رأى رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، أنه “علينا أن ننتظر عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من سفره، لمعرفة آخر التطورات في الأزمة الأخيرة مع الدول الخليجية”، واعتبر في حديث لقناة “الجديد” ضمن برنامج “الحدث”، مع الإعلامية سمر أبو خليل، أن “الموضوع دقيق جداً اليوم”، لافتاً إلى أن على الجميع التصرف بمسؤولية حيال هذا الموضوع، “من خلال ترك المجال لرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه برّي لحل هذه الأزمة بالتشاور مع الأصدقاء الدوليين”.
وأكد وهاب أن موقفه الشخصي واضح “ما يهمني مصالح اللبنانيين، لافتاً الى أن 500 ألف لبناني موجودين في دول الخليج ومليوني لبناني مرتبط اقتصادهم بهؤلاء الـ 500 ألف لبناني، ما يدعو الجميع للتصرف بمسؤولية تجاه هذا الموضوع، لافتاً إلى أنه حليف لـ”حزب الله” ولديه صداقات مع بعض الأشخاص في الخليج، مؤكداً أن “هذه العلاقات لا تفرض عليّ أي شروط”، مشيراً إلى أن “الأمور في المنطقة ذاهبة الى التهدئة ولا أستبعد زيارات خليجية الى إيران وسوريا الى الخليج كما أنه لا أستبعد إنسحاب “حزب الله” من اليمن”، موضحاً أنه “بحسب معلوماتي “حزب الله” بدأ بسحب بعض مستشاريه من اليمن”، متمنياً أن لا يذهب لبنان فرق عملة في ما يحصل في المنطقة”.
وفي حين لفت إلى أن “سوريا مقرّ أجباري لعودة الأمور الى طبيعتها في لبنان ونحن بجاجة الى تسوية لعودة العلاقات الخليجية السوريّة”، أشار إلى أن “من يقول أن “حزب الله” يهيمن على الدولة “عندو خرائط مضروبة”، مذكراً بأن أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله تكلّم عن المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار 5 مرات ولا يزال القاضي في مكانه، معتبراً أن “ما حصل في عين الرمانة يؤكد أنه غير مسيطر”.
وأكّد وهاب أنه “بدون سوريا لا مشروع عربي”، لافتاً الى ثلاثة مشاريع في المنطقة إيراني وتركي وإسرائيلي ولا وجود للعرب فيهم، موضحاً أن طموحات التركي كبيرة تصل الى الإتحاد الأوروبي والإيراني يتقدم في كثير من المناطق والعرب لن يروا أنفسهم دون سوريا معتبراً أن ما يهم في هذا الموضوع هو عودة الدور السوري الى المنطقة، موضحاً أن “هناك دول لديها مشكل مع الإيراني وأخرى مع التركي لنحدد ما نريد وأهم شيء الإتفاق على منظمة أمن عربي ومواجهة مشروع الإخوان في المنطقة ورفض الإحتلال التركي في سوريا والعراق لأنه موجود فيها كمستشار ويمكن إزالته”.
وأكّد أن “مَن ينتظر أن تقوم أميركا بحرب على إيران هم أغبى أغبياء العالم، مضيفاً “لا أرى الصراع الأميركي الإيراني بهذا الحجم الكبير”.
ولم يستبعد وهاب إنسحاب الولايات المتحدة من شرق سوريا خلال أشهر ما يعني أن يستعيد الجيش السوري النفط والقمح وغيره وبالتالي عودة الدور السوري في المنطقة، مجدداً تأكيده على أنه “دون تسوية دولية إقليمية على الوضع في لبنان لن نشهد قيامة”.
وتمنى وهاب بإلحاح على الحكومة النظر في موضوع النقل المشترك وتوفير 900 نقطة نقل مشترك في لبنان والتي أصبحت مؤمنة إلا إذا المافيات حالت دون ذلك، متوجهاً الى حلفاء أميركا بالقول: لتأتي جنرال الكتريك بالكهرباء الى لبنان وكذلك “السيمنس الفرنسية” لا مشكلة لدينا ما يهم هو قطاع الكهرباء، متسائلاً ماذا تقدم الدولة للمواطن على كافة الصعد الحياتية الإستشفائية وغيرها، فالمستشفيات أصبحت “مَنْهبة” ويشبهون تجار المازوت والبنزين”، وبدل ما يزعل وزير الصحة من تغريدة ينخجل ويشتغل شغلو”، معتبراً أنه “لا يمكن الإنقطاع عن مشاكل الناس وخاصة الصحة والنقل والتدفئة، متوجهاً بالنداء للسيد نصرالله بتقديم مازوت مجاني لاستخدامه في التدفئة وإيران قادرة على تأمين الكمية اللازمة ومجبورة”.
