كتبت صحيفة “الديار” تقول: لم يجد الفاتيكان الا الله طلبا لمساعدة لبنان للخروج من ازمته، بعدما يأس من “شياطين” السياسة في بيروت، وضع قداسة البابا اللبنانيين بين يدي خالقهم علًهم يجدون العدالة في السماء في ظل استمرار عملية الاذلال الممنهجة على الارض، فمن سمع ترحيب المسؤولين اللبنانيين بالمبادرة الفاتيكانية، ادرك حالة “الانكار” المخيفة لدى “طبقة” تصر على تبرئة نفسها من عملية سحق الشعب وافلاسه، وتعطيل الحل السياسي، وهم لم يسمعوا طبعا ان30 في المئة من اطفال البلاد ينامون ببطون خاوية، وفقا لتقرير “اليونيسيف”، فيما انتصرت “كارتيلات” النفط على الدولة والمواطنين وفرضت عبر “ليَ الذراع” رفع سعر صفيحة البنزين 9 الاف ليرة، وتكرمت علينا بوعد بانهاء “طوابير الذل” خلال الايام المقبلة.. اما الدواء فقد تم تمديد دعمه موقتا، ضمن استراتيجية “الترقيع” المعتادة.. وعلى وقع ارتفاع منسوب المخاطر الامنية من “بوابة” طرابلس حيث بقي “الجمر تحت الرماد”، لا جديد حكوميا، وانتقل النقاش من تشكيل الحكومة الى مرحلة ما بعد اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري، وكيفية ترتيب المناخات الملائمة ليتحقق الامر “بسلاسة”، اما المعطى الاكثر خطورة فياتي من الخارج حيث كشفت المعلومات ان الاجتماع “الثلاثي” الاميركي – السعودي – الفرنسي الاسبوع الماضي شهد طرحا اميركيا ايده السعوديون لاستغلال حراجة الموقف في لبنان لتعديل مهام “اليونيفيل” وهو ما رفضته باريس وحذرت من تداعياته، فيما التحريض الاسرائيلي الرسمي والاعلامي مستمر وجديده الحديث عن تفكك لبنان ومنع حزب الله من السيطرة عليه عبر تسليح “خصومه” والتدخل الاميركي الفرنسي المباشر..!
اقتراح اميركي وتاييد سعودي!
بالتباينات الاميركية الفرنسية حيال الملف اللبناني، وبعيدا عن التصريحات الدبلوماسية “المنمقة” الصادرة عن وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان حول وجود تفاهم على الخطوط العريضة مع واشنطن حيال الازمة اللبنانية، برز خلال اللقاء الاخير خلاف واضح حيال توسيع مهام قوات اليونيفيل العاملة في لبنان، ووفقا لمصادر دبلوماسية، اعاد وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن طرح الافكار القديمة – الجديدة على “طاولة” البحث امام نظيره الفرنسي، ونال دعم وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي وجد في الاقتراح وسيلة جيدة للضغط على حزب الله، وقد اقترح الدبلوماسي الاميركي مجددا منح تلك القوة المزيد من السلطات التنفيذية على الحدود الجنوبية، وكذلك توسيع مهامها الى الحدود الشرقية مع سوريا، حيث يتم تشديد الرقابة على حزب الله، ووعد بالعمل على الترويج لهذه المقترحات على المستوى الدولي خلال الشهرين المقبلين قبل التجديد لهذه القوات في آب المقبل، وشدد على ان هذا الملف بات قابلا الان للتنفيذ اكثر من اي وقت مضى في ظل الظروف “الصعبة” في لبنان حيث لا يملك حزب الله القدرة على مواجهة المجتمع الدولي فيما تتهاوى الدولة اللبنانية،ويرغب الاميركيون بان يصدر عن مجلس الامن تكليف لقوات اليونيفيل بمساعدة الجيش اللبناني والقوى الامنية على القيام بمهامها بعدما اصبحت عاجزة عن ذلك نظرا للاوضاع الصعبة في البلاد.
رفض فرنسي وتحذير..
ووفقا للمصادر الدبلوماسية لم يكن لودريان “مرتاحا” لكلام بلينكن حيث اتضح لرئيس الدبلوماسية الفرنسية ان العقلية الاميركية لا تزال قاصرة عن فهم طبيعة ما يجري على الساحة اللبنانية، وفرنسا التي يشكل جنودها العمود الفقري لقوات “اليونيفيل” تدرك جيدا ان ثمة “خطوط حمراء” لا يمكن تجاوزها مهما كانت الظروف لان اي تعديل لمهام هذه القوات سيحولها الى جهة معادية وستكون غير قادرة على القيام بمهامها وستنتهي الامور على نحو سيء للغاية..ولهذا ابلغ لودريان نظيره الاميركي ان بلاده ليست في صدد القبول باي تعديل لمهام هذه القوات التي يبقى وجودها “ضمانة” مهمة للغاية على اكثر صعيد، ان لجهة خلق تخفيض للتوتر على الحدود، وكذلك تامين موطىء قدم غربي في هذه المنطقة الحساسة، حيث سيؤدي اي تعديل غير متفق عليه مع الجهات اللبنانية الفاعلة “قوى الامر الواقع” كما اسماها لودريان، الى انتهاء مهمة هذه القوى غير القادرة على الاستمرار في مهامها في بيئة ستكون شديدة الخطورة..ولهذا طالب لودريان من بلينكن عدم ادخال عملية التجديد “لليونيفيل” في سياق الضغوط المفترضة على السلطات اللبنانية، والاستمرار بتمويلها كما هو عليه الحال اليوم، لان اي شيء آخر سيتسبب بتعقيدات على الارض ويؤدي الى نتائج عكسية.. ووفقا للمعلومات تم الاتفاق على متابعة النقاش حول هذا الملف خلال زيارة لودريان المرتقبة الى واشنطن خلال الشهر الجاري.
صلاة في “الفاتيكان”
وفي الفاتيكان، حضر لبنان في”يوم التأمل والصلاة” الذي دعا إليه الحبر الاعظم، بمشاركة عشرة من قادة مختلف الطوائف المسيحية في لبنان، والسفير البابوي في لبنان جوزيف سبيتيري. وضمّ اللقاء عشرة من المسؤولين الكنسيّين في لبنان: 6 يمثّلون الكنيسة الكاثوليكيّة و3 يمثّلون الكنائس الأرثوذكسيّة، وواحد يمثّل الكنيسة الإنجيليّة. وقد بدأ اللقاء بترحيب من الحبر الأعظم، ليعقد بعدها أول اجتماع مغلق ثم الجولة الثانية من الاجتماع. وقد عبر رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري عن الواقع اللبناني المأساوي بالقول “الله وحده قادر على مساعدة لبنان للخروج من الأزمة التي هو فيها”.
وتتخلل “يوم التأمل” ثلاث جلسات مغلقة في القصر الرسولي بالفاتيكان، واختتم عند الساعة السادسة مساء في بازيليك القديس بطرس بصلاة مسكونية من أجل السلام”. وفي كلمته قال البابا فرنسيس ان لبنان الحبيب الذي يشع حكمة وثقافة لا يمكن ان يترك رهينة الاقدار او الذي يسعون وراء مصالحهم الخاصة وقال “كفى استخدام لبنان لمصالح ومكاسب خارجية، يجب إعطاء اللبنانيين الفرصة لبناء مستقبل أفضل على أرضهم ومن دون تدخلات ودعا القادة السياسيين في لبنان أن يجدوا حسب مسؤولياتهم حلولا عاجلة للازمة، كما دعا المجتمع الدولي أن يوفر للبنان الظروف المناسبة حتى لا يغرق بل ينطلق بحياة جديدة وهو سيكون خيرا للجميع”.. ووفقا للمعلومات لن يكتفي البابا بالصلاة على نية لبنان بل سيوظف علاقات الفاتيكان مع دول العالم لمنع الانهيار.
.. “وحالة انكار” في بيروت!
اما المسؤولين اللبنانيين، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فلم يتاخروا عن توجيه الشكر للفاتيكان والبابا، ومارسوا حالة من “الانكار المعهودة”، وكانهم غير مسؤولين عن حالة الانهيار الاقتصادي، والاستعصاء السياسي في البلاد، فتابع رئيس الجمهورية مباشرة عبر شاشة التلفزيون، وقائع افتتاح البابا فرنسيس لـ “يوم التأمل “، وغرد عبر “تويتر”: اليوم يشارك العالم قداسة البابا فرنسيس الصلاة والتأمل من أجل لبنان. دعوتنا معا، مسيحيين ومسلمين، أن نوطّد قيم الحق والعدالة والتوازن والاحترام المتبادل التي ترسّخ وحدتنا الوطنية، فنعيد معاً لوطننا رسالته الفريدة في العيش المشترك، في محيطه والعالم!
وفيما اكد باسيل ان وجود المسيحيين في لبنان مرتبط بدورهم فإذا انتفى الدور انتفى الوجود؛ وتعاطي الفاتيكان معهم بأقل من ذلك يصيبهم بأضرار بالغة أقلها هجرتهم الكاملة؛ ودور الفاتيكان محوري ومعنوي، هم ليسوا بحاجة لمن يفرض وجودههم بل للاعتراف بدورهم، قال الرئيس الحريري: ليس بغريب على حاضرة الفاتيكان أن يبقى لبنان في قلبها، من خلال هذه الدعوة الميمونة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس لعشرة قادة روحيين، بقصد مساعدة لبنان للخروج من واقعه الصعب. واضاف: أملنا ان يتكلل اللقاء الفاتيكاني بالنجاح بدعاء جميع اللبنانيين لحماية عيشهم المشترك وأن ينعم بلدنا بزيارة قداسة البابا كما وعد بها، ويبقى لبنان اكثر من بلد، انه رسالة!
طرابلس في “عين العاصفة”
وبعدما شهدت مدينة طرابلس حركة احتجاجات مسلحة عاد السؤال عن “الطابور الخامس” الذي يسعى لإشعال فتنة بين الجيش اللبناني والمحتجين، حيث يتبرأ الجميع من “دم هذا الصديق”، وقد خرج تيار المستقبل ببيان يمكن اختصاره بعبارة “كاد المريب ان يقول خذوني” مع العلم ان كل المتورطين معروفين من قبل الاجهزة الامنية ويبقى السؤال المركزي عن اسباب غياب الامن الوقائي وترك الامور على “عواهنها”، في مدينة باتت في “عين العاصفة” براي مصادر معنية بهذا الملف، لان المواجهة تحصل بعنوان مطلبي وتحت “يافطة الجوع” وكل الاطراف السياسية في الشمال تخشى مواجهة “الشارع” ولا تعمل على تهدئته، ولهذا فان الامور قابلة للانفلات بعدما بات اكثر من طرف مهتم بتوظيف حالة الانهيار لتوجيه “رسائل” الى الداخل والخارج، ووضع الجيش في الواجهة، ولهذا اتخذت المؤسسة العسكرية قرارا حاسما في لمنع اي انفلات امني في عاصمة الشمال.
“المستقبل” كاد المريب..!
وكان لافتا بالامس، بيان قيادة تيار المستقبل في طرابلس الذي رفض تحول “عروس الثورة” الى “صندوق بريد” لرسائل الفوضى والخراب، أو أداة ضغط في العملية السياسية المرتبطة بمخاض تأليف حكومة إنقاذ،وأهاب “التيار” تفويت الفرصة على كل الغرباء عنها والطارئين عليها ممن يعملون على ضرب أمنها وسلامها واستقرارها.!
