دعا وزراء خارجية مجموعة العشرين إلى حلول متعددة الأطراف للأزمات العالمية مثل جائحة كوفيد-19 وتغير المناخ. وركزوا في أول اجتماع حضوري لهم منذ عامين في مدينة ماتيرا جنوب إيطاليا، على إحياء الاقتصاد العالمي في أعقاب الجائحة وتعزيز التنمية في أفريقيا.
ولفت وزير الخارجية الإيطالية لويجي دي مايو إلى أن “الجائحة أبرزت الحاجة إلى رد فعل دولي على الطوارئ التي تتعدى الحدود الوطنية”.
وجاءت قمة مجموعة العشرين، تحضيرا لقمة الرؤساء في أواخر تشرين الأول المقبل، وكانت مناسبة لحل الخلافات بين الدول الأوروبية من جهة والخلاف الأميركي – الإيطالي من جهة أخرى بسبب العلاقة الإيطالية المميزة مع الصين، والتوافق الأميركي – الأوروبي لمزيد من الضغط على روسيا لاحترام حقوق الإنسان، وهي المواقف التي عبرت عنها دول المجموعة قبل انعقادها.
الصين التي لم تحضر وتحدث وزير خارجيتها عبر تقنية الفيديو، اعتبرت أنه “لا يمكن الاستمرار في سياسة التضييق الاقتصادي على الدول، وانها تقوم بما يترتب عليها بالنسبة إلى مساعدة الدول الفقيرة”، وقدمت إلى مئة دولة 450 لقاحا”.
إيطاليا التي أرادت القمة على أراضيها، أرادت ان تلفت الأنظار اليها وإعادة الثقة بسياحتها واقتصادها بعد جائحة كورونا، كما أردت ان تلفت الأنظار إلى الأهمية السياحية للجنوب الإيطالي.
أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فقد التقى يوم 28 الجاري مع البابا فرنسية لأكثر من 45 دقيقة، ورغم الأجواء الودية التي سادت اللقاء لم يعلن عنه شيء.
وقال وزير الخارجية الإيطالية قبل افتتاح لقاء القمة، إن “قرار اختيار مدينة ماتيرا في الجنوب الإيطالي مقرا لانعقاد قمة مجموعة العشرين، سيضع جنوب البلاد في مركز العالم”.
ولفت في حديث لصحيفة “غاتزيتا ديل ميدزوجورنو”، الى أن “الاختيار لم يكن عرضيا”، مشيرا الى أن “الجنوب كنز يمتلك إمكانات هائلة وإعادة إطلاقه أمر ضروري لاستئناف التنمية المستدامة للبلد بأسره”.
وذكر بـ “قرار عقد الاجتماع التجاري الخاص بمجموعة العشرين في لؤلؤة أخرى من الجنوب مثل مدينة سورينتو”، مبينا أن “إيطاليا هي الممر الأوروبي لمنطقة المتوسط، والجنوب يمثل قلب هذا الممر جغرافيا”.
الموقف السعودي
بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، خلال القمة، في سبل “وقف التدخلات الإيرانية في المنطقة”، في ضوء سعي واشنطن لعقد اتفاق نووي مع طهران.
وعرض الجانبان أوجه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وبحثا في سبل دعمها وتعزيزها في مجالات شتى بما يخدم المصالح المشتركة.
طموح أندونيسيا
وأعرب وزير الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي عن تقديره “للدعم الذي يحظى به عدد من الدول الصديقة، في ما يتعلق برئاسة دول مجموعة العشرين في العام المقبل”. وأشار إلى “استعداد إندونيسيا لمواصلة رئاسة مجموعة العشرين”. وأكد أن “دول مجموعة العشرين اعربت عن تأييدها الكامل للرئاسة الاندونيسية السنة المقبلة”.
الموقف الاميركي
عاود وزير الخارجية الأميركي تأكيد “ضرورة تسليم عدد أكبر من لقاحات فيروس كورونا إلى الدول الأشد فقرا، التي حصلت منها حتى الآن على جرعات أقل بكثير من الدول الغنية”.
وختم: “من أجل القضاء على الجائحة، يتعين علينا إيصال لقاحات أكثر إلى أماكن أكثر. إن مجموعة العشرين ستساعد الدول المنخفضة الدخل على مواجهة مواطن الضعف الكبيرة الناجمة عن الديون التي تفاقمت بسبب فيروس كورونا”.