تخوض شركة موديرنا والمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة نزاعاً بشأن أحقية اختراع المكون الأساسي للقاح فيروس كورونا، ما سيخلق تداعيات كبيرة على توزيع اللقاح على المدى الطويل ومليارات الدولارات كأرباح للطرفين.
نشأ اللقاح بعد تعاون استمر 4 سنوات بين شركة موديرنا والمعاهد الوطنية للصحة NIH، وهي وكالة أبحاث حكومية.
وتقول الوكالة إن 3 علماء في مركز أبحاث اللقاحات التابع لها، عملوا مع علماء موديرنا لابتكار اللقاح، وإنه يجب تسميتها في طلب براءة الاختراع الرئيسي.
وقدمت موديرنا في وقت سابق طلباً لمكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية، من دون الإشارة إلى مشاركة علماء NIH في العملية.
ووفقاً لمسؤول حكومي مُطّلع على الأمر، ليس من الواضح متى سيتصرف مكتب براءات الاختراع، لكن إذا لم يتوصل الطرفان إلى توافق حتى ذلك الوقت، فسيتعيّن على الحكومة الأميركية أن تقرر ما إذا كانت ستذهب إلى المحكمة.
وإذا تمت تسمية علماء الوكالة الثلاثة في براءة الاختراع جنباً إلى جنب مع موظفي موديرنا، سيكون للحكومة الأميركية رأي أكبر في طريقة توزيع الشركة للقاح.
كما أنه سيضمن حقاً غير مقيّد في ترخيص التكنولوجيا، الأمر الذي يمكن أن يضخ ملايين الدولارات إلى الخزانة الأميركية.
وتأتي هذه المعركة وسط إحباط متزايد في الحكومة الأميركية، من جهود شركة موديرنا المحدودة لإيصال لقاحها إلى البلدان الفقيرة.
وتلقت شركة موديرنا ما يَقرب من 10 مليارات دولار من أموال دافعي الضرائب كمساعدة فدرالية لتطوير اللقاح واختباره وتقديم جرعات للحكومة الأميركية.
وأبرمَت موديرنا بالفعل صفقات مع الحكومة تبلغ قيمتها حوالى 35 مليار دولار حتى نهاية عام 2022.
وقالت المتحدثة باسم شركة موديرنا، كولين هوسي، إن الشركة تعترف بالدور الكبير الذي تؤديه المعاهد الوطنية للصحة في تطوير لقاح كورونا.
لكنها قالت إن الشركة مُلزمة قانوناً باستبعاد الوكالة الحكومية من اختراع المكون الأساسي للقاح، لأن علماء موديرنا فقط هم من صمموا اللقاح.
ورغم أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تعترف علناً بالخلاف مع موديرنا حتى الآن، فقد أعربت عن إحباطها من أن موديرنا لم تفعل المزيد لتوفير لقاحها للدول الفقيرة، رغم أنها تحقق أرباحاً ضخمة.
وناشَد نُشطاء الحكومة لدفع شركة موديرنا لمشاركة تركيبة اللقاح الخاصة بها ونقل تقنيتها إلى الشركات المصنعة التي يمكن أن تنتجها بتكلفة أقل للدول الفقيرة، خاصة أن اللقاح أظهر فعالية كبيرة في مواجهة الفيروس ومتحوراته.
لكن مسؤولي الإدارة الأميركية قالوا إنهم يفتقرون إلى السلطة لمطالبة الشركة بالقيام بذلك.
**