وفيما تحدثت المعلومات، عن تورط محسوبين على “التيار الازرق” في اعمال العنف الاخيرة، وذلك في سياق “الكباش” مع العهد، حرض بيان المستقبل الطرابلسيين على رفع الصوت عالياً حيال كل من يعطل تشكيل حكومة المهمة بقيادة الرئيس المكلف سعد الحريري بحسب الدستور، من أجل الضغط عليهم للإفراج عن التشكيلة الحكومية التي يحتاجها اللبنانيون لوقف الانهيار وإعادة وضع لبنان على سكّة التعافي الاقتصادي، بعد ما وصله من انحدار في ظل سياسات هذا العهد التي لا تقيم أي وزن لمعاناة اللبنانيين، ولا سيما الطرابلسيين خصوصاً، وأهل الشمال عموماً.من جهته، ناشد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان القوى الأمنية ردع كل من يحاول الإخلال بالأمن في المناطق اللبنانية كافة، والضرب بيد من حديد منعاً من الوصول إلى الأمن الذاتي الذي يرفضه الجميع
“طوابير الذل”
وفيما يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري رحلاته خارج البلاد، وتغيب الاتصالات الحكومية عن “السمع” سجل في بيروت لقاء لافت بين رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري، اما معيشيا، وعلى الرغم من نجاح “كارتيل” النفط في “لي ذراع” الدولة واللبنانيين بفرض زيادة 9 آلاف ليرة على صفيحة البنزين لم تتوقف “طوابير الذل” على محاطات الوقود، ومع صدور جدول الاسعار المعدل صباح امس حيث تخطّت سعر صفيحة البنزين الـ 70 ألف ليرة بدات الشركات بتسليم البنزين والفيول الى المحطات ببطء شديد يطرح اكثر من علامة استفهام، لكن مصادر تلك الشركات تحدثت عن حلحلة ملموسة خلال الساعات القليلة المقبلة بعدما يجري “تشبيع” السوق بالمادة، لكن كل الحلول تبقى جزئية لان اعتماد سعر الصرف على 3900 ليرة لن يوقف عمليات التخزين والتهريب وستعود الازمة قريبا.
“دعم” الدواء مستمر
في هذا الوقت، خلص اجتماع بعبدا الذي خصص للبحث في أزمة الدواء، إلى التوافق على الإستمرار في سياسة دعم الدواء والمستلزمات الطبيّة ضمن آلية تطبيقية تلحظ الأولويات المحددة من وزارة الصحة وفق خطة الترشيد المرفوعة من رئيسي الحكومة ومجلس النواب،واتفق المجتمعون على ضرورة دعم الصناعات الدوائية الوطنية بالتنسيق بين وزارة الصحة ونقابة صناعة الأمصال والأدوية اللبنانية..ويفترض ان تصدر اليوم موافقة استثنائية من رئيسي الجمهورية والحكومة من أجل تثبيت استمرار سياسة دعم الدواء والمستلزمات “والمغروسات” الطبية.
اطفال لبنان “جوعى”!
من جهتها وصفت “اليونيسف” ما يعانيه الأطفال في لبنان بانه أسوأ الإنهيارات الاقتصادية في العالم ولفت الى ان أكثر من 30% من الأطفال في لبنان باتوا في فراشهم الشهر الماضي ببطون خاوية، لعدم حصولهم على عدد كاف من وجبات الطعام..واشار التقرير الى ان 77بالمئة من الاسر لا تملك ما يكفي من غذاء أو من مال لشرائه، وترتفع هذه النسبة بين الأسر السورية إلى 99 في المئة، اما 60 بالمئة من الاسر فتضطر الى شراء الطعام عبر الاقتراض والاستدانة، وكذلك فان 76بالمئة من الاطفال في لبنان لا يتلقون الرعاية الصحية الاولية التي يحتاجون اليها، وواحد من كل عشرة اطفال في لبنان ارسل الى العمل، و40 بالمئة من الاطفال ينتمون الى اسر لا يعمل فيها احد، و77بالمئة من تلك الاسر لا تتلقى مساعدة اجتماعية.. اما 15 بالمئة من الاسر فقد توقفت عن تعليم اطفالها…
وعلّقت ممثلة الـ “يونيسيف” في لبنان، يوكي موكو، قائلةً: “في ظل عدم وجود تحسن في الأفق، المزيد من الأطفال يذهبون إلى فراشهم ببطون خاوية. تتأثر صحة الأطفال ومستوى تعليمهم وكل مستقبلهم، فالأسعار تحلّق بشكل هائل ونسبة البطالة تستمر في الارتفاع. ويزداد عدد الأسر في لبنان التي تضطر إلى إتخاذ تدابير التأقلم السلبية لتتمكن من الصمود، كإلغاء بعض وجبات الطعام توفيراً لثمنها أو إرسال أطفالهم إلى العمل، يكون غالباً في ظروف عمل خطيرة، أو اللجوء إلى تزويج بناتهم القاصرات، أو بيع ممتلكاتهم”.