أشار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى أن “الكلام لن يحل معاناة اللبنانيين، ولكن سنتوجه للعمل الجاد لإخراج البلد من الظلمة التي هو فيها”، لافتاً إلى أن “الحكومة تمثل لنيل الثقة في ظرف يحتم مقاربات استثنائية للمعالجات المطلوبة. كيف لا ولبنان في ظل أزمة خانقة بلغ فيها الوطن مشارف الانهيار الكامل”.
وخلال جلسة مجلس النواب المخصصة لمنح الثقة في الحكومة، أشار ميقاتي إلى أنه “إزاء الأزمة الحادة وما رافقها من انهيار بالعملة الوطنية وارتفاع أسعار السلع، يجد اللبنانيون انفسهم في حالة غربة عن السجالات السياسية ولا يعنيهم سوى معالجة مشاكلهم وتأمين قوتهم اليومي”.
وأفاد بأنه “من رحم المعاناة وأوجاع الناس، ومن القهر الذي ارهق النفوس حتى بات اليأس السمة العامة لحياة اللبنانيين، وفقدان الثقة بالوطن والدولة لا سيما من قبل الشباب، ومن قلب معاناة بيروت التي دمرها انفجار 4 آب وقتل ابناءها، انبثقت حكومتنا لتضيء شمعة من هذا الظلام الدامس، وتطلق شمعة امل بعزم وإرادة للقول اننا قادرون بتضافر كل الجهود المخلصة في هذا الوطن الحبيب، وهذا الأمل رأيناه بعيون اللبنانيين التي توجهت نحونا بنظرة خلاص”.
وعدد ميقاتي “الثوابت الوطنية التي ستحكم عمل حكومتنا والواردة في البيان الوزاري”، وذكر منها “التزام الدستور ووثيقة الوفاق واحترام المواثيق الدولية، والتأكيد على الالتزام بتطبيق قرار 1701 واستمرار دعم قوات اليونيفل، ومطالبة المجتمع الدولي بوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية الدائمة مما يؤمن التطبيق الكامل للقرار”.وشدد على “الدعم المطلف للجبش والقوى الأمنية في ضبط الأمن على الحدود وحماية للبنانيين وتعزيز المؤسسات، والدفاع عن لبنان في أي تهديدات والتمسك بحقه وثرواته في شتى الوسائل المشروعة، مع التأكيد على حق اللبنانيين في مقاومة العدو الإسرائيلي”.
إلى ذلك، أوضح ميقاتي أن “الحكومة تؤكد هدفها حماية جميع اللبنانيين على اختلاف تطلعاتهم لا سيما الذين انتفضوا في الساحات منذ 17 تشرين الأول 2019، مطالبين بالحياة الحرة والكريمة، وعناوين إصلاحية بات تنفيذها حاجة اساسية، ومن الواجب مساع اصوات هؤلاء”.
وشدد على “تمسك الحكومة بحرية الرأي والتعبير بالطرق الديمقراطبة، وسنعمل على تنفيذ وثيقة السياسة الشبابية التي أقرت في سبيل مواجهة التحديات الراهنة. ونحن حريصون على استكمال كل التحقيقات لتحديد أسباب كارثة 4 آب، ومعاقبة المرتكبين، وسنتعاون مع مجلس النواب لإجراء كل ما يلزم لتذليل العقبات التي تحول دون إحقاق الحق، ومساعدة المتضررين ووضع خطة لاعادة اعمار بيروت”.
وتابع: “نحن نتطلع للتعاون الدائم والبناء مع مجلسكم لحماية اللبنانيين وحفظ كرامتهم ووقف نزيف الهجرة واستعادة الثقة بالمؤسسات وبدء عملية التعافي والنهوض”، داعياً إلى “تضافر جهود كل القوى لضمان صفاء الجو السياسي وسيادة جو الإيجابية، والأمل لتوفير إمكانية النهوض الاقتصادي والتعافي وجذب الاستثمارات”.