بعد ساعات على تحريك الجانب الاميركي لملف ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، واثر محادثات “ايجابية” للوسيط الأميركي الجديد أموس هوكشتاين، الحامل للجنسية الاسرائيلية، مع الرؤساء ميشال عون، ونبيه بري، ونجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، كشفت صحيفة “اسرائيل اليوم” الجانب “المظلم” من الحادثات واشارت الى ان الولايات المتحدة أبلغت لبنان بان المطالبة بمساحة أكبر للتنقيب، يفجر عملياً المفاوضات عن قصد؛ لأن توسيع المساحة سيدخل حقل الغاز “كريش” في المنطقة اللبنانية، الأمر الذي تعارضه “إسرائيل” بشدة. ولفتت الصحيفة الى ان واشنطن معنية بإعطاء فرصة أخرى للبنانيين. وأوضحت الولايات المتحدة و”إسرائيل” للبنان أن كل خروج عما اتفق عليه من قبل بالنسبة للمساحة البحرية التي يتعين تقسيمها، سيؤدي إلى إنهاء الاتصالات نهائياً. وتحدثت الصحيفة عن ضعف الموقف اللبناني، وقالت: “موقف لبنان ضعيف لانه لا يريد إغضاب الولايات المتحدة، لأنها الداعمة الأساسية للجيش اللبناني”… ولهذا ليس للبنان مجال كبير للمناورة وفي هذا السياق يؤجل الرئيس عون التوجه إلى الأمم المتحدة للمطالبة بتوسيع الحصة اللبنانية، لأنه يعرف بأن الأمر سيضع حداً للمحادثات!
هل يرضخ لبنان للعرض الاميركي؟
وبحسب الصحيفة، فان الضغط الاميركي وطلب “إسرائيل” من شركة اميركية إعطاء عرض لإنتاج الغاز في المجال المتنازع عليه دون انتظار اللبنانيين، كفيل بإعادة لبنان إلى أرض الواقع، لانه برأيها يجب أن تستوعب بيروت أن الزمن لا يعمل في مصلحتها، وأن أمامها ثلاثة خيارات: ألا تتوصل إلى تسوية مع “إسرائيل”، أن تقبل مخطط هوف، أو تتبنى اقتراح عاموس هوكشتاين في أن تتولى شركة تجارية مسؤولية إنتاج الغاز وتوزيعه بين “إسرائيل” ولبنان دون تدخل مباشر من الدولتين.
ما سر “التفاؤل” اللبناني؟
وفي هذا السياق، تتساءل اوساط متابعة للملف عن اسباب “الغبطة” لدى المسؤولين اللبنانيين من نتائج زيارة “الوسيط” الاميركي، مع العلم ان ما قدمه هو فقط التراجع عن فكرة اجراء مفاوضات مكوكية بديلاً عن المفاوضات غير المباشرة التي كانت تجري في مقر الأمم المتحدة عند الحدود، بينما لم يقدم اي مؤشر ايجابي في المضمون حيال الحقوق اللبنانية البحرية؟! وقد حصل هوكشتاين على تعهد بعدم اجراء اي تعديل من الجانب اللبناني على اسس المحادثات، اي الالتزام بالخط 23 مشددا على انه سيزور اسرائيل وعندئذ “يبنى على الشيء مقتضاه”!
**