وفي الملف الحكومي رأى وهاب أن “لا مصلحة في تطيير الحكومة وسيكون هناك مخارج ولكن ما يهمني أن لا تكون على حساب اللبنانيين ومصالحهم، معرباً عن ثقته بقدرة الرئيس ميقاتي على اجتراح المخارج وإيجاد مخرج للأزمة الدبلوماسية الحاصلة ورأيي الخاص بخصوص استقالة قرداحي غير مهم أمام المصلحة الوطنية”.
وحول العقوبات الأميركية على بعض الشخصيات اللبنانية ومنهم اللواء جميل السيد قال وهاب: “لا ثقة بالعقوبات التي يقوم بها الأميركي، وإذا كان جميل السيد قد قام بتحويل 120 مليون دولار الى الخارج فيمكن للولايات المتحدة مصادرة هذه الأموال كما أن تحويل الأموال الى الخارج بعد بدء الأزمة لم يكن ممكناً وبرأيي هو شخص مظلوم والعقوبات سياسية”، موضحاً أنه لمواجهة الفساد في لبنان لا أستطيع أن أتحاشى الرؤوس الكبيرة”.
وحول إمكانية حصول الإنتخابات النيابية والرئاسية في موعدها أو عدم حصولها أبدى وهاب قناعة بأن المجتمع الدولي غير قادر على فرض انتخابات نيابية ورئاسية إذا كانت الأطراف الداخلية غير راضية وفرنسا هي الوحيدة المهتمة بالشأن اللبناني على عكس الأميركي الذي يعمل على تصفية حساباته في المنطقة كلها والإنسحاب منها، ولا أرى إنتخابات نيابية في الأفق القريب وقد نذهب الى تمديد لمجلس النواب”.
وعن أحداث الطيونة أكّد وهاب أنه ضد منطق الحرب الأهلية وعودة السلاح والتحدي وما حصل كان غريباً ولا يوجد 15000 مسيحي في لبنان “مقررين يموتو ويروحو عحرب عبثية” وهم ليسوا فرقة مسلحة بل قيمة مضافة على لبنان ولهم دور في تأسيس لبنان وأنا حريص عليه والمسيحي هو رسالة في لبنان وليس عدداً وأقول للجميع لا تختلفوا مع أحد على حسابنا نحن قد نجد مخارج لخلافاتنا، ومضيفاً أنا من الشياح وأنا من عين الرمانة وضد منطق الحرب الأهلية وحمل السلاح وما يردع الحرب الأهلية في لبنان هم أن الطرف القادر عليها لا يريدها والغير قادر يسعى إليها”.
وحول مسألة استدعاء جعجع رأى وهاب أن مسألة استدعاء جعجع للإستماع الى إفادته فيما يخص أحداث الطيونة مختلفة عن موضوع استدعائي سابقاً وكنت قد نصحته بأن لا يتورط بمثل هذه المشاكل وموضوع الـ 100 ألف مقاتل معروفة وغير مستغرب ولكنهم غير مدربون ومجهزون للداخل وبدي إستأذن من السيد حسن نصرالله ما كان لازم يحكي ساعة عن جعجع، مضيفاً “لا أثق بسمير حمود “الأبرص والمرت” ولا أقبل أن يدعوني للتحقيق وهو مَن قتل إبني محمد أبو ذياب ولم أمثل أمام القضاء عندما تمّ استدعائي”.
وحول وضع الطائفة الدرزية قال وهاب: “عنا العبء الإجتماعي كبير وحاولنا أن نستمر بالمصالحات في الشويفات وقبرشمون ولكن لأسباب شكلية لا طعمة لها لم تتم حتى اليوم وأدعو الجميع لإنهاء هذه المصالحات وإقفالها لحماية الجبل وخلق بوابة أمن وأمان فيه الى الأبد.