شهدت محافظة أسوان في جنوب مصر خلال الأيام الماضية موجة طقس سيّئ غير مسبوقة منذ 11 عاماً بسبب التغيّر المناخي وقد أسفرت عن وفاة 4 أشخاص وإصابة العشرات بجروح، بحسب ما أعلن مسؤول حكومي .
وقال المتحدّث باسم وزارة التنمية المحليّة خالد قاسم في تصريح لقناة تلفزيونية مصرية إنّه “منذ 11 عاماً لم يحدث هطول هذه الكمية من الأمطار في أسوان”.
وكانت أسوان، المحافظة الصعيدية السياحية التي تبعد أكثر من 850 كلم جنوب القاهرة، تعرّضت ليل الجمعة لعاصفة ترابية وأمطار رعدية غزيرة مصحوبة ببعض الثلوج.
ونتج عن هذه الموجة من الطقس وفاة أربعة أشخاص، بحسب ما أعلن السبت المتحدث باسم وزارة الصحّة خالد مجاهد.
كذلك شهدت بعض المناطق انقطاعات في خدمات المياه والكهرباء عن المناطق المتضررة إلى جانب ظهور الكثير من العقارب في مساكن المواطنين ما عرّض أكثر من 500 شخص للدغات سامّة لم تسفر عن وفيات، بحسب ما أكّدت الصفحة الرسمية لمحافظة أسوان على موقع فيسبوك.
وعلّق أحد المستخدمين على صفحة المحافظة قائلاً “ليس عندنا مياه ولا كهرباء منذ ليل أمس (الجمعة) والعقارب والثعابين تحيط بنا ولدينا أطفال وكبار سنّ”.
ونفى مجاهد في تصريحاته أن تكون هناك وفيات ناتجة عن لدغات العقارب.
ونقل التلفزيون الرسمي ليل عن محافظ أسوان أشرف عطية قوله إنّ المحافظة تلقّت نحو ثمانية ملايين متر مكعب من مياه الأمطار في 55 دقيقة خلال موجة الطقس السيئ.
وأضاف عطية “آخر سيول شهدتها المحافظة كانت في عام 2010 وهطل من الأمطار خلال ساعتين أكثر من 5 ملايين متر مكعب”.
وبحسب إحصاءات المحافظ فقد انهار جرّاء السيول في بعض مناطق المحافظة 106 منازل ريفية وتعرّض أكثر من 300 منزل آخر لانهيار جزئي، مشيراً إلى أنّ عدد الأسر المتضرّرة بلغ 500 أسرة.
وتعهّدت المحافظة توفير مساكن بديلة للمتضرّرين في حين وفّرت قوافل صحيّة تابعة لها إسعافات وأمصالاً للمواطنين، وفقاً للمحافظ.
وأرجع قاسم موجة الطقس هذه إلى “تغيّرات مناخية على مستوى الكرة الأرضية (…) بسبب الممارسات السلبية والإخلال بالتوازن البيئي”.
وتزامنت موجة الطقس السيّئ في أسوان مع توقيع نحو 200 دولة خلال قمة المناخ كوب27 في غلاسكو على اتفاق عالمي لمحاولة الحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري التي وصفها علماء وسياسيون بـ”الكارثية”.
**