أشار رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، في حديث لقناة “المنار”، ضمن برنامج “حديث الساعة”، مع الإعلامي عماد مرمل، إلى أن “الأمور في موضوع الحكومة بحاجة الى تدخل إلهي، ولم يحصل أي تقدم حتى الساعة، ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي يحاول خلق إيجابيات، متمنياً أن ينجح في تشكيل حكومة”.
وأوضح وهاب أنه “إذا اعتذر ميقاتي مَن سيتحمّل تبعات ارتفاع سعر صرف الدولار الذي من الممكن ان يصبح بلا سقف”، متسائلاً عن “مصدر المازوت الذي يباع في السوق السوداء، ومن هي الشركات التي تهرب المازوت”.
وعن التوتر الذي ساد الحدود الجنوبية، اعتبر وهاب أن “إسرائيل” كانت تحاول اختبار المقاومة، لمعرفة كيف كان سيكون ردّها، والاسرائيلي تهيّب الذهاب باتجاه الحرب”، لافتاً إلى أن “قواعد الاشتباك في كل المنطقة تتغير، وهذا الأمر قد يكون مفيد للدفع نحو التسويات التي تبدأ بالملف النووي الإيراني”، لافتاً الى حملة داخلية على “حزب الله” برعاية أميركية إسرائيلية واضحة وفي ظل هذا الوضع الداخلي وفي الظل الوضع في المنطقة وغيره إعتقد العدو أن “حزب الله” لن يتجرّأ على الردّ، فكان الإختبار وظهرت النتيجة.
وأوضح أنه منذ الإختبار الأول كان الرد مفاجئاً للعدو، ولم يتوقع هذا الرد وهناك لوم على المؤسسة الأمنية العسكرية للعدو التي لم تتوقع هذا الرد، ولكن “حزب الله” كعادته كان واضحاً في رده الذي كان رسالة موجعة للعدو حتى لو لم يقع خسائر ولكن في التقييم السياسي كان رسالة موجعة، ومدروسة ضمن حدود العودة الى التزام قواعد الاشتباك.
وأكّد أن المقاومة غير مسؤولة عن الصواريخ العشوائية التي أطلقت، و”حزب الله” ليس حرس حدود لـ “إسرائيل” فهناك اليونيفيل والجيش اللبناني في المنطقة فليتم إلقاء القبض على مطلقي الصواريخ، ولكن أن يعمد العدو الى قصف بعض المناطق حتى تلك البعيدة عن خط 1701، هناك محاولة أكبر ولكن لا تستطيع أن تفصل بين ما يجري من عمليات متبادلة إيرانية أميركية إسرائيلية في البحار والمحيطات وبين ما حصل اليوم،
ورأى وهاب أن العدو كان يحاول اختبار تصميم المقاومة في حال حصل شيء كبير في المنطقة ويحاول أن يعرف كيف سيكون رد فعل المقاومة، وبذلك أنوّه بالبيانات التي صدرت عن حركة الجهاد وحركة حماس التي اعتبرت بأن الجبهو واحدة في حال قرّر العدو العدوان، موضحاً أن الأميركي ينسحب من المنطقة والإسرائيلي يضرب على الطاولة بأنه موجود والإيراني يتحرك بشكل ذكي والدليل حديث الرئيس الإيراني عن الجيران ويقصد به السعودية والحوار معها ما قد يبعد ابتزاز الأميركي.
وأشار وهاب الى تغيرات جذرية في المنطقة بدءًا من الإنسحاب الأميركي من المنطقة، وإعادة تكوين الوضع السوري بمساعدة روسية إيرانية وربما عربية للعودة الى سوريا وجميعها عوامل تقلق الإسرائيلي.
وحول موقف الحريري من رد المقاومة، قال وهاب: “ليبحث الرئيس سعد الحريري، عن مطلقي صواريخ الكاتيوشا لأننا نحن أيضاً نريد أن نعرف مَن هم، ولكن الجزء الثاني من الرد هو ردّ شرعي ورد مقاوم وهكذا كان يجب أن يحصل إلا إذا كان لا مشكل لديه بقصف أرض لبنانية، متمنياً على الرئيس سعد الحريري أن لا يعتبر أن إعادة تعويم نفسه يقتضي التنازل الى هذه الحدود عن السيادة اللبنانية.
وحول حادثة شويّا، أشار وهاب الى أن “المقاومة بدأت في حاصبيا، لافتاً الى أن الشهيد طربيه العنز هو أول مَن أطلق عملية مقاومة “إسرائيل” في حاصبيا، وشويّا وكل القرى المحيطة بها هي قرى فُرض عليها الاحتلال، وعادت بسرعة الى حضن الوطن، إلا أن ما حدث اليوم هو سيء وما حصل بسبب اللغط القائم حول هوية مطلقي الصواريخ، والحادث ابن ساعته، والشباب الموجودون يدركون أنهم كانوا يدافعون عن المقاومين عندما تمّ التعرف عليهم، واقتصر الموضوع على مجموعة صغيرة لا علاقة لها لا بالحزب التقدمي الاشتراكي ولا الحزب الديمقراطي ولا التوحيد العربي ولا الحزب السوري القومي الاجتماعي، وحدث ما حدث، إلا أنني كنت أتمنى عدم حدوث أي ردود فعل أخرى، متمنياً أن تأخذ الأجهزة الأمنية دورها في موضوع الشاب الذي حرّض وبموضوع الشباب الذين اعتدوا على المشايخ، فهذه ليست أخلاق مقاومة ولا علاقة لهم بالمقاومة، وموقف البياضة كان واضحاً لأننا لسنا ولن نقبل أن نكون حراس حدود لـ “إسرائيل” ومَن يريد أن يكون حارس حدود لها سنتعامل معه على هذا الأساس مشدداً على أن الجميع يرفض أن نكون حراس حدود “لإسرائيل”، فلنحصر الحادث في توقيته وظروفه، متمنياً إيقاف كل ما يحصل على وسائل التواصل الاجتماعي فلا أحد يريد أي مشكلة ولا نحن “حصان طروادة” لأحد، مَن يريد أن يحارب فليتفضل للحرب ومَن يريد حمل للسلاح لافتعال المشاكل في البلد فليقم بذلك، الدروز لن يكونوا أبداً واجهة لأحد، فمَن يريد الحرب الساحة واسعة فلينزل إليها، لذلك أتمنى حصر الحادث في توقيته وظروفه وجعل الحدث الأساسي هو إعادة الاعتبار لقواعد الإشتباك، وهذه الحوادث حصل أكبر منها وخلدة نموذج والمقاومة تخطت هذا الأمر، لافتاً الى وجود قرار لدى كل القوى السياسية داخل الطائفة الدرزية في البقاء الى جانب المقاومة، مؤكّداً بأن الفريق القادر لديه قرار بعدم الدخول في حروب داخلية ومَن لديه الرغبة في حروب داخلية عاجز، هذا ما يطمئنني، موضحاً أن المقاومة بقرار حكيم تمكّنت من تجاوز ما حصل في خلدة متمنياً أن تستمر في المبادرة حتى في موضوع خلدة رغم عمق الجرح ورغم أن ما حصل غير مسبوق بأن يطلق النار على مشيّعين، متمنياً على المقاومة أن تكمل وفق روحية قرار السيد حسن نصرالله الذي ترفّع عن كل الجراح وأخذ المسألة في صدره ورفض أن يتم أخذ المقاومة الى الزواريب اللبنانية، متمنياً تطوير هذا القرار باتجاه دفعة إيجابية بإتجاه كل الساحات الداخلية لأن الأهم حماية هذه الساحة (الداخلية) لأنهم يركزون على الساحة الداخلية لأنهم يعرفون بأن هذا يشكل وجعاً للمقاومة، لذلك يجب أن يتم تطوير الحوار بين المقاومة وبين كل القوى الحليفة وغير الحليفة، موضحاً أن البلد أصبح مقسوماً بين عقلاء عاجزين عن فرض رأيهم في بعض الساحات وبين مجانين يعملون على التحريض فقط، معتبراً أنه لو مَن يملك القوة قد أخذ قراراً بالتعقل كنا دخلنا في “العصفورية” منذ زمن، ولكن اليوم لدينا ضمانتان: الأولى أن المقاومة لديها قرار بأن لا تدخل بأي اشتباك داخلي والضمانة الثانية هي الجيش.
ودعا وهاب “حزب الله” الذي رفض الرد في حادثة خلدة للمبادرة باتجاه الإيجابية في المرحلة المقبلة في موضوع خلدة لأنه هو الذي إتّخذ القرار العاقل.