري قطفهاعلى الارض بقطع الطرقات لساعات معدودة في بعض مناطق بيروت، وبقيت الاحتجاجات دون السقف المطلوب نتيجة قلة حجم المشاركين من الشباب في بيروت والشمال، رغم الحشد الاعلامي ودخول جمعيات المجتمع المدني الى بعض الوزارات.
مرحلة ما بين ١٩٨٦ و١٩٩٠ تطل برأسها مجددا ومعها المراسيم الجوالة و»قبضايات» الشوارع والخوات والميلشيات على حساب الدولة، بانتظار تسوية اقليمية دولية تتقمّص الطائف او الدوحة، وهي غير ممكنة حاليا نتيجة الخلافات العربية العربية، والكباش العربي الايراني، وارتفاع منسوب التوترات الاميركية –الروسية، وتراجع الاهتمام الفرنسي في لبنان، وهذا ما عبر عنه بوضوح مسؤول عربي زار عاصمة اقليمية بالقول «يدبّرو ا حالهم اللبنانيين، هناك قضايا اهمّ من خلافاتهم»، ملمّحا الى «ضرورة حصول تعديلات على الطائف «.
وتؤكد مصادر متابعة، ان حالة الفراغ العربية والدولية ستعبئها مرحلة اللادولة لسنوات، وربما الى ما بعد الانتخابات الرئاسية، وحتى ذلك التاريخ، فان كل الحروب ستشهدها الساحة اللبنانية، وتحديدا حروب الانقسامات الطائفية والمذهبية على غرار المرحلة التي سبقت الانتخابات النيابية عام ٢٠٠٠ لاسقاط الرئيس سليم الحص، واليوم لتشليح حزب الله الاكثرية.
وتتابع المصادر، ان كل القوى تخوض حروب الطوائف والهيجان دون اي برنامج اقتصادي، وتتعامل مع الناس كانهم «قطعان» ووقودا لمعاركهم من اجل الحفاظ على الكراسي، وهذا هو حال اللبنانيين مع دولتهم منذ الاستقلال.
وتسأل المصادر، على من يقطع «تيار المستقبل» وبهاء الحريري الطرقات ؟ على الدولة ؟ الدولة بعد الطائف ؟ من قاد سياستها على كل المستويات؟ من ابتدع كل السياسات الاقتصادية القائمة على معالجة الدين بالدين ؟ من اوصل الدولة الى هذه المأساة ؟ اليس طبقة الطائف حتى العام ال ٢٠٠٥ مع زمرة الفساد السورية ؟ من حكم البلد منذ التسعينات سياسيا وتشريعيا وتتفيذيا ؟ ومن كان صاحب المشروع ؟ من استلم ادارة الملف الاقتصادي وشرّع سياساته المالية على هواه ؟ من المسؤول عن تحويل الدين من اللبناني الى الدولار؟ من رفع الفوائد على سندات الخزينة الى ٤٨٪ ؟ اين اموال باريس 1- 2- 3- 4 ؟ اين اموال المساعدات العربية والدولية ؟ اين البنى التحتية ومعامل الكهرباء ؟ اين المعامل والمصانع المنتجة لتأمين فرص العمل ؟ من عمّم سياسات اقتصادية بمسار واحد قائم على الاستثمار في المصارف مقابل فوائد عالية ؟ من شرّع سياسات «تفريخ» المجالس الطائفية، من مجلس الانماء والاعمار الى مجلس الجنوب وصندوق المهجرين و٥٠٠ مليون ليرة لكل نائب «رشى انتخاببة «، وانشأ في كل وزارة مجلسا استثماريا ؟ من حوّل سعرطن «الزبالة « الى حجم سعر طن «النفط «؟ من اوصل الدين الى 100 مليار دولار ؟ من اوصل موازنة البلد الى معادلة ٤٣٪ واكثر لرواتب الموظفين و٤٢٪ لتغطية فوئد الدين العام و ١٥ ٪ فقط للمشاريع ؟ من رفض سماع اصوات العديد من النواب المحذرة من سياسة الدين والرد بوصف المعترضين بالهواة واسقاطهم في الانتخابات ؟ من راهن على مشروع التسوية في المنطقة وعصر السلام والبحبوحة؟ ولماذا لم يعتمد سياسات مغايرة بعد موت اسحاق رابين وتبخر التسوية ؟ من اين ثروات كبار القوم وحاشيتهم والوزراء والنواب والمدراء العامين والقضاة والامنيين وغيرهم، ومن اين لهم هذا ؟ واصغر من استلم مرفقا عاما في الدولة ثروته تتجاوز ملايين الدولارات، ويحاضر بالعفة واصلاح الدولة «والاحتلال الايراني «. هل يعرف اللبنانيون بان هناك قروضا يدفع لبنان فوائدها العالية وغير مستخدمة منذ ١٥ سنة؟ هل يعرف من اللبنانيين الرقم الحقيقي للدين، لان للمصرف المركزي ارقاما ولوزارة المالية ارقاما مختلفة ؟ وهذا هو السبب الحقيقي لخراب لبنان ؟
وتسأل المصادر كل السياسيين بمختلف مشاربهم، اين كان حزب الله في تلك المرحلة ؟ والجميع يعلم انه كان خارج الدولة وسلاحه موجه نحو الجنوب وجنوب الجنوب، ومن يقرأ كتاب حسن فضل الله وما مارسته الحقبة « الكنعانية « بحق كوادر الحزب، يعرف ما تعرّض له الحزب من ظلم جراء تحريض طبقة تلك المرحلة عليه وتجزم المصادر، ان ازمة لبنان بدأت مع التسوية العربية-السعودية– السورية – الاميركية، لكن السوريين تمكنوا خلالها من ابعاد لبنان عن صراعات الكبار، وهذا هو انجازهم الوحيد.
وتضيف المصادر، ان لبنان دخل مرحلة جديدة بعد ال ٢٠٠٥ وخروج السوريين وعودة القوى السياسية المارونية الى المشاركة في الحياة السياسية عبر عون وجعجع والجميل، وجاء الحلف الرباعي ليكرّس تحالفا اتتخاببا ببن «المستقبل» و»الاشتراكي» و»القوات» وحزب الله على حساب حلفاء سوربا، ونجح عون في مواجهته ب « تسونامي « كرّسته الزعيم الاول في البلاد والدخول الى جنة السلطة، وجاءت حرب تموز وطار منها ١١مليار دولار «ببركة» فؤاد السنيورة، وصولا الى الدوحة ودخول حزب الله في الحياة السياسية عبر حكومات الوحدة الوطنية وبوزارات ثانوية، وشهدت البلاد اكبر بحبوحة حتى ٢٠١٦، رغم ان هناك من يؤكد انها بحبوحة مصطنعة ؟
لكن هذه المرحلة شهدت متغيرات دولية مع الازمة السورية وخلافات عربية – ايرانية وصراع على»حد السيف».
انعكس على لبنان وواجهته حكومات الحريري وميقاتي وتمام سلام بسياسات اقتصادية لم تغادر سياسات التسعينات، وتفاقمت الامور، وبالتالي اين يتحمل حزب الله المسؤولية ؟ وتسأل المصادر، هل الحصار السعودي على لبنان «بنت ساعته « ام يعود للعام ٢٠١٤؟ اين الدعم السعودي للمقاصد ؟ اين المؤسسات السنية من الدعم السعودي ؟ اين مستشفى البربير ودار العجزة الاسلامية واين..
واين؟ من اعتدى على رئيس الحكومة السني ؟ فالقرار السعودي بالخروج من لبنان بدأ في عام ٢٠١٤ ولم يزل مستمرا ؟ من شجّع الاتراك على الدخول لساحة طرابلس واللعب فيها ؟ من اخلى الساحة لتقدّم النفوذ الايراني ؟ وبالتالي اين يتحمل حزب الله المسؤولية في مآسي اللبنانيين ؟ من انسحب من لبنان لايستطيع ان يعود ساعة يشاء، فالسياسات الاقتصادية دمرت لبنان والحصار الحالي حصار اميركي رافض لاستغلال لبنان ثرواته النفطية.
وتتابع المصادر، ورغم ذلك يصر البعض على اتهام حزب الله بانه « الدولة ضمن الدولة»، وهو لايستطيع ان يقيل قاضيا يتهمه بقضية بحجم وطن. هل استطاع حزب الله ان يسوّق للاستثمار الايراني في مشاريع الدولة ؟ لكن المصادر تؤكد ان هدف الحملات اولا واخيرا، سلاح حزب الله وهذه هي القضية المركزية والباقي تفاصيل.
المصدر:”الديار- رضوان الذيب”
**