رسالة الى الوزير وئام وهاب
تحية لبنانية وبعد،
أنا أنطوني جوزيف الخوري، لبناني مقيم في كندا، غادرت لبنان هرباً من الحرب الأهلية عام 1980 مع أهلي وكنت طفلاً: هرب أهلي من ساحل المتن هرباً من القذائف التي كانت خبزاً يومياً، وأنا اليوم من اللبنانيين الذين صنعوا مستقبلاً جيداً لأنفسهم.
معالي الوزير،
لا أكشف سراً إذا قلت بأنني أحبك، فكل معارفي يدركون هذا الأمر لأنني أجاهر به في كل النوادي والأمكنة التي نلتقي بها، ولا أعرف السبب الحقيقي إلا أن السبب المعروف هو صدقك مع الناس وهذا الأمر إكتشفته بشخصيتك منذ سنوات طويلة عبر التلفزيون لأنني لا أعرفك شخصياً ولكنني اليوم أريد أن أعتذر منك كما كثير من اللبنانيين في لبنان والخارج، للأسباب التالية:
1- نعتذر منك لأننا اعتقدنا أنك تبالغ عندما كنت تقول بأن سعد الحريري أتى بعلاء الخواجا لينهب لبنان.
2- نعتذر منك لأننا لم نصدقك عندما قلت بأن نبيه برّي وسعد الحريري ووليد جنبلاط شكّلوا عصابات نهب ودخل معهم مؤخراً جبران باسيل.
3- نعتذر منك لأننا إنتقدناك عندما قلت أن مَن يحكمنا هم عصابة تستحق زريبة خنازير ولا تستحق وطناً.
4 – نعتذر منك لأننا لم نصدقك عندما قلت أن الأجهزة الأمنية متورطة بالفساد والقضاء أفسد من السياسيين.
5 – نعتذر منك لأننا كنا نعتبرك تبالغ وتهوّل علينا عندما قلت أن أموالنا في المصارف طارت وأنا أملك اليوم ملايين الدولارات في المصارف اللبنانية ولا أستطيع تحويل دولار واحد منها الى كندا حيث أقيم.
6- نعتذر منك لأننا لم نصدقك عندما قلت أن مافيا الفيول لن تسمح بالكهرباء 24 ساعة.
7 – نعتذر منك لأننا اعتبرناك منذ سنوات تبالغ عندما قلت أن “سوكلين” أقوى من الدولة.
8 – نعتذر منك لأننا لم نصدقك عندما قلت أن علاء الخواجا سينهب قطاع الإتصالات.
9- نعتذر منك لأننا لم نصدقك بأن سعر الليرة سينخفض وأننا سنفتقد الدولارات في الأسواق.
10 – نعتذر منك لأننا تأخرنا في الثورة التي دعوت إليها منذ سنوات لأنه لو استمعنا إليك وقتها لأنقذنا الوضع الإقتصادي.
11- نعتذر منك لأننا كنا متأخرين عن رؤيتك الحقيقية لهذه العصابة الحاكمة.
12- نعتذر منك لأننا لم نعمل بما فيه الكفاية لإنجاحك في الإنتخابات النيابية.
وئام وهاب، الآن أدركت لماذا تمّ إسقاطك في الإنتخابات.
الآن عرفت لماذا حاصرك “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وحركة “أمل” و”القوات اللبنانية” والتقدمي الإشتراكي، وتيار “المستقبل” وكل قوى السلطة والمعارضة، لأنك لست منهم بل أنت منا ومن أرز جبالنا وسنديان غاباتنا.
أنت لست من طينتهم، أنت من كل بيت لبناني: أنت ماروني وسنّي وشيعي ودرزي وعلوي وأرثوذكسي وكاثوليكي وأرمني وسرياني.
أنت باختصار لبناني وأنت الوحيد الذي تربطني بوطني.
كل يوم منكبر فيك اكتر واكتر الله يرد عنك ويحميك ويطول بعمرك
**