جدد الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله في كلمة القاها عبر شاشة “المنار” بتقديم تعازية برحيل المرجع الديني محمد سعيد الحكيم، وبرحيل المرجع الشيخ عبد الأمير قبلان، ثم عرض للعناوين التي سيتطرق اليها في كلمته.
ورحب ب”تشكيل الحكومة في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان”، وقال: “نحن طالما دعونا بكل صدق لتشكيلها ونشكر لكل من ساهم وانجز وساعد في التشكيل. كما ونشكر رئيس الحكومة السابق حسان دياب الذي عمل طوال فترة تصريف الاعمال لمدة عام كامل كما الوزراء”.
ولفت الى “اننا نتطلع الى حكومة تقوم بالانقاذ والاصلاح واعطاء الأولوية لتخفيف معاناة الناس، لان البلد اصبح في قلب الانهيار، ونحن نؤيد التحضير للانتخابات النيابية والبلدية وندعو لاجرائها في موعدها. وندعو لمنح الحكومة الثقة في اسرع وقت لان الوقت اصبح ضيقا وعليها القيام بمجموعة من الخطوات الاصلاحية، والمطلوب منا جميعا التضامن للتخفيف عن الناس واعطاء الحكومة الوقت المطلوب لها للانجاز”.
وكشف عن اجراء اتصالات بشأن تحرك سفينة النفط الايرانية، وعما اذا كانت ستأتي الى الشاطئ اللبناني أو الى بانياس في سوريا، واشار الى ان “البعض رأى في مجيئها الى لبنان إحراجا للمسؤولين ونحن لا نحب إحراج أحد”.
وذكر ان “القيادة السورية رحبت بالسفينة وما سيتبعها”، موجها “الشكر للقيادة السورية مع أن هذه السفينة آتية للبنان وليس لسوريا”، موضحا ان “القيادة عملت على تسهيل تخزين نفط السفينة في بانياس وفي تأمين عدد من الصهاريج لنقل النفط”.
وأعلن ان “السفينة وصلت عند الساعة الثامنة والنصف من مساء الأحد وبدأت بتفريغ الحمولة وستنتهي اليوم، ونحتاج الى تعبئة الصهاريج، ولذلك من المفترض ان يتم نقل هذه المادة يوم الخميس الى البقاع، من الهرمل فالى بعلبك حيث الخزانات”.
وأعاد بالذاكرة الى الوعد الذي أطلقه خلال مناسبة عاشوراء حول اللجوء الى استيراد النفط في حال لم يتم حل هذه المشكلة. واعتبر ان “الرهانات على فشل استيراد النفط من ايران فشلت جميعها”، مؤكدا ان “معادلة الردع هي التي حمت وصول السفينة الاولى وان شاء الله ستحمي الباقي”، لافتا الى “رهان البعض على احتمال اعتراض الاميركي على استيرادنا للنفط من ايران، ولكن هذا أدى الى دخول الاميركيين المنافسة والسماح بتمرير الغاز الى لبنان لدعم الكهرباء”.كما اشار الى “رهان البعض على اعتراض لبنانيين طوائفيا ومناطقيا، ولكن هذه الامور لن تحصل، وسيكون النفط في خدمة الجميع”.
وانتقد المشككين في الفترة السابقة حول وصول سفينة النفط، وقال: “هذه السفينة تحمل المازوت، وستحمل السفينة الثانية التي ستصل خلال خمسة ايام مادة المازوت، وكذلك السفينة الثالثة مادة البنزين، وبدأنا التحضير لاستيراد سفينة رابعة تنقل المازوت لحاجة المناطق لهذه المادة”.
اضاف: “خلال شهر ونصف سنكون مشغولين بمادة المحروقات، وبعدها نقرر اذا كنا سنأتي بسفن أخرى”.
واكد ان “هدفنا ليس المنافسة مع الشركات المستوردة ولا المتاجرة بهذه المادة، وإنما ستكون لخدمة الناس، ولجميع المناطق واللبنانيين الراغبين بمعزل عن أي انتماء طائفي او سياسي، ولا نريد إحراج أحد”.
وتوقف عند” الحرج الذي ربما سيكون لدى البعض ولكننا نتفهم كل ذلك. وبالنسبة الى التوزيع فقد اعتمدنا الآتي: سنقدم هبة ومساعدة للجهات التالية التي ستحتاج المادة لمدة شهر وهي المستشفيات الحكومية وبالكمية التي يحتاجونها، ودور العجزة والمسنين، ودور ذوي الاحتياجات الخاصة، ومؤسسات المياه، والبلديات التي لديها ابار لاستخراج المياه ولكن بشرط ان تكون بلديات فقيرة ولدينا كل الاسماء، وأفواج الاطفاء الرسمي والصليب الاحمر”.
واضاف: “كل هذه المؤسسات التي ذكرت سنقدم لها المادة هبة، ومن ثم ننتقل الى البيع بالسعر المناسب وتشمل المستشفيات الخاصة والمطاحن ومعامل الامصال، والاستهلاكيات والتعاونيات الغذائية لتأمين الكهرباء، ومعامل الصناعات الغذائية، والمعامل الزراعية التي لديها مولدات. واما بالنسبة للمولدات التي تؤمن الاشتراكات للناس والتي رفعت الاسعار بما ارهق الناس فسنوفر لها المادة، من دون أن نلجا الى البيع الفردي، ولاحقا سنفتح باب البيع الفردي على ابواب الشتاء”.
وأعلن ان “شركة الامانة ستقوم بالمهمة طالما ان الاميركي وضعها على لائحة الارهاب”، مشيرا الى وضع ارقام هواتف للاتصال بهذا الشأن، وان الكميات سيتم تسليمها على دفعات”.
واكد ان “المهم لدينا هو تأمين احتياجات الناس وألا تذهب الى السوق السوداء”، معربا عن أسفه “لذهاب كميات كبيرة في الفترة الماضية الى السوق السوداء”… وقال: “لا نريد أن نزيد اموال الجشعين الذين لم يشبعوا بعد”، ولفت الى أن “المعلومات شبه كاملة لدينا وستثبت من الجهات التي ستطلب كميات من النفط كي لا يضحك علينا أحد”.
وعن السعر الذي سنعتمده “فهناك كلفة النقل والسعر العالمي، ونحن سنبيع بأقل من سعر الكلفة لأننا لا نريد أن نربح ولا أن نخسر، وهناك جزء من الكلفة سنتحمله وسيكون هبة من جانبنا ومن جمهورية ايران الاسلامية”.
ولم يكشف عن السعر الذي سيعتمد” بانتظار تحديد وزارة الطاقة الاسعار يوم الاربعاء، ونحن سندخل يوم الخميس ، ويوم المخيس سنعلن عن السعر الذي سنراعي فيه أوضاع الناس، وكشف انه سيكون البيع بالليرة اللبنانية”.
وقال: من لم تتوفر فيهم الشروط للحصول على البطاقة التمويلية يكون سارقا”، داعيا الى “التشدد بمراقبة هذا الامر لمنع الهدر والسرقة”. وذكر ان بلدنا فيه “آمال وخيارات لكنه يحتاج الى تصميم من الجميع”.
وتوقف عند عنوانين من خارج الوضع المحلي، وأولها “عملية نفق الحرية التي نفذها ابطال شجعان، وعزيمة وابداع في فلسطين”، مؤكدا ان ما قاموا به هو مفخرة لكل انسان شريف، وللعملية دلالات كثيرة، وأهم ما فيها هو هذا التعبير الفلسطيني على الحرية والتحرير”.
وأضاف “ان اعتقال اربعة من هؤلاء الشجعان لا يقلل من اهمية ما قاموا به” ، معلنا انه انتظر “بشوق كبير لو ان الاسيرين الباقيين قد دخلوا لبنان لحمايتهم”. وأما العنوان الثاني في الموضوع الفلسطيني فيتعلق بتحرير غزة عندما خرج الاسرائيلي من القطاع وكان هذا انجازا كبيرا وتأكيدا لخيار المقاومة”.
ورأى ان “تحرير قطاع غزة تحول الى قاعدة للمقاومة”، والى أمل أكبر في الدفاع عن المقدسات.
وتطرق الى ذكرى 13 ايلول” عندما قامت قوة من الجيش والقوى الامنية باطلاق الرصاص على متظاهرين لا يحملون السلاح تحت جسر المطار ضد اتفاقية اوسلو العام 1993، وسقط قتلى وجرحى” ، ملمحا الى انها “كانت في اطار التحضير لمجريات عملية السلام بعد مؤتمر مدريد كما قيل يومها”، وأضاف: “لكننا صبرنا وتحملنا وهذا دليل النضج والوعي”، وتابع، “بالرغم من وجود السلاح بأيدي الناس لكننا صبرنا ولم نطلق رصاصة ضد الجيش والقوى الامنية”.
وكشف ان” صبرنا هذا أدى لاحقا الى امتزاج الدماء بيننا وبين الجيش في منطقة الجبل الرفيع وارتقاء عدد مهم”، وذكر أسماء الشهداء من حزب الله ومن الجيش، (مع الاشارة الى ان هادي حسن نصرالله سقط شهيدا في هذه العملية). وأضاف: “ان هذه الدماء هي التي افرزت معادلة الجيش والشعب والمقاومة وقد عبرت عن نفسها في محطات كثيرة لاحقا”. ولفت الى ان الاميركي يقول انه يعمل على تسليح الجيش، واعلن: “اقول للاميركيين كما خابت كل رهاناتكم وفشلت سياساتكم ستفشلون في رهانكم على صدام بين الجيش والمقاومة، ولن تروا هذه المؤامرات الا في احلامكم”…
المصدر”الديار”